مستقبل المها العربي في السعودية: هل تجاوز خطر الانقراض؟
في قلب الصحاري العربية، يتردد صدى سؤال ملح: هل استعاد المها العربي عافيته في ربوع المملكة العربية السعودية، أم لا يزال شبح الانقراض يتهدده؟ هذا المخلوق المهيب، الذي كان رمزًا للتراث البري، واجه عقودًا من التحديات التي كادت أن تمحوه من الوجود.
غياب طويل وعودة مرتقبة
لثمانية عقود وربما قرن كامل، غاب المها العربي عن أراضي المملكة، تحت وطأة الضغوط البيئية القاسية والصيد الجائر الذي استنزف أعداده. تضافرت عوامل أخرى مثل تقلص الغطاء النباتي لتزيد الطين بلة، وتدفعه نحو حافة الهاوية.
جهود محميات المملكة
إلا أن الأمل عاد يلوح في الأفق بفضل جهود محميات المملكة، وبالتعاون الوثيق مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية. هذه الشراكة الاستراتيجية أثمرت برامج توطين وتكاثر طموحة، أعادت المها العربي إلى موطنه الأصلي.
محميات رائدة
- محمية نيوم: كانت من أوائل المحميات التي بادرت بإطلاق أربعة أنواع من الحيوانات البرية، من بينها المها العربي، بالإضافة إلى الغزال الرملي (ظبي الريم)، والوعل، والغزال الجبلي، في خطوة جريئة نحو استعادة التنوع البيولوجي.
- محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية: لم تتوانَ هذه المحمية عن احتضان مجموعات من المها العربي، المعروف أيضًا بالمها الوضيحي، لتوفير بيئة آمنة لتكاثرها وازدهارها.
- محمية الملك خالد الملكية: بدورها، استقبلت هذه المحمية عشرة رؤوس من المها الوضيحي، بالإضافة إلى 30 رأسًا من ظبي الريم، لتوسيع نطاق جهود الحماية.
وفي النهايه :
إن عودة المها العربي إلى ربوع المملكة العربية السعودية تبعث الأمل في إمكانية استعادة التوازن البيئي والحفاظ على التراث الطبيعي. ولكن، هل هذه الجهود كافية لضمان مستقبل آمن لهذا المخلوق الرائع؟ وهل ستنجح الأجيال القادمة في الحفاظ على ما تحقق من إنجازات؟ يبقى السؤال مفتوحًا، بانتظار المزيد من العمل الدؤوب والالتزام المستمر.











