وادي عيا: تاريخ وآثار في قلب عسير
وادي عيا هو مجرى مائي موسمي في المملكة العربية السعودية، يُعد من الأقصر بعد وادي تعشر في منطقة جازان. يقع هذا الوادي ضمن أودية سهل تهامة، تحديدًا داخل حدود منطقة عسير في الجنوب الغربي للمملكة. يتميز الوادي بأهميته الأثرية، حيث يحتضن قصورًا وحصونًا ومقابر تاريخية.
جولة في مسار وادي عيا
يمتد وادي عيا بطول 55 كيلومترًا عبر أراضي منطقة عسير، ويتجه من الشرق إلى الغرب. يبدأ مساره من مركز بيحان في مدينة أبها وينحدر ليصب في وادي بيشة غربًا، بمتوسط انحدار يبلغ 12 مترًا. يتغذى الوادي من رافدين رئيسيين هما: وادي عبالة ووادي عمج.
كنوز وادي عيا الأثرية
يزخر الوادي بآثار متنوعة تشمل القصور والحصون، بالإضافة إلى المقابر التي تزينها النقوش وحجر المرو. تُعرف هذه المقابر محليًا باسم “الرسوس”، وتتكون من طوابق تتراوح بين طابق واحد وأربعة طوابق. تنقسم الحصون والقلاع في الوادي إلى نوعين: حصون حربية كانت تستخدم في الدفاع وتقع على سفوح الجبال، وحصون مخصصة للسكن وتخزين الحبوب والأعلاف.
نظرة على تاريخ وادي عيا
تنتشر المقابر المعروفة بالرسوس بشكل عشوائي في وادي عيا، وتتميز بوجودها فوق سطح الأرض وفي اتجاهات مختلفة عن القبلة، مما يشير إلى أنها بنيت قبل ظهور الإسلام. سكن وادي عيا قديمًا قبيلة الأواس بن حجر، التي ينتسب إليها الشاعر الجاهلي المعروف الشنفرى. يرفد وادي عيا العديد من المواقع والأودية الهامة مثل: موقع الدحلة، والرهوة، والجحور، والمعلاة، والمضفاة.
قصور وادي عيا: تحف معمارية
تتميز المنطقة بالقصور الحجرية أو الحصون، التي يبلغ ارتفاعها ما بين 15 إلى 20 مترًا. شُيدت هذه القصور باستخدام الأحجار المتوفرة في الجبال المحيطة، وزينت نوافذها بحجر المرو الأبيض لتشكيل تصاميم هندسية بديعة كالمربعات والمثلثات والدوائر، مما يضفي عليها طابعًا فريدًا.











