حاله  الطقس  اليةم 18.3
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

    الملك عبدالله بن عبدالعزيز

    بوابة السعودية
    بوابة السعودية
    أعجبني
    (0)
    مشاهدة لاحقا
    شارك

    الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (1343-1436هـ/1924-2015م)، سادس ملوك المملكة العربية السعودية، تولى مقاليد الحكم عقب وفاة أخيه الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في عام 1426هـ/2005م، واستمرت فترة حكمه قرابة عقد من الزمن، ليخلفه ولي عهده آنذاك، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

    يعتبر الملك عبد الله أول ملوك السعودية الذي تعاقب على ولاية عهده ثلاثة من إخوته الأمراء، وهم: سلطان ونايف وسلمان، أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. كما يُذكر بأنه صاحب أطول فترة قضاها في ولاية العهد، إذ استمر وليًا للعهد في عهد الملك فهد لمدة 24 عامًا.

    نشأة الملك عبد الله وحياته

    نسب الملك عبد الله بن عبد العزيز يعود إلى عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، وهو من قبيلة بني حنيفة التي تنتمي إلى بكر بن وائل من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

    يعتبر الملك عبد الله الابن العاشر للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، حيث رأى النور في مدينة الرياض عام 1343هـ الموافق 1924م، وهو العام نفسه الذي دخل فيه والده مكة المكرمة. والدته هي الأميرة فهدة بنت العاصي الشريم، وقد توفيت عندما كان عمره عشر سنوات، لذا نشأ وترعرع تحت رعاية والده الملك المؤسس الذي خص أبناءه بعناية فائقة واهتمام بالغ.

    تعليم الملك عبد الله وثقافته

    تلقى الملك عبد الله تعليمه الأولي في مدرسة قصر الحكم بالرياض، تلك المدرسة التي أنشأها الملك عبد العزيز لتعليم أبنائه، والتي ضمت صفوة من علماء الدين والأساتذة. درس فيها القرآن الكريم والعلوم الشرعية، إضافة إلى اللغة العربية والخط، والرياضيات. كان الملك المؤسس يحرص على متابعة تعليم أبنائه وتطورهم الدراسي عن كثب، ويوجه المعلمين لبذل المزيد من الجهد في تعليمهم، ويشجعهم على القراءة وحفظ القرآن والاستماع إلى معلميهم من العلماء والأساتذة.

    اعتاد الملك عبد العزيز إقامة احتفال كبير كلما أتم أحد أبنائه حفظ القرآن الكريم، وقد احتفل بالملك عبد الله في عام 1354هـ/1935م، واستمر الاحتفال لمدة ثلاثة أيام.

    اكتسب الملك عبد الله خبرة اجتماعية واسعة من والده الملك المؤسس، واستفاد منها في مجالات الحكم والسياسة والإدارة والقيادة. كما لازم عددًا من المشايخ واستفاد منهم في التعليم والتوجيه، وكان حريصًا على مجالسة العلماء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى ثقافته التي اكتسبها من التعليم الذاتي عبر قراءاته المتنوعة في شتى المجالات.

    الصفات الشخصية للملك عبد الله بن عبد العزيز

    عُرف الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، بحبه للعدل والنزاهة، وهو ما تجلى في المواقف العديدة التي جسدت تطبيقه الصارم للعدل والإنصاف. كان يؤمن بأن العدل هو أساس الحكم، وقد سعى دائمًا لتحقيق المساواة بين جميع المواطنين، دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى. على سبيل المثال، أصدر العديد من القرارات التي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية، مما يعكس التزامه الراسخ بقيم العدالة.

    •  الشهامة والإيثار والتسامح: ومن بين صفاته أيضًا: الشهامة وإيثار الغير، والعفو والتسامح، والعطف على المحتاجين والفقراء. تجسدت شهامته في دعمه المستمر للقضايا الإنسانية حول العالم، حيث قدم المساعدات للدول والشعوب المتضررة من الكوارث والأزمات. كما عُرف عنه إيثاره للغير، فكان دائمًا يضع مصلحة الوطن والمواطنين فوق مصلحته الشخصية. أما العفو والتسامح، فقد كانا من أبرز سماته، حيث كان يحرص على إصلاح ذات البين ونبذ الخلافات، مستندًا إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
    • العطف على المحتاجين والتواضع: صفات الملك عبد الله عديدة، فقد عُرف بتواضعه الكبير وتفانيه في تلبية متطلبات الشعب، وشغفه بالعلم والعلماء، وتقديره للباحثين والمبدعين والمبتكرين والهيئات العلمية والأكاديمية. أولى اهتمامًا بالغًا بالضعفاء والمحتاجين، وحرص على تأمين الدعم الضروري لهم عبر البرامج والمبادرات الاجتماعية المتنوعة. علاوة على ذلك، كان مُحبًا للعلم والعلماء، ومؤمنًا بأن العلم هو أساس التطور والرخاء، لذا ساند المؤسسات التعليمية والبحثية، وحفز الباحثين والمخترعين على تحقيق أهدافهم.

    هوايات الملك عبدالله

    كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، شخصية محبة للتراث والثقافة العربية الأصيلة، تجسد ذلك في العديد من هواياته واهتماماته الشخصية.

    • الصيد بالصقور والقنص: تعتبر هواية الصيد بالصقور والقنص من أبرز الهوايات التي أولاها الملك عبدالله اهتمامًا خاصًا. عُرف عنه شغفه بهذه الرياضة العربية التقليدية، حيث كان يقضي فترات طويلة في ممارستها، وذلك من خلال القيام برحلات صيد ممتعة إلى مناطق مختلفة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. هذه الرحلات لم تكن مجرد هواية، بل كانت فرصة لتقدير جمال الطبيعة والتراث الثقافي.
    • كان الملك عبدالله يرى في الصيد بالصقور والقنص وسيلة للحفاظ على هذا الجانب من التراث العربي، حيث كان يحرص على ممارسة هذه الهواية وفقًا للأساليب التقليدية التي تعكس الاحترام العميق للطبيعة والحيوانات.
    • حب الصحراء: كان حب الصحراء جزءًا لا يتجزأ من شخصية الملك عبدالله. فكلما سمحت الظروف، كان يجد ملاذه في هدوء الصحراء وسحرها، حيث كان يرى فيها رمزًا للأصالة والقوة. الصحراء بالنسبة له لم تكن مجرد مكان، بل كانت مصدر إلهام وتأمل.
    • كان الملك عبدالله يدرك أهمية الصحراء في تاريخ وثقافة المملكة، وكان يسعى دائمًا إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليها وحمايتها للأجيال القادمة. من خلال قضاء الوقت في الصحراء، كان يعيد اكتشاف الروابط العميقة بين الإنسان والطبيعة.
    • الفروسية:  تعتبر الفروسية من الهوايات المفضلة للملك عبدالله، وتعكس اهتمامه بإحياء التراث العربي الأصيل. كان الملك عبدالله يرى في الخيل العربية الأصيلة رمزًا للعزة والكرامة، وكان يحرص على اقتناء أفضل سلالات الخيول والاعتناء بها.
    • نادي الفروسية بالرياض: وسعياً منه للحفاظ على هذا التراث وتشجيع الأجيال الشابة على ممارسة الفروسية، أسس نادي الفروسية في مدينة الرياض. هذا النادي لم يكن مجرد مكان لممارسة الرياضة، بل كان مركزًا لتعليم وتدريب الشباب على فنون الفروسية، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على الخيل العربية الأصيلة. كان الملك عبدالله يشجع الآخرين على المشاركة في فعاليات النادي، والمساهمة في الحفاظ على هذه الرياضة الأصيلة.
    • القراءة وحب الاطلاع: لم تقتصر هوايات الملك عبدالله على الرياضات التراثية، بل شملت أيضًا القراءة وحب الاطلاع. كان الملك عبدالله قارئًا نهمًا ومثقفًا واسع المعرفة، وكان يحرص على متابعة أحدث التطورات في مختلف المجالات. هذه الهواية ساهمت في توسيع آفاقه وتعزيز قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة.

