مشاريع السعودية الثقافية: رؤى مستقبلية
في سياق التطورات الطموحة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، يبرز مشروعان ثقافيان ضخمان يعكسان رؤية المملكة نحو تعزيز المشهد الثقافي والفني. هذان المشروعان، مشروع وسط جدة ودار الأوبرا الملكية في الدرعية، يمثلان نقلة نوعية في البنية التحتية الثقافية للمملكة، ويعكسان التزام القيادة بدعم الفنون والثقافة كجزء أساسي من رؤية 2030.
مشروع وسط جدة: تحول حضري وثقافي
في 13 جمادى الأولى 1443هـ، الموافق 17 ديسمبر 2021م، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة شركة وسط جدة للتطوير، مشروع وسط جدة. يهدف هذا المشروع الطموح إلى إنشاء معالم رئيسة تشمل دار الأوبرا، ومتحفًا، واستادًا رياضيًا، بالإضافة إلى المزارع المرجانية والأحواض المحيطية. ولا يقتصر المشروع على ذلك، بل يضم أيضًا نحو عشرة مشاريع سياحية وترفيهية أخرى، مما يجعله وجهة متكاملة تلبي احتياجات السكان والزوار على حد سواء.
يستهدف مشروع وسط جدة بناء نحو 17 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى منتجعات وفنادق سياحية فاخرة تضم حوالي 3000 غرفة، مما يعزز من مكانة جدة كوجهة سياحية عالمية. وقد بدأت شركة وسط جدة للتطوير الأعمال الإنشائية في 1 صفر 1444هـ، الموافق 28 أغسطس 2022م، ويجري إنجاز المشروع على ثلاث مراحل رئيسة لضمان تحقيق أعلى معايير الجودة والكفاءة.
دار الأوبرا الملكية في الدرعية: صرح فني عالمي
في خطوة مماثلة، تأسست دار الأوبرا الملكية في الدرعية في 4 رجب 1445هـ، الموافق 16 يناير 2025م، بمبادرة من الهيئة الملكية لمدينة الرياض وبالتعاون مع شركة الدرعية. تمتد الدار على مساحة 45 ألف متر مربع، وتقع بالقرب من موقع الدرعية التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يضفي عليها قيمة تاريخية وثقافية إضافية.
تتميز دار الأوبرا الملكية ببنية تحتية متطورة وتجهيزات إنشائية عالمية المستوى، مما يجعلها قادرة على استضافة عروض لمواهب وشركات رائدة عالميًا في مجالات الفنون المسرحية والموسيقى والأوبرا. هذه الدار ستكون إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة، وستساهم في جذب الزوار والمثقفين من جميع أنحاء العالم.
وفي النهايه:
يعكس إطلاق هذين المشروعين الطموحين رؤية المملكة العربية السعودية نحو مستقبل يزدهر بالثقافة والفنون. مشروع وسط جدة ودار الأوبرا الملكية في الدرعية ليسا مجرد مشاريع إنشائية، بل هما استثمار في مستقبل المملكة الثقافي والاقتصادي. هل ستنجح هذه المشاريع في تحقيق أهدافها الطموحة، وهل ستساهم في تغيير الصورة النمطية عن المملكة كدولة نفطية فقط؟ المستقبل كفيل بالإجابة.
