وادي فاطمة: معلم طبيعي وتاريخي في مكة المكرمة
وادي فاطمة، وهو مجرى مائي موسمي، يقع في منطقة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية. تشكل الوادي خلال الفترات المطيرة التي شهدتها شبه الجزيرة العربية، وهو اليوم يعتبر من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في المنطقة.
امتداد وموقع وادي فاطمة
يمتد الوادي على مسافة 210 كيلومتر داخل حدود منطقة مكة المكرمة، عابرًا محافظات الطائف، الجموم، وجدة. يجري الوادي من الشرق إلى الغرب، بدءًا من أعالي السراة بالقرب من الطائف وصولًا إلى مصبه في البحر الأحمر بالقرب من ضاحية الخمرة جنوب جدة، بانحدار متوسط يبلغ 7 أمتار. يعتبر واديا الشامية والشريبة من أهم الروافد التي تغذي مجراه. في عام 1405هـ/1985م، أولت المملكة اهتمامًا خاصًا بالوادي وأنشأت سدًا عليه يعرف باسم سد وادي فاطمة.
الأهمية التاريخية والآثار بوادي فاطمة
محطة تاريخية للحجاج
تاريخيًا، يمثل وادي فاطمة شاهدًا على حقب زمنية مختلفة مرت بها شبه الجزيرة العربية. عُرف قديمًا باسم وادي بطن مر، أو مر الظهران، واشتهر كمحطة تاريخية للحجاج.
النقوش والرسومات الصخرية
يحتوي الوادي على رسوم ونقوش صخرية بلغات متنوعة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وكذلك إلى العصور الإسلامية الأولى والوسطى، مما يجعله موقعًا ذا قيمة أثرية كبيرة.
وادي فاطمة في التاريخ الإسلامي
فتح مكة المكرمة
اكتسب الوادي شهرة تاريخية إضافية عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة لفتح مكة المكرمة، ونزل في موقع يعرف بمسجد الفتح، حيث أقيم هذا المسجد. من هذا الموقع، انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة.
زيارة الملك المؤسس
كما زار الوادي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتبرع بإنشاء مبرة خيرية سميت مبرة الملك عبدالعزيز، ويقع موقع المبرة بالقرب من المسجد داخل محافظة الجموم.











