تطور السينما في السعودية: نظرة على الحاضر والماضي
في مشهد ثقافي يعكس التطور والانفتاح، تشهد السينما في السعودية انتشارًا واسعًا، إذ تتوزع دور العرض في نحو 20 مدينة سعودية، من بينها الرياض، وجدة، والدمام، وأبها، والطائف. بحلول عام 2022، بلغ عدد دور السينما 56 دارًا، تضم بين جنباتها 518 شاشة عرض. وقد استقبلت هذه الشاشات أكثر من 1,144 فيلمًا، تم إنتاجها في 38 دولة مختلفة، وبلغات تصل إلى 22 لغة. وعلى صعيد الإنتاج المحلي، تم عرض ما يقارب 22 فيلمًا سعوديًا، مسجلة مبيعات تجاوزت 30,860,956 تذكرة.
السينما السعودية: من الماضي إلى الحاضر
لا يعتبر هذا الازدهار السينمائي وليد اللحظة، فقد عرفت المملكة السينما منذ الخمسينات وحتى أواخر السبعينات من القرن الماضي. ويُذكر أن أول فيلم سعودي محلي كان بعنوان “الذباب”، الذي أنتج عام 1369هـ/1950م، وكان من بطولة حسن الغانم، الذي يُعد أول ممثل سينمائي سعودي. في تلك الفترة، بدأت دور السينما في الانتشار في مدن مثل الرياض، وجدة، والطائف، وأبها، حتى وصل عدد دور العرض في جدة وحدها إلى نحو 30 دارًا للسينما.
النهضة السينمائية: تأثيرات وتحولات
العودة القوية للسينما في السعودية تعكس تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا، وتفتح الباب أمام صناعة سينمائية سعودية مزدهرة قادرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا. هذه النهضة لا تقتصر فقط على الجانب الترفيهي، بل تمتد لتشمل تعزيز الهوية الثقافية، وتوفير منصة للتعبير عن القضايا الاجتماعية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي الطموح.
التحديات والطموحات
على الرغم من التطورات الإيجابية، تواجه السينما السعودية بعض التحديات، مثل الحاجة إلى تطوير البنية التحتية، وتأهيل الكوادر الفنية، وتقديم محتوى يعكس قيم المجتمع ويتناول قضاياه بأسلوب فني راقٍ. ومع ذلك، فإن الطموحات كبيرة والإمكانات هائلة، والسينما السعودية تسير بخطى واثقة نحو مستقبل واعد ومزدهر.
وفي النهايه :
إن عودة السينما إلى السعودية ليست مجرد عودة لترفيه غائب، بل هي انعكاس لتحولات عميقة تشهدها المملكة. فهل ستنجح السينما السعودية في تحقيق التوازن بين الترفيه الهادف والتعبير عن الهوية الثقافية، وهل ستتمكن من جذب جمهور عالمي واسع؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات.
