وادي حنيفة: جوهرة طبيعية في قلب المملكة العربية السعودية
يُعد وادي حنيفة مجرى مائي موسمي يقع في قلب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا داخل حدود محافظة الدرعية بمنطقة الرياض. هذا الوادي ليس مجرد معلم جغرافي، بل هو أيضًا وجهة سياحية طبيعية مفضلة لدى سكان المنطقة، فضلاً عن كونه أكبر متنزه مفتوح في المملكة.
مسار وادي حنيفة
على الرغم من أن طول وادي حنيفة يبلغ 160 كيلومترًا فقط، إلا أنه يتميز بأهمية كبيرة. يبدأ مساره من غرب العُيَيْنة، وينطلق شمالاً ثم يتجه نحو الجنوب الشرقي بانحدار متوسط يبلغ 2.8 متر. يصب الوادي في رمال قرية السهباء بمحافظة الخرج، ويشتهر بكثرة الشعاب والروافد التي تغذيه، والتي يبلغ عددها 40 واديًا، من أشهرها وادِيَا لَحَا ولَبن. وبفضل مقوماته الطبيعية، ووفرة المياه، والأراضي الخصبة المحيطة به، لعب وادي حنيفة دورًا حيويًا في المنطقة على مر التاريخ. فقد كان مركز إمداد تاريخي، وشهد على ضفافه نشأة المدن وازدهارها، كما احتضن عاصمتي الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، وهما الدرعية ثم الرياض.
تطوير وادي حنيفة
يُعتبر وادي حنيفة أكبر مصرف طبيعي للمياه في مدينة الرياض، وهو معلم طبيعي يخضع لعملية تطوير مستمرة. تتولى الهيئة العليا لمدينة الرياض مهمة الإشراف على تهيئته والحفاظ على مقوماته الطبيعية منذ عام 1406هـ/1986م. تنتشر على ضفاف الوادي ستة متنزهات ترفيهية مفتوحة، تزدان بأشجار الأثل والطلح والسمر. يعتمد الوادي في معالجة مياهه على الجمع بين الأنظمة الطبيعية والتقنيات الحديثة، بهدف زيادة نسبة جريان المياه وتنقية الملوثات. ويتم ذلك من خلال تزويد المياه بالهواء لرفع نسبة الأكسجين، وذلك عبر محطة للمعالجة الحيوية تعمل بنظام الهدرات.
