    المناصب الرسمية قبل تولّي الحكم

    رئاسة الحرس الوطني: بداية التحول النوعي

    قبل أن يتقلد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، شغل مناصب قيادية بارزة، من أهمها رئاسة الحرس الوطني، وهو الجهاز الذي يُعد أحد أفرع القوات المسلحة السعودية. وقد صدر أمر ملكي عن الملك سعود بن عبدالعزيز في 10 رمضان 1382هـ الموافق 4 فبراير 1963م، بتعيينه أميرًا على الحرس الوطني، ليبدأ بذلك فصلًا جديدًا في تاريخ هذا الجهاز الحيوي.

    تطوير الحرس الوطني: رؤية شاملة نحو التحديث

    انطلقت مسيرة التطوير الطموحة للحرس الوطني في المملكة العربية السعودية بتوجيهات حكيمة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك منذ اللحظة الأولى لتوليه القيادة. فبدلًا من الاكتفاء بالتنظيم التقليدي القائم على الألوية العسكرية، سعى الملك عبدالله، رحمه الله، إلى تحويل الحرس الوطني إلى منظومة عسكرية متكاملة، تتضمن هيئات تنظيمية حديثة تواكب التطورات العسكرية العالمية.

    • تحديث الهيكل التنظيمي والإداري: من أبرز الخطوات الجادة التي اتخذها الملك عبدالله، رحمه الله، هو تأسيس جهاز عسكري شامل يمثّل الأركان العامة للحرس الوطني. هذا الجهاز الجديد مكلف بتطوير الخطط والاستراتيجيات العسكرية، والإشراف على تنفيذها بكفاءة عالية. ولضمان تحقيق أقصى استفادة من هذا الجهاز، تم إرسال الكوادر العسكرية السعودية إلى معاهد دولية متقدمة، لإكسابهم أحدث الخبرات والمهارات العسكرية.
    • الاستعانة بالخبرات الأجنبية وتطوير الكوادر: لم يقتصر التطوير على إرسال الكوادر إلى الخارج، بل شمل أيضًا استقطاب خبرات أجنبية متميزة في المجالات العسكرية والإدارية. هؤلاء الخبراء ساهموا بشكل كبير في تحديث الهيكلين العسكري والإداري للحرس الوطني، وتقديم المشورة والتوجيه في مختلف المجالات.
    • تجهيز الحرس بأحدث التقنيات والأسلحة: إلى جانب التطوير التنظيمي والإداري، أولى الملك عبدالله، رحمه الله، اهتمامًا كبيرًا بتزويد الحرس الوطني بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة. هذا التجهيز الشامل يهدف إلى تعزيز قدرات الحرس الوطني، وتمكينه من أداء مهامه في حماية أمن الوطن ومواجهة التحديات بكفاءة عالية. ومن الأمثلة على ذلك، تزويد الحرس بمنظومات دفاع جوي متطورة، ومركبات عسكرية حديثة، وأجهزة اتصال متطورة.

    مؤسسات أكاديمية وطبية رائدة

    لم تتوقف رؤية الملك عبدالله عند الجانب العسكري، بل امتدت لتشمل التعليم والتأهيل، حيث أسس في عام 1401هـ/1980م “كلية الملك خالد العسكرية” لتخريج وتأهيل ضباط الحرس الوطني وفق أعلى المعايير. كما تطورت المدارس الفنية التابعة للجهاز لتواكب هذا النمو.

    أما على الصعيد الصحي، فقد تم إنشاء مدينتين طبيتين في الرياض وجدة، إلى جانب مستشفيات ذات كفاءة عالية، لتقديم الخدمات الطبية لمنسوبي الحرس. لكن رؤية الملك عبدالله الإنسانية تجاوزت ذلك، ففتحت هذه المنشآت أبوابها لجميع المواطنين، وساهمت في تقديم خدمات تخصصية نادرة، من أبرزها عمليات فصل التوائم السيامية، التي أصبحت سمة مميزة للحرس الوطني، وواجهة إنسانية للمملكة على مستوى العالم.

    النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء

    إلى جانب تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) – حين كان أميرًا – رئاسة الحرس الوطني، صدر أمر ملكي بتعيينه من قِبل الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء في عام 1395هـ الموافق 1975م. هذا التعيين كان له دلالة كبيرة على ثقة القيادة الرشيدة في قدراته وإمكاناته في خدمة الوطن.

    • أهمية هذا المنصب: منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يُعتبر من المناصب الهامة في هيكلة الحكومة، حيث يساهم في دعم رئيس مجلس الوزراء في إدارة شؤون الدولة. يشمل ذلك الإشراف على بعض القطاعات الحكومية، والمشاركة في اتخاذ القرارات الهامة، وتمثيل المملكة في المحافل الرسمية.
    • الدور والمسؤوليات: خلال فترة توليه هذا المنصب، قام الملك عبدالله (رحمه الله) بدور فعّال في تطوير العديد من القطاعات الحيوية في المملكة. من بين هذه القطاعات، القطاع الاقتصادي والاجتماعي، حيث ساهم في وضع الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمواطنين. كما عمل على تعزيز العلاقات الدولية للمملكة، من خلال المشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية.
    • أمثلة على الإسهامات: على سبيل المثال، كان له دور بارز في دعم المشاريع التنموية في مختلف مناطق المملكة، سواء كانت مشاريع بنية تحتية أو مشاريع خدمية تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين. كما كان له اهتمام خاص بقضايا الشباب، حيث عمل على توفير الفرص التعليمية والتدريبية التي تمكنهم من المساهمة الفعالة في بناء مستقبل الوطن.

    ولاية العهد

    في 21 شعبان 1402هـ الموافق 13 يونيو 1982م، شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا تاريخيًا بوفاة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود. تولى أخوه الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم، مبايعًا ملكًا للمملكة، ومعه بدأت مرحلة جديدة من التطور والازدهار.

