استكشاف هضبة الحماد في شمال المملكة العربية السعودية
هضبة الحماد هي منطقة جغرافية مميزة تقع في شمال المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في منطقة الجوف، شرقًا وشمالًا من حرة الحرة. تتميز هذه الهضبة بسطحها المستوي وأوديتها القليلة، التي غالبًا ما تكون شعابًا تنتهي في محابس مائية محلية. يتراوح ارتفاع معظم أجزاء الهضبة بين 800 و850 مترًا، باستثناء بعض القمم مثل جبل أم أوعال الذي يرتفع إلى 1,014 مترًا، وجبل وعيلة الذي يصل ارتفاعه إلى 936 مترًا، والواقع شمال شرق طريف.
حدود هضبة الحماد الجغرافية
يُعتبر خط الطول 40 درجة و30 دقيقة شرقًا بمثابة الحد الفاصل بين هضبة الحماد وهضبة الحجرة المتاخمة لها من الشرق. بعد تجاوز هذا الخط باتجاه الشرق، تبدأ الأودية بالظهور بكثافة أكبر، مما يغير من طبيعة سطح هضبة الحماد المستوي، الذي يسهل حركة المركبات في مختلف الاتجاهات.
المكونات الجيولوجية لهضبة الحماد
تتكون هضبة الحماد من تكوينات صخرية متنوعة، تشمل الصخور الإيوسينية التي تتميز بالحجر الجيري الصواني في المناطق الشمالية والغربية، بالإضافة إلى الأحجار الجيرية الكرتاسية التي تعود لتكوين العرمة في الجزء الشرقي من الهضبة. وتشتهر الهضبة بوجود العديد من القيعان، والفياض، والخباري، مثل قاع الأمحاص، وقاع الطوسية، وفياض العوجاء، وفيضة الشفلحية، وخباري الأمحاص في منطقة العجرميات، والشويحطية شمالي الجوف. كما تتخلل سطح الهضبة شبكة من الأودية ومسارب المياه المتجهة نحو الشمال الشرقي.
الرمال وتكوين سهول الحماد
تكونت سهول الحماد في شمال غرب المملكة العربية السعودية نتيجة لعوامل التعرية بفعل الرياح، التي قامت بنقل الرواسب والمفتتات الدقيقة من مكان إلى آخر، تاركة وراءها مواد خشنة تتكون بشكل أساسي من شظايا الحجر الجيري الصواني. كانت هذه السهول تشكل تحديًا كبيرًا للمسافرين نظرًا لندرة الأودية ومصادر المياه، مما دفعهم للبحث عن طرق بديلة. وتعتبر سهول هضبة الحماد مصدرًا هامًا للرمال التي تغذي صحراء النفود الكبير والدهناء.
مناخ وأمطار سهول الحماد
تتميز سهول الحماد بمناخ صحراوي جاف، حيث لا تتجاوز معدلات الأمطار السنوية 100 ملم. وقد وصفها أحد الجغرافيين الفرنسيين بأنها “الصحارى الفريدة”، بينما أشار إليها جغرافي ألماني قائلاً: “عندما تسطع الشمس الحارقة على سطوح الحماد المكسوة بالشظايا الحجرية، تعمل كل شظية كمرآة صغيرة تعكس الأشعة، مما يجعل الرؤية صعبة للغاية بسبب الوميض البنفسجي الذي يحيط بك من كل جانب.”







