يوم العلم السعودي: رمزية تاريخية ووحدة وطنية
في الحادي عشر من مارس كل عام، تحتفي المملكة العربية السعودية بيوم العلم السعودي، وهو مناسبة وطنية تجسد قيمة العلم وأهميته الراسخة عبر تاريخ الدولة، منذ تأسيسها في عام 1139هـ/1727م. وقد جاء هذا الاحتفاء بموجب أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في 9 شعبان 1444هـ/1 مارس 2023م، تأكيدًا على مكانة العلم السعودي كرمز للوطن.
إقرار العلم في عهد المؤسس
في السابع والعشرين من ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، أقر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الشكل الحالي للعلم السعودي، ليصبح رمزًا ثابتًا يعبر عن هوية المملكة.
دلالات العلم السعودي
يحمل العلم السعودي في طياته معاني عميقة؛ فشعار التوحيد “لا إله إلا الله” الذي يتوسطه، يرمز إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها المملكة. أما السيف، فيشير إلى القوة والعزة والحكمة الرفيعة، وهو شاهد على حملات التوحيد التي قادتها الدولة السعودية. يعتبر السعوديون العلم راية شامخة لا تنكس، ومظهرًا من مظاهر الدولة وسيادتها، ورمزًا للوحدة الوطنية والتلاحم.
مراحل تطور العلم السعودي عبر التاريخ
في عام 1344هـ/1926م، أمر الملك عبدالعزيز بتشكيل هيئة تأسيسية أوكل إليها مهمة وضع شكل العلم. وفي عام 1355هـ/1937م، وافق الملك على قرار مجلس الشورى بشأن الشكل الحالي للعلم ونظام العلم السعودي وقياساته بنسبة (150 سم طولًا) و(100 سم عرضًا).
وفي عام 1356هـ/1937م، صدر قرار مجلس الشورى بتخصيص علم خاص بجلالة الملك، وعلم لولي العهد، وعلم للجيش والطيران الداخلي، إضافة إلى العلم الداخلي والعلم البحري السعودي الملكي والعلم البحري التجاري. وفي عام 1371هـ/1952م، صدر قرار مجلس الشورى بشأن تعديلات مقاسات الأعلام بناءً على ما ورد من وزارة الخارجية.
العلم السعودي في عهد الملوك
استمر الاهتمام بالعلم السعودي في عهود أبناء الملك عبدالعزيز. ففي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، صدر نظام العلم السعودي في عام 1393هـ/1973م، والذي تضمن مواصفات علم المملكة واستحداث علم خاص بالملك يضاف إليه شعار النخلة الذهبي على يمين العلم. وفي عام 1398هـ/1978م، صدرت اللائحة التنظيمية لنظام العلم.
وفي عام 1407هـ/1986م، صدر قرار وزير الداخلية بشأن المواصفات القياسية المعتمدة من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس للعلم الوطني. وفي عام 1412هـ/1992م، نص النظام الأساسي للحكم على أن يكون العلم السعودي أخضر اللون، وعرضه ثلثا طوله، وتتوسطه شهادة التوحيد وسيف مسلول، مع التأكيد على عدم تنكيسه أبدًا.
وفي النهايه :
يوم العلم السعودي ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو تجديد للعهد والولاء للوطن وقيادته الرشيدة، وتأكيد على الوحدة الوطنية والاعتزاز بالهوية السعودية. فهل سيظل هذا الرمز شامخًا يعكس طموحات المملكة وتطلعات شعبها نحو مستقبل مزدهر؟