    • تولي الملك عبد الله ولاية العهد: في نفس اللحظة التاريخية، بُويع الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (الملك عبد الله لاحقًا) وليًا للعهد، محافظًا على منصبه كرئيس للحرس الوطني، وهو منصب شغله منذ عام 1382هـ/1963م، ما يعكس الثقة الكبيرة التي كان يحظى بها في القيادة والإدارة.
    • أصدر الملك فهد مرسومًا ملكيًا بتعيين الأمير عبد الله نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء، وهو ما عزز مكانته ودوره في إدارة شؤون الدولة. استمر الأمير عبد الله في ولاية العهد لمدة 24 عامًا، شهدت خلالها المملكة تطورات كبيرة على مختلف الأصعدة، وكان له دور بارز في رسم السياسات واتخاذ القرارات الهامة.
    • دور ولي العهد وأهميته: تعتبر ولاية العهد من أهم المناصب في الدولة، حيث يمثل ولي العهد الشخصية الثانية في هرم السلطة، ويضطلع بمهام جسيمة في دعم الملك ومساعدته في إدارة شؤون البلاد. يشمل ذلك رئاسة مجالس ولجان هامة، وتمثيل المملكة في المحافل الدولية، والإشراف على تنفيذ المشاريع التنموية. وتجدر الإشارة إلى أن الأمير سلطان بن عبد العزيز قد شغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في عهد الملك فهد، مما يعكس أهمية هذا المنصب في تسيير شؤون الدولة.

    تولي شؤون الدولة نيابة عن الملك فهد

    يمكن تقسيم فترة ولاية العهد التي قضاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مرحلتين: الأولى بدأت منذ توليه المنصب واستمرت حتى عام 1416هـ/1995م، أي حوالي 13 عامًا. أما المرحلة الثانية، فامتدت من ذلك العام حتى عام 1426هـ/2005م، وهي مدة تقارب 10 سنوات، شهدت تكليف الملك عبدالله بإدارة شؤون البلاد نتيجة للظروف الصحية التي مر بها الملك فهد في تلك الفترة.

    جاء هذا التكليف بناءً على تفويض من الملك فهد في 11 شعبان 1416هـ/2 يناير 1996م، حيث ينص النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية على أن يتولى ولي العهد مسؤولية تصريف أمور الدولة في حالة غياب الملك. خلال تلك الفترة، تولى الملك عبدالله إدارة الشؤون اليومية للمملكة في الداخل.

    بالإضافة إلى تمثيل المملكة في الزيارات والمؤتمرات الخارجية، وإجراء المباحثات، وتوقيع الاتفاقيات مع رؤساء ومسؤولي مختلف دول العالم. وقد أثبتت هذه المرحلة التزامه بنهج والده المؤسس وإخوانه الملوك في السياسة الداخلية والخارجية.

    تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكم في المملكة العربية السعودية

    في أعقاب وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز، بُويع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكًا للمملكة العربية السعودية في 26 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 2 أغسطس 2005م. وعقب تسلمه زمام الحكم، أصدر الملك عبدالله أمرًا ملكيًّا بتعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، إضافة إلى مهامه كوزير للدفاع والطيران ومفتش عام.

    بعد مرور ستة أعوام، وتحديدًا في 24 ذي القعدة 1432هـ الموافق 22 أكتوبر 2011م، توفي الأمير سلطان نتيجة لمرض ألمّ به. وعلى إثر ذلك، اختار الملك عبدالله الأمير نايف بن عبدالعزيز، والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية آنذاك، ليكون وليًا للعهد، وذلك بعد استشارة رئيس وأعضاء هيئة البيعة. وبعد ثمانية أشهر من توليه المنصب، وافت الأمير نايف المنية.

    ونتيجة لذلك، أصدر الملك عبدالله في 28 رجب 1433هـ الموافق 18 يونيو 2012م قرارًا بتعيين الأمير سلمان (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حاليًا) وليًا للعهد، بالإضافة إلى استمراره في منصبه كوزير للدفاع، الذي تولاه بعد وفاة أخيه الأمير سلطان. وفي 26 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 27 مارس 2014م، أصدر الملك عبدالله أمرًا ملكيًّا بتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد، مع احتفاظه بمنصبه كنائب ثانٍ لرئيس مجلس الوزراء.

    مواقف في السياسة الخارجية

    تميز عهد الملك عبدالله بنشاط سياسي مكثف كان له بالغ الأثر في علاقات المملكة الخارجية، حيث شهدت هذه العلاقات توسعًا ملحوظًا. وأظهرت المملكة، من خلال اتصالات المسؤولين والمؤتمرات التي انعقدت داخل المملكة وخارجها، تأثيرها الكبير على الساحة الدولية. واحتلت القضايا المصيرية في التاريخ العربي والإسلامي المعاصر مكانة هامة في هذا النشاط السياسي والدبلوماسي، شأنها شأن القضايا الإقليمية التي تمس دول مجلس التعاون الخليجي، سواء على الصعيدين العربي أو الدولي.

    كما حرص الملك عبدالله على دعم المساعي السلمية وتعزيز أسس الأمن والاستقرار في الدول العربية، وكان أمن دول مجلس التعاون الخليجي على رأس قائمة أولوياته، وذلك استمرارًا لنهج المملكة الراسخ في سياساتها ومواقفها تجاه أمن الخليج وسلامته. والتزم الملك عبدالله بسياسة المملكة الثابتة تجاه استقرار منطقة الخليج واستقلالها.

    تنظيمات إدارية بارزة

    أصدر الملك عبدالله أمرًا ملكيًّا في 26 رمضان 1427هـ/19 أكتوبر 2006م، يختص بتنظيم إجراءات انتقال المُلك وتعيين ولاية العهد في المملكة، وهو “نظام هيئة البيعة”، وتشكيل هيئة مكونة من: أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأحد أبناء كل متوفى أو معتذر أو عاجز يعينه الملك من أبناء الملك المؤسس على أن يكون مشهودًا له بالصلاح والكفاية، واثنين يُعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد، ويكون مشهودًا لهما بالصلاح والكفاية.

    وعند وفاة الملك تدعو الهيئة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد وفقًا لهذا النظام والنظام الأساسي للحكم، ويختار الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة واحدًا أو اثنين أو ثلاثة ممن يراه لولاية العهد، ويُعرض هذا الاختيار على الهيئة، لترشح واحدًا من هؤلاء بالتوافق يُسمى وليًّا للعهد، وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه وليًّا للعهد.

    كما أصدر الملك عبدالله أمرًا ملكيًّا في 1432هـ/2011م يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (هيئة الرقابة ومكافحة الفساد حاليًّا)، لترتبط تنظيميًّا مباشرة بالملك، وتشمل مهامها القطاعات الحكومية، وتسند إليها مهام متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات الخاصة بالشأن العام، ويدخل في اختصاصها حماية النزاهة، ومتابعة أوجه الفساد الإداري والمالي.

    المنجزات الحضارية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز
    خدمة الحرمين الشريفين

    يُعد مشروع توسعة المسعى من بين المشروعات البارزة التي شهدها المسجد الحرام خلال فترة حكم الملك عبدالله، حيث انطلقت الأعمال في 21 محرم 1428هـ الموافق 9 فبراير 2007م. وقد حقق هذا المشروع إنجازات كبيرة، شملت زيادة القدرة الاستيعابية للمسعى، وتسهيل حركة المعتمرين داخل مرافقه،

    •  تعزيز الأمن: بالإضافة إلى تعزيز أمنهم وسلامتهم أثناء التنقل، وتوفير مسارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن. تبلغ مساحة الدور الواحد في المسعى الجديد حوالي 18 ألف متر مربع، في حين تصل المساحة الإجمالية للمسعى إلى 87 ألف متر مربع، مما يمكنه من استيعاب حوالي 118 ألف شخص في الساعة، وتبلغ المساحة الإجمالية للمباني مع الخدمات المساندة حوالي 125 ألف متر مربع.
    •  توسعة المسجد الحرام وساحاته الشمالية: تبع توسعة المسعى مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام وساحاته الشمالية، والذي بدأ العمل به في شوال 1431هـ الموافق سبتمبر 2010م. هدف هذا المشروع إلى تنفيذ توسعة شاملة من الجهة الشمالية المعروفة بالشامية، وذلك بتوفير مساحات مناسبة وكافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، وتقديم حلول طويلة الأمد. جرى توسيع الساحات بشكل دائري في جميع الاتجاهات لتتناسب مع اتجاه القبلة وحركة المصلين.
    •  توفير المداخل والمصليات: كما شملت التوسعة تأمين عدد إضافي من المداخل الرئيسة والثانوية والفرعية، وتوزيعها على واجهات التوسعة بما يتناسب مع الأعداد المتوقعة للمصلين. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير صالات للصلاة داخل مباني التوسعة تتسع لنحو 300 ألف مصل، وأخرى خارجية تتسع لنحو 314 ألف مصل، لتتجاوز القدرة الاستيعابية للتوسعة بأكملها 600 ألف مصل.
    • زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف: شهد عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيضًا مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، الذي انطلق في 1 محرم 1434هـ الموافق 15 نوفمبر 2012م. بعد الانتهاء من هذا المشروع، استطاع المطاف استيعاب نحو 105 آلاف طائف في الساعة، مقارنة بـ 48 ألفًا في الساعة سابقًا.
    • وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين: في إطار اهتمام الملك عبدالله بالحرمين الشريفين، تم إطلاق مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، الذي أمر بتنفيذه وفقًا للطابع المعماري الإسلامي. يتألف هذا الوقف من سبعة أبراج بمساحة إجمالية تصل إلى مليون و500 ألف متر مربع، وقدرة استيعابية تبلغ حوالي 65 ألف شخص.

    توسعة المسجد النبوي الشريف

    في بادرة مباركة، أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، خلال زيارته للمدينة المنورة في 24 سبتمبر 2012 الموافق 8 ذي القعدة 1433هـ، مشروعًا لتوسيع المسجد النبوي الشريف، يهدف إلى استيعاب ما يقارب 2.8 مليون مصلٍ مع توفير كافة المرافق والخدمات الضرورية. جرى تنفيذ هذا المشروع على ثلاث مراحل متتالية، حيث تميزت المرحلة الأولى بقدرتها على استيعاب 800 ألف مصل.

    أما المرحلتان الثانية والثالثة، فقد تضمنتا توسيع الساحتين الشرقية والغربية للمسجد، مما أتاح استيعاب 800 ألف مصل إضافي. وقد غطت هذه التوسعة مساحة بناء إجمالية تقدر بحوالي مليون متر مربع، بالإضافة إلى إضافة بوابة رئيسة للتوسعة الجديدة مزودة بمنارتين، وأربع منارات جانبية موزعة على أركان التوسعة والساحات، مما أدى إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 1.6 مليون مصل.

    تطوير المشاعر المقدسة

    شملت رعاية الملك عبدالله مشروعات في المشاعر المقدسة، من أبرزها مشروع جسر الجمرات الذي أُنشئ في عام 1427هـ/ديسمبر 2006م، ويتكون من خمسة مستويات، أربعة طوابق بالإضافة إلى الدور الأرضي، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لكل طابق من طوابق الجسر 125 ألف حاج في الساعة في أوقات الذروة، لتصل بذلك القدرة الاستيعابية الإجمالية للجسر إلى أكثر من 500 ألف حاج في الساعة، وقد صُمم الجسر بطريقة تسمح بإضافة المزيد من الطوابق مستقبلًا عند الحاجة، مع العلم أن قواعد الجسر قد أُسست لتحمل 12 طابقًا.

    كما تم إطلاق مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي يربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة: منى، وعرفات، ومزدلفة، بتكلفة إجمالية بلغت 6.7 مليارات ريال، وقد بدأت الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية السعودية المحدودة بتنفيذه في عام 1430هـ/2009م، وبدأ تشغيله في عام 1431هـ/2010م، أي بعد عامين من بدء العمل عليه.

    وقد حصد مشروع قطار المشاعر العديد من الجوائز المرموقة، من بينها: جائزة فرانس إيدل مان أوارد في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُمنح لأفضل البحوث التطبيقية والتشغيلية، بالإضافة إلى اختياره من قِبل منظمة الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية كواحد من أفضل 24 مشروعًا على مستوى العالم خلال المئة عام الماضية.

    وفي عام 1431هـ/2010م، تم تدشين مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، وذلك بهدف توفير أقصى درجات الراحة لحجاج بيت الله الحرام وتيسير حصولهم على عبوات مياه زمزم المباركة.

    الخدمات الاجتماعية

    في إطار اهتمام الملك عبدالله بإيجاد حلول لمشكلة البطالة في المجتمع السعودي، قام بدعم بنك التنمية الاجتماعية (الذي كان يُعرف سابقًا بالبنك السعودي للتسليف والادخار)، وذلك لتمكينه من تلبية احتياجات القروض الاجتماعية وتمويل المشروعات الصغيرة والناشئة ورعايتها. ولتحقيق هذه الأهداف، تم رفع رأس مال البنك بمبلغ 20 مليار ريال، بالإضافة إلى وديعة سابقة بقيمة 10 مليارات ريال، ليصبح إجمالي الزيادة في رأس المال 30 مليار ريال.

