نظام زالي: عين السعودية الساهرة في خدمة الأمن والدفاع
في سياق جهود المملكة العربية السعودية لتطوير صناعاتها الدفاعية، يظهر نظام زالي، المعروف أيضًا بـ نظام زرقاء اليمامة، كأحد الأنظمة المتقدمة التي تم تصنيعها محليًا. يتميز هذا النظام بقدرة فائقة على المراقبة والرصد في مختلف الظروف الجوية والإضاءة. هذا التقدم التكنولوجي يعكس رؤية المملكة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية، وذلك بالتوافق مع أهداف رؤية 2030. إضافةً إلى ذلك، يُعتبر هذا النظام خطوة مهمة نحو تعزيز أمن وحماية الحدود باستخدام تقنيات حديثة وكفاءات وطنية مؤهلة.
ما هو نظام زالي؟
نظام زالي، أو زرقاء اليمامة، هو نظام كهروبصري متعدد الاستخدامات، تم تطويره وتصنيعه بالكامل داخل المملكة العربية السعودية. صُمم هذا النظام للعمل بكفاءة عالية في مختلف الظروف والإضاءات، ويحتوي على ثلاث كاميرات: حرارية ونهارية، بالإضافة إلى جهاز ليزر لقياس المسافات بدقة متناهية. يتميز النظام بمرونة التشغيل، مما يجعله مثاليًا لتنفيذ مهام أمنية وعسكرية متنوعة، مثل مراقبة الحدود، وتتبع الأهداف، وتأمين المنشآت الحيوية.
إطلاق النظام من قبل المديرية العامة لحرس الحدود
أُطلق نظام زرقاء اليمامة (زالي) رسميًا من قبل المديرية العامة لحرس الحدود في المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار جهود تعزيز الأمن الحدودي ورفع مستوى الكفاءة في المهام الميدانية.
تولت الهيئة العامة للصناعات العسكرية، بالتعاون مع الشركة الوطنية للأنظمة الميكانيكية، مهمة تصميم وتنفيذ وتوطين نظام زالي بالكامل داخل المملكة. يأتي هذا الجهد ضمن نطاق دعم أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى توطين الصناعات الدفاعية وتعزيز الاعتماد على الكفاءات الوطنية.
من أين استُلهم نظام زالي؟
استُلهم اسم النظام من الأسطورة العربية القديمة حول زرقاء اليمامة، المرأة التي اشتهرت بحدة بصرها وقدرتها على الرؤية من مسافات بعيدة، والتي كانت مضربًا للمثل في الرصد والتنبؤ بالأخطار. تم اختيار هذا الاسم للنظام ليعكس دقته العالية وقدرته الفائقة على الرصد المبكر في مختلف الظروف.
أهم استخدامات النظام ودوره في تأمين الحدود
صُمم نظام زالي ليكون نظامًا متكاملًا ودقيقًا للمراقبة والرصد، ويُستخدم في مجموعة واسعة من المهام الأمنية والعسكرية التي تتطلب دقة وكفاءة عالية. بفضل تقنياته المتقدمة، يلعب النظام دورًا حيويًا في تعزيز الأمن على المستويين البري والبحري. فيما يلي أبرز استخدامات النظام:
- حماية الحدود البرية السعودية من محاولات التسلل والتهريب، من خلال الرصد المبكر وتتبع الأهداف المتحركة.
- مراقبة السواحل والمياه الإقليمية، لرصد أي نشاط غير مشروع أو تهديدات بحرية مختلفة.
- تأمين المنشآت الحيوية في المملكة، مثل المطارات، الموانئ، المواقع العسكرية، ومحطات الطاقة.
- دعم المهام الميدانية للقوات الