تطوير مكة: مشروع وجهة مسار وأثره المستقبلي
مشروع وجهة مسار يمثل رؤية حضارية طموحة تهدف إلى الارتقاء بجودة حياة سكان وزوار مكة المكرمة. يغطي المشروع عدة جوانب حيوية تشمل الضيافة، التسوق، الثقافة، والترفيه، مع الحفاظ على الروحانية الفريدة والتراث العريق للمدينة المقدسة. هذا المشروع ليس مجرد تطوير عمراني، بل هو استثمار في مستقبل مكة يمتد لمئة عام قادمة، معززًا مكانتها كمركز روحي وثقافي عالمي.
البداية والتوسع الزماني والمكاني للمشروع
بدأت الأعمال الإنشائية في مشروع وجهة مسار عام 2015، وذلك بإعادة تأهيل طريق الملك عبدالعزيز، الشريان الحيوي في مكة المكرمة. الرؤية المستقبلية للمشروع طموحة، إذ يهدف إلى تحقيق تحولات جذرية تمتد آثارها الإيجابية لمئة عام قادمة، مما يجعله مشروعًا مستدامًا يواكب التطورات المستقبلية.
الموقع الاستراتيجي
يتميز مشروع وجهة مسار بموقعه الاستراتيجي الذي يبدأ من الطريق الدائري الثالث باتجاه الشرق، ويمتد متجاوزًا الطريق الدائري الأول بالقرب من جبل عمر. يقع المشروع على بعد حوالي 550 مترًا من ساحات الحرم المكي، ويبلغ طوله 3.65 كيلومترًا، في حين تبلغ مساحته الإجمالية 1.2 مليون متر مربع.
أهداف وإسهامات وجهة مسار
يساهم مشروع وجهة مسار بشكل كبير في تطوير البنية التحتية المحيطة بالحرم المكي، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. يتقاطع المشروع مع برنامجين رئيسيين ضمن رؤية السعودية 2030، وهما: برنامج خدمة ضيوف الرحمن وبرنامج جودة الحياة.
توفير حلول متكاملة
يهدف المشروع إلى توفير حلول إقامة مريحة ومرافق متكاملة تخدم زوار وسكان مكة المكرمة على حد سواء، بالإضافة إلى توفير فرص عمل متنوعة وتعزيز الاستثمارات في المنطقة.
التنفيذ والإشراف
تتولى شركة أم القرى للتنمية والإعمار تنفيذ مشروع وجهة مسار، تحت إشراف الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. يوفر المشروع شبكة مواصلات متكاملة تسهل الوصول إلى الحرم المكي، بالإضافة إلى مناطق متكاملة الخدمات والمرافق التي تشمل مراكز تجارية، فنادق، مطاعم، وبنية تحتية متطورة.
مكونات مشروع وجهة مسار
يضم مشروع وجهة مسار مساحات مفتوحة تصل إلى 175.5 ألف متر مربع، مع شارع مخصص للمشاة يمتد على طول الوجهة. يشمل المشروع شبكة طرق متطورة تبلغ مساحتها 367 ألف متر مربع، بالإضافة إلى مسجد الملك عبدالله الذي يمتد على مساحة 141 ألف متر مربع.
تفاصيل إضافية
يتضمن المشروع 250 قطعة أرض مطورة، و58 فندقًا، و59 مبنى شقق فندقية، بالإضافة إلى 82 مبنى شقق سكنية، مما يجعله مشروعًا متكاملًا يلبي مختلف الاحتياجات السكنية والتجارية.
بنية تحتية حديثة
يعتمد مشروع وجهة مسار على بنية تحتية حديثة ومتطورة تدعم الحياة الحضرية المستدامة للمئة عام المقبلة. تشمل هذه البنية شبكة اتصالات متطورة وتكنولوجيا معلومات بمعايير عالمية، مما يعزز تجربة الزائر الرقمية من خلال تقنية إنترنت الأشياء (IoT).
خيارات النقل المتعددة
يوفر مشروع وجهة مسار خيارات نقل متعددة للوصول إلى الحرم المكي، بما في ذلك مترو مكة الذي يضم محطتين (أ) و(ب) تربطان الحرم المكي بأحياء مكة المكرمة. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر حافلات ترددية مع 24 نقطة توقف، و36 ألف موقف للسيارات، ومسارات مخصصة للمشاة، مما يوفر خيارات مرنة ومريحة للجميع.
وفي النهايه :
مشروع وجهة مسار ليس مجرد مشروع تطويري، بل هو رؤية متكاملة تهدف إلى تحويل مكة المكرمة إلى مدينة عصرية مستدامة، تحافظ على هويتها الروحية والثقافية، وتوفر لزوارها وسكانها تجربة فريدة ومميزة. هل سينجح هذا المشروع الطموح في تحقيق أهدافه المرسومة، وهل سيتمكن من موازنة التطور العمراني مع الحفاظ على جوهر مكة الروحاني؟