    1. مبادرات الإعفاء والدعم الاجتماعي: كما أصدر الملك عبدالله أمرًا بإعفاء جميع المتوفين من سداد أقساط قروض البنك المخصصة للأغراض الاجتماعية دون شروط، بالإضافة إلى إعفاء جميع المقترضين من البنك لأغراض اجتماعية من سداد الأقساط لمدة عامين. ولضمان تحقيق الاكتفاء لمستحقي الضمان الاجتماعي، أمر برفع الحد الأعلى لعدد أفراد الأسرة المستفيدة من الضمان من 8 إلى 15 فردًا، مع تخصيص مليار ريال لهذا الغرض وتفعيل ودعم البرامج المساندة في الضمان الاجتماعي.
    2. دعم الإسكان وتحسين الأوضاع المعيشية: انطلاقًا من أهمية توفير السكن للمواطنين، وجه الملك عبدالله بدعم ميزانية الهيئة العامة للإسكان (التي أصبحت لاحقًا وزارة الإسكان) بمبلغ 15 مليار ريال، وتثبيت بدل غلاء المعيشة بنسبة 15% ضمن الراتب الأساسي للمواطنين. كما اعتمد الحد الأدنى لرواتب جميع العاملين السعوديين في الدولة بمبلغ ثلاثة آلاف ريال شهريًا، وزيادة المزايا المالية للموظفين مثل بدلات الانتداب والنقل ومكافآت نهاية الخدمة، وتثبيت جميع المواطنين والمواطنات المعينين على مختلف البنود الذين يتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتماد صرف مخصص مالي شهري قدره 2000 ريال للباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص، واستحداث 60 ألف وظيفة عسكرية في وزارة الداخلية.

    القطاع الصحي

    شهد القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في عهد الملك عبدالله، حيث تم توسيع نطاق الخدمات الصحية المقدمة. وقد تجسد هذا الاهتمام في مقولته الشهيرة: “عندما يتعلق الأمر بصحة الناس فلا يوجد شيء غالي الثمن”. وفي هذا الإطار، تم إقرار النظام الصحي السعودي، والذي انبثق عنه مجلس الخدمات الصحية ونظام التأمين الصحي التعاوني، بهدف توفير خدمات صحية ذات جودة ومستوى عالٍ لكل من المواطنين والمقيمين في المملكة، مع التأكيد على حقهم الكامل في تلقي العلاج في أي منشأة صحية داخل البلاد دون أي قيود أو شروط.

    وفي مجال المؤسسات الطبية الكبرى، أصدر الملك عبدالله، عندما كان وليًا للعهد، توجيهاته بتدشين مدينة الملك فهد الطبية في العاصمة الرياض في عام 1425هـ الموافق 2004م. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء وافتتاح العديد من المستشفيات التخصصية، مثل مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم، ومستشفى حائل التخصصي، وغيرها من المرافق الصحية الحديثة التي خُصص لها ما يقارب 10 مليارات ريال.

    وفيما يتعلق بالأبحاث الطبية والتطبيقية في العلوم الصحية، وجه الملك عبدالله بإنشاء مركز عالمي متخصص في الأبحاث الطبية يحمل اسمه، ليكون مرجعًا دوليًا في مجال البحوث الطبية التطبيقية في علوم الصحة، ويستقطب خبراء وفرقًا طبية متخصصة من جميع أنحاء العالم.

    وفي سياق متصل بتطوير المرافق الطبية، تبنى الملك عبدالله مشروعًا طموحًا لإنشاء 2000 مركز صحي متطور في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، بهدف تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وبتكلفة إجمالية تجاوزت خمسة مليارات ريال.

    تطوير التعليم

    لقد أولى الملك عبدالله اهتمامًا بالغًا بالاستثمار في الإنسان وتأهيله على أعلى المستويات، لتمكينه من تحقيق إنجازات تنموية للأجيال القادمة. ومن بين المبادرات التعليمية التي تبناها ودعمها: مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، الذي رُصدت له ميزانية تجاوزت تسعة مليارات ريال على مدى ست سنوات.

    كما وافق على تأسيس شركة حكومية متخصصة في تطوير التعليم، مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، لتكون بمثابة الذراع التنفيذي للمشروع. إضافة إلى ذلك، أقرّ مشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية لجميع المراحل الدراسية، وتبنّى مشروع إدخال مقرر اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وتطوير مناهج هذه اللغة في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

    دعم التعليم العالي

    حظي التعليم العالي باهتمام خاص من الملك عبدالله، الذي منحه الأولوية منذ أن كان وليًا للعهد. ففي عام 1424هـ/2003م، لم يكن عدد الجامعات السعودية يتجاوز ثماني جامعات حكومية، لكن هذا العدد تضاعف أربع مرات خلال أقل من سبع سنوات، ليصل إلى 25 جامعة. بالإضافة إلى ذلك، صدرت الموافقة على إنشاء جامعة إلكترونية عام 1432هـ/2010م، ووافق على طلب مجلس التعليم العالي بإنشاء ثلاث جامعات في حفر الباطن ورفحاء وشمال جدة.

    كما شجّع على إنشاء الجامعات الأهلية، وشهد عهده بداية الدراسة في عدد من الجامعات الأهلية والكليات المتخصصة، مثل جامعة الأمير محمد بن فهد في مدينة الخبر، وجامعة الفيصل في الرياض. وعلى الصعيد العلمي، حققت بعض الجامعات نجاحًا انعكس في ترتيبها في القوائم السنوية التي تصدرها مؤسسات عالمية متخصصة، حيث احتلت جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن مراكز متقدمة ضمن أفضل الجامعات في العالم.

    جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

    تُعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) من أبرز المنجزات الحضارية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، في مجال التعليم العالي بالمملكة. تجسد هذه الجامعة رؤية طموحة لتطوير البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، وتأتي استكمالاً لمسيرة النهضة التعليمية التي تشهدها المملكة.

    نشأة الجامعة ورؤيتها

    لقد جاءت فكرة وإنشاء هذه الجامعة بمتابعة مباشرة من الملك عبدالله، إيماناً منه بأهمية العلم والتكنولوجيا في بناء مستقبل مزدهر للمملكة. تعمل الجامعة على تطوير التجارب العلمية، بهدف النهوض بالعلم والتكنولوجيا من خلال البحوث الجريئة والتعاونية، وذلك عبر توفير بيئة أكاديمية وبحثية عالمية المستوى.

    أهداف الجامعة

    تهدف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، تشمل:

    • تثقيف القادة العلميين والتكنولوجيين وإمدادهم بأحدث التطورات التجريبية.
    • تحفيز الاقتصاد الوطني السعودي من خلال دعم الابتكار وريادة الأعمال.
    • التصدي للتحديات الإقليمية والعالمية الهامة في مجالات مثل الطاقة والمياه والبيئة والصحة.

    لتحقيق هذه الأهداف، تعتمد الجامعة على:

    • استقطاب أفضل الكفاءات العلمية والأكاديمية من جميع أنحاء العالم.
    • توفير بنية تحتية متطورة ومجهزة بأحدث التقنيات والمختبرات.
    • إقامة شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية الرائدة.
    • تشجيع البحث العلمي متعدد التخصصات الذي يركز على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية.

