معركة تربة: نقطة تحول في توحيد المملكة العربية السعودية
تُعد معركة تربة حدثًا محوريًا في تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية. خاضها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ضد قوات الشريف حسين بن علي، وتحديدًا في 25 شعبان 1337هـ الموافق 25 مايو 1919م. جاءت المعركة كرد فعل لمحاولة الشريف حسين السيطرة على بلدة تربة، الواقعة شرقي الطائف، بعد إعلان انضمامها لحكم الملك عبد العزيز.
أسباب اندلاع معركة تربة
تعود جذور المعركة إلى مساعي الشريف حسين لتوسيع نفوذه. قام بتجهيز جيش بقيادة ابنه عبد الله بن الحسين، بهدف الاستيلاء على تربة، وهي بلدة ذات موقع استراتيجي بين نجد والحجاز، جنوبي جبل حضن. تم تزويد هذا الجيش بالأسلحة الحديثة والمدافع، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض رجال القبائل. تمركز الجيش في بلدة عشيرة، شرقي الطائف، منتظرًا أوامر الهجوم.
تفاصيل أحداث معركة تربة
كان الملك عبد العزيز يراقب تحركات عبد الله بن الحسين تجاه تربة عن كثب. قام بإرسال قواته بقيادة سلطان بن بجاد، المتمركز في هجرة الغُطغط، نحو المناطق الغربية من الجزيرة العربية، لدعم خالد بن لؤي، أمير تربة، الذي أعلن ولاءه للملك عبد العزيز. عندما هاجمت قوات الشريف حسين بقيادة ابنه عبد الله تربة، لم يطل الهجوم، فسرعان ما باغتهم سلطان بن بجاد وخالد بن لؤي بهجوم مضاد، أسفر عن هزيمة ساحقة لجيش الشريف، ولم ينج منهم إلا القليل.
ما بعد الانتصار في معركة تربة
بعد خمسة أيام من المعركة، وصل الملك عبد العزيز إلى تربة وأقام فيها حوالي عشرة أيام، لتسيير شؤونها وتعيين أميرًا عليها من طرفه، حتى استقرت الأوضاع. شكّل انتصار الملك عبد العزيز في تربة بداية مرحلة ضم الحجاز، مما جعله حدثًا مفصليًا في تاريخ المملكة.
وفي النهايه :
تجسد معركة تربة نقطة تحول حاسمة في مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية، حيث برزت حنكة الملك عبد العزيز العسكرية والسياسية، وأُرسيت دعائم الدولة الناشئة. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيف ساهمت هذه المعركة في تشكيل ملامح المنطقة، وما هي الدروس المستفادة من هذا الحدث التاريخي؟