    دور الجامعة في خدمة المجتمع

    تلعب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية دوراً حيوياً في خدمة المجتمع من خلال:

    • تطوير تقنيات جديدة تساهم في تحسين جودة الحياة.
    • تدريب الكوادر الوطنية وتمكينها من المساهمة في بناء اقتصاد المعرفة.
    • نشر الوعي العلمي والتكنولوجي في المجتمع من خلال تنظيم الفعاليات والمحاضرات وورش العمل.
    • تقديم الاستشارات والخدمات العلمية والتقنية للقطاعات الحكومية والخاصة.
    • من خلال هذه الجهود، تساهم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا.

    برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي

    أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي عام 1426هـ/2005م، وقد بلغ عدد المبتعثين خلال تلك الفترة حوالي 100 ألف طالب وطالبة، تم إرسالهم إلى أفضل الجامعات العالمية لمواصلة دراساتهم في مراحل التعليم العالي من البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والزمالة الطبية. حدد البرنامج التخصصات المطلوبة وأعداد المبتعثين بما يتناسب مع احتياجات القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة،

    وخصصت الدولة للابتعاث الخارجي أكثر من 7 مليارات ريال. كما وضعت ضوابط تؤكد انتظام الطلاب في دراسة التخصصات المطلوبة، وأمر بزيادة مكافأة المبتعثين بمقدار 50%، ووافق على ضم أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من الدارسين في الجامعات الخارجية على حسابهم الخاص إلى المشروع، لتكون دراستهم على حساب الدولة مثل زملائهم.

    التنمية الثقافية

    شهد عهد الملك عبد الله إنجازات حضارية بارزة، من بينها تعزيز ورفع مستوى الثقافة في المملكة العربية السعودية. ففي عام 1424هـ الموافق 2003م، صدر مرسوم ملكي يقضي بدمج النشاط الثقافي بوزارة الإعلام، لتصبح الوزارة تحت مسمى وزارة الثقافة والإعلام، وذلك بهدف تنظيم وتطوير الحياة الثقافية في المملكة. وفي إطار الهيكل التنظيمي للوزارة، تم تأسيس وكالتين متخصصتين، إحداهما معنية بالشؤون الثقافية المحلية، والأخرى بالشؤون الثقافية الدولية.

    من بين ثمار هذا الاهتمام، تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يُعد من أكبر معارض الكتب العربية في مدينة الرياض، والذي تحول إلى ملتقى ثقافي عربي هام، سواء من حيث عدد دور النشر المشاركة أو من حيث الندوات والفعاليات المصاحبة. كما تضمنت الجهود دعم الثقافة من خلال تقديم جوائز في مجالات الترجمة والتراث والثقافة بشكل عام، بالإضافة إلى دعم مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومشروع الفهرس العربي الموحد، وغيرها من المبادرات التي أسهمت في إثراء الحياة الثقافية داخل المملكة وخارجها.

    النقل والخدمات اللوجستية

    انطلاقًا من اهتمام الملك عبدالله بتقديم أفضل الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما على مدار السنة، وسعيًا لتطوير قطاع النقل والمواصلات في جميع أنحاء المملكة، أُطلق في عهده مشروع قطار الحرمين السريع، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مرورًا بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

    وتعد هذه النقلة النوعية في مجال المواصلات جزءًا من خطط أشمل لتطوير حركة نقل الركاب والبضائع في أنحاء البلاد. وفي عام 1433هـ/2013م، أُضيف مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، المعروف بمترو الرياض، إلى هذه المشروعات.

    حقوق الإنسان

    عملت حكومة الملك عبدالله على دعم كل توجه في سبيل حماية حقوق الإنسان، واتخاذ كافة السبل التي من شأنها تأكيد تلك الحماية، من خلال منظومة القضاء والمنظمات والهيئات التي تدعم حصول الفرد على حقوقه، والتي تعد رافدًا للأنظمة القضائية والأمنية.

    إذ جاء إنشاء مؤسستين مختلفتين ومتصلتين في الوقت نفسه، تعملان على دعم حقوق الإنسان، المؤسسة الأولى مؤسسة أهلية هي “الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان”، والثانية هيئة رسمية “هيئة حقوق الإنسان”، أنشئت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في 28 محرم 1425هـ/19 مارس 2004م، بينما أنشئت “هيئة حقوق الإنسان” بعد ذلك بسنة ونصف.

    تمكين المرأة السعودية

    صدرت في عهد الملك عبدالله كثير من القرارات والأنظمة التي عززت من حضورالمرأة السعودية في خدمة المجتمع، ومنها: إصدار نظام البطاقة الشخصية للمرأة، مما فتح لها تسهيلات كثيرة في إدارة شؤونها واستقلالها.

    وعلى مستوى اهتمام الملك عبدالله بتعليم المرأة السعودية وتثقيفها، كان قرار إنشاءجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن (جامعة خاصة للبنات)من أوائل القرارات حين تولى المُلك، ويعد مشروع الجامعة من أضخم المشاريع الجامعية على مستوى الشرق الأوسط، بمساحة تقدر 8 ملايين م2.

    التنمية الاقتصادية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز

    تطوير الاقتصاد السعودي

    يُعتبر إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى في عام 1420هـ الموافق 1999م، إجراءً حيويًا نحو تعزيز الاقتصاد الوطني في المملكة العربية السعودية. تولى الملك عبدالله، رحمه الله، رئاسة هذا المجلس منذ تأسيسه عندما كان وليًا للعهد. تمحورت مهام المجلس الاقتصادي الأعلى آنذاك حول إصدار القرارات الاقتصادية الهامة، ووضع الاستراتيجيات الاقتصادية المؤثرة، بالإضافة إلى دراسة مسودة الميزانية السنوية للدولة، وتحمل مسؤولية تحقيق الأمن الاقتصادي، وغيرها من المهام الاقتصادية الكبرى. استمر الملك عبدالله في رئاسة المجلس حتى بعد توليه الحكم، إلى أن تم إلغاؤه مع 11 مجلسًا ولجنة عليا أخرى في عام 1436هـ الموافق 2015م، ليحل محله مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

    • مركز الملك عبدالله المالي: انطلق مشروع مركز الملك عبدالله المالي في منتصف عام 1428هـ الموافق 2007م، بتكلفة إجمالية تقارب 30 مليار ريال، على مساحة تقدر بـ 1.6 مليون متر مربع. يهدف هذا المركز إلى تعزيز مساهمة القطاع المالي في تطوير الاقتصاد الوطني بكل الإمكانات المتاحة، وتوفير فرص عمل متنوعة للقوى الوطنية من خلال استحداث آلاف الوظائف.
    • المدن الاقتصادية: كانت مبادرة الملك عبدالله، رحمه الله، بإنشاء مدن اقتصادية في المملكة خطوة بارزة في التنمية الاقتصادية، واشتملت هذه المدن على: مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر، ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في مدينة حائل شمال المملكة، ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة غرب المملكة، بالإضافة إلى مدينة جازان الاقتصادية في جنوب غرب المملكة.
    • الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية: في أعقاب مسيرة من المفاوضات دامت 12 عامًا، تم توقيع اتفاقية انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية كعضو رئيس في 9 شوال 1426هـ الموافق 11 نوفمبر 2005م. يهدف هذا الانضمام إلى تنشيط الاقتصاد الوطني، وزيادة معدلات النمو، ورفع مستويات الطلب على السلع والخدمات.

    الاستراتيجية الصناعية الشاملة

    في 15 رمضان 1423هـ الموافق 20 نوفمبر 2002م، قام الملك عبدالله، حين كان وليًا للعهد، بزيارة لعدد من الأحياء الفقيرة في الرياض، تجسدت فيها أبعاد إنسانية كخطوة أولى نحو تبني خطة استراتيجية لمكافحة الفقر والقضاء عليه في المملكة. وفي العام نفسه، أقرّ مجلس الوزراء هذه الاستراتيجية، التي عُدلت لاحقًا لتصبح الاستراتيجية الوطنية للإنماء الاجتماعي،

    ونصت على إتاحة الفرص للفقراء لتعزيز قدراتهم المادية من خلال توفير التعليم والتوظيف المناسبين، وتأمين الخدمات الصحية اللازمة، ودعم منتجاتهم وإنجازاتهم، وزيادة الحماية الاجتماعية، ومساعدتهم على مواجهة الكوارث، وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي، وتقديم الدعم المالي والعيني لهم في كل وقت وتحت أي ظرف.

    كما اعتمد الملك عبدالله مشروعًا إنسانيًا تمثل في صندوق معالجة الفقر، الذي ساهمت الدولة بجزء من رأسماله، ودعا القطاع الخاص والأفراد لدعمه والمساهمة فيه تحقيقًا للتكافل الاجتماعي. سعى الصندوق إلى توفير فرص عمل مناسبة للفقراء، وتقديم قروض ميسرة لهم لإنشاء مشاريع صغيرة تتناسب مع ظروفهم وتضمن لهم حياة كريمة.

    وأصدر الملك عبدالله أوامر بزيادة الحد الأعلى لمخصصات الضمان الاجتماعي للأسر المستحقة من 16,200 ريال إلى 28 ألف ريال سنويًا، وتخصيص مبلغ 8 مليارات ريال للإسكان المخصص للفقراء في المملكة. وأعلن أيضًا عن إنشاء مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي، بهدف توفير مساكن للفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع السعودي.

    مبادرات بارزة للملك عبدالله بن عبدالعزيز

    مبادرة الحوار الوطني

    عزّز الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أسلوب الحوار الوطني للوصول إلى التفاهم والتعايش في المجتمع السعودي، مُدركًا أهمية التواصل الفعّال في بناء مجتمع مُزدهر ومُتلاحم. تجسّد هذا الاهتمام في الأمر الملكي بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عام 1424هـ/2003م، ومقره الرئيس الرياض. كان الهدف من هذا المركز هو تعزيز ثقافة الحوار البنّاء بين مختلف فئات المجتمع، وتبنّي قضايا الوطن بروح المسؤولية المشتركة.

    أهداف وموضوعات الحوار الوطني: حثّت هذه المبادرة الوطنيّة على عقد اللقاءات والندوات الحوارية، والبرامج الشبابية، واستطلاعات الرأي التي تستهدف أفراد المجتمع. ومن الموضوعات التي تبنّاها المركز: الوحدة الوطنية، التي تُعدّ الركيزة الأساسية لاستقرار وازدهار المملكة، ونبذ الغلو والتطرف، وتعزيز الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك، وتطوير برامج التعليم والتدريب لتواكب رؤية 2030 وتطلعات الشباب السعودي.

    أهمية الحوار الوطني

    تُعدّ مبادرة الحوار الوطني من أهم المبادرات التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لتعزيز التفاهم والتعايش بين أفراد المجتمع. وقد ساهمت هذه المبادرة في تحقيق العديد من الإنجازات، منها:

    • تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة.
    • نشر ثقافة الحوار والتسامح.
    • تطوير برامج التعليم والتدريب.
    • مواجهة التطرف والغلو.

    دور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني

    • لعب مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دورًا محوريًا في تفعيل الحوار الوطني من خلال:
    • تنظيم اللقاءات والندوات الحوارية التي تجمع مختلف فئات المجتمع.
    • إطلاق البرامج الشبابية التي تهدف إلى تنمية مهارات الحوار لدى الشباب.
    • إجراء استطلاعات الرأي التي تساعد على فهم آراء وتوجهات المجتمع.
    • نشر ثقافة الحوار من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

    مستقبل الحوار الوطني

    تسعى المملكة العربية السعودية إلى مواصلة تطوير مبادرة الحوار الوطني وتعزيز دورها في بناء مجتمع مزدهر ومُتلاحم. ومن المتوقع أن تشهد المبادرة المزيد من التطور في المستقبل، وذلك من خلال:

    • توسيع نطاق الموضوعات التي يتم تناولها في الحوار.
    • إشراك المزيد من فئات المجتمع في الحوار.
    • استخدام التقنيات الحديثة في تفعيل الحوار.
    • تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية المتخصصة في مجال الحوار.

    مبادرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات

    في فترة عصيبة كان العالم بأمس الحاجة إلى جهود عالمية للتغلب على المخاطر التي تهدد استقرار المجتمعات الإنسانية، نتيجة لتنامي الكراهية والعنصرية والعداء وتفاقم الصراعات الدولية، ظهرت مبادرة الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

    وقد تجسدت في هذه المبادرة رؤية العالم الإسلامي لقضايا الحوار المطروحة في المحافل الدولية، حيث مرت الفكرة بثلاث مراحل رئيسية، تمثلت في ثلاثة مؤتمرات: أولها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار بين أتباع الأديان، الذي انعقد في مكة المكرمة في جمادى الآخرة 1429هـ/يونيو 2008م،

    وثانيها المؤتمر العالمي للحوار، الذي استضافته مدريد في رجب 1429هـ/يوليو 2008م، وثالثها الاجتماع رفيع المستوى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في ذي القعدة 1429هـ/نوفمبر 2008م. وقد أدت هذه المراحل في النهاية إلى البحث عن آلية عملية لتفعيل المبادرة.

    وجاء تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) في ذي القعدة 1432هـ/أكتوبر 2011م، ليترجم الإرادة الدولية الرامية إلى الاستفادة من المبادرة، ليكون أداة لتعزيز الحوار الحقيقي على مختلف المستويات بين المنتمين إلى مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية.

    وتأكيدًا على تفعيل هذه المبادرة على نطاق عالمي واسع، تم الإعلان عن إنشاء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للحوار الحضاري، كما تم إنشاء برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام في اليونسكو.

    مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية

    تأسست مؤسسة الملك عبد الله الإنسانية بأمر ملكي سامٍ من الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، في 29 رمضان 1431هـ الموافق 8 سبتمبر 2010م. جاءت هذه المؤسسة تجسيدًا لرؤية الملك وإسهاماته الإنسانية القيّمة، التي امتدت على نطاق واسع محليًّا وعالميًّا، وتعكس رغبته الصادقة في استمرار نبع الخير والعطاء للأجيال القادمة.

    رسالة المؤسسة وأهدافها: تجسد المؤسسة رؤية الملك عبد الله في دعم العمل الإنساني المستدام من خلال مشاريع وقفية متنوعة، تهدف إلى خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته في مختلف المجالات.

    المشاريع الوقفية المتعددة المجالات

    تُشرف المؤسسة على هذه المشاريع خلال حياة الملك وبعد مماته، لتضمن استمرارية أثرها الإيجابي على المجتمعات المحتاجة. تشمل هذه المشاريع مجالات حيوية مثل:

    • التعليم: إنشاء المدارس والجامعات، وتقديم المنح الدراسية للطلاب المتميزين.
    • الصحة: بناء المستشفيات والمراكز الصحية، وتوفير العلاج والدواء للمرضى المحتاجين.
    • الإغاثة: تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث الطبيعية والصراعات.
    • التنمية الاجتماعية: دعم المشاريع التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة الأفراد والأسر المحتاجة، وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم.

    أمثلة على الإسهامات الإنسانية

    مبادرة الملك عبد الله للإسكان التنموي: تهدف إلى توفير مساكن مناسبة للأسر المحتاجة في مختلف مناطق المملكة.

    دعم برامج الغذاء العالمية: تساهم في مكافحة الجوع وسوء التغذية في الدول النامية.

    المساهمة في جهود الإغاثة الدولية: تقديم الدعم للمتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات في مختلف أنحاء العالم، مثل زلزال هايتي عام 2010.

    استدامة العطاء

    تسعى مؤسسة الملك عبد الله الإنسانية إلى تحقيق الاستدامة في العطاء من خلال إنشاء مشاريع وقفية تدر دخلًا ثابتًا، يخصص للإنفاق على الأنشطة الإنسانية والخيرية. هذا يضمن استمرار عمل المؤسسة في خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته على المدى الطويل، وتحقيق رؤية الملك عبد الله، رحمه الله، في أن يكون نبع الخير والعطاء دائمًا.

    ذكرى وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز

    في فجر يوم الجمعة الموافق 3 ربيع الآخر 1436هـ، الذي يوافق 23 يناير 2015م، فُجع العالم العربي والإسلامي بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. رحل الملك عبدالله بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء، قضاها في خدمة وطنه وشعبه وأمته الإسلامية.

    • تفاصيل الوفاة والدفن: أُعلن عن وفاة الملك عبدالله في الساعة الواحدة صباحًا، وسادت حالة من الحزن العميق في المملكة العربية السعودية وخارجها. نُقل جثمانه الطاهر إلى مقبرة العود في الرياض، حيث ووري الثرى وفقًا للشعائر الإسلامية. شهدت الجنازة حضورًا مهيبًا من قادة وزعماء العالم، تقديرًا لدور الفقيد في تعزيز الأمن والسلام الدوليين.
    • تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم: بعد وفاة الملك عبدالله، تولى الحكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي كان وليًا للعهد في تلك الفترة. بايع الشعب السعودي الملك سلمان، معاهدين إياه على السمع والطاعة، ومؤكدين على استمرار مسيرة التنمية والازدهار التي بدأها أسلافه الكرام. وقد شهدت المملكة في عهده تطورات وإصلاحات شاملة في مختلف المجالات.

    قائمة بالكيانات التي تحمل اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز

    • مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.
    • مدينة الملك عبدالله الاقتصادية (KAEC).
    • مدينة الملك عبدالله الطبية.
    • مركز الملك عبدالله المالي (KAFD).
    • مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (KAPSARC).
    • مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (KAIMRC).
    • مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID).
    • استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة.
    • مدينة الملك عبدالله الرياضية بالقصيم.
    • جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST).
    • مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية (KAHF).
    • مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي.

    أوسمة وتكريمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز

    تتضمن أوسمة وتكريمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز مجموعة من الجوائز والأوسمة الرفيعة التي حصل عليها تقديرًا لإسهاماته وجهوده في مختلف المجالات. فيما يلي قائمة بأبرز هذه الأوسمة والتكريمات:

    • وسام الملك عبدالعزيز.
    • وسام الملك فيصل بن عبدالعزيز.
    • وسام شرف من الدرجة الأولى من جمهورية النمسا.
    • وسام الجنرال سان مارتن من جمهورية الأرجنتين.
    • وسام الصليب الجنوبي من جمهورية البرازيل.
    • وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الجمهورية الإيطالية.
    • وسام الاستحقاق بدرجة فارس من الجمهورية الإيطالية.
    • وسام الصداقة من جمهورية كازاخستان.
    • نيشان باكستان من جمهورية باكستان.
    • وسام الابتسامة من جمهورية بولندا.
    • وسام النسر الأبيض من جمهورية بولندا.
    • وسام القائد الشرفي وسام الحمام التكريمي من المملكة المتحدة.
    • السلسلة الفكتورية الملكية من المملكة المتحدة.
    • وسام الصوف الذهبي من مملكة إسبانيا.
    • وسام الرجاء الصالح من جمهورية جنوب إفريقيا.
    • وسام الدولة من الجمهورية التركية.
    • الدكتوراه الفخرية في التنمية الإسلامية والوسام الملكي الأول للتميز في تعزيز الوحدة الإسلامية، من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 1427هـ/2006م.
    • الدكتوراه الفخرية من جامعة الملية الإسلامية في نيودلهي عام 1426هـ/2006م.
    • جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة لخدمة السنة النبوية المطهرة عام 1427هـ/2006م.
    • جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1428هـ/2008م.
    • الدكتوراه الفخرية من جامعة الملك سعود عام 1429هـ/2008م.
    • جائزة ليخفاونسا من جمهورية بولندا تقديرًا لتشجيعه الحوار بين الأديان والحضارات عام 1429هـ/2008م.
    • جائزة البطل العالمي لمكافحة الجوع عام 1428هـ/2008م.
    • جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات التقديرية عام 1430هـ/2009م.
    • الدكتوراه الفخرية في خدمة العلوم والتعليم الطبي من جامعة الخليج العربي في مملكة البحرين عام 1431هـ/2010م.
    • جائزة الملك خالد بن عبدالعزيز للإنجاز الوطني في دورتها الأولى عام 1430هـ/2009م.
    • اختير من قبل مجلة فوربس ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم عام 1428هـ/2009م.
    • جائزة سعفة القدوة الحسنة للشفافية عام 1431هـ/2011م.
    • الدكتوراه الفخرية من الأزهر الشريف عام 1435هـ/2014م.
    • الدكتوراه الفخرية في السياسة والعلاقات الدولية، من الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد عام 1435هـ/2014م.
    • الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1435هـ/2014م.

     

    عناوين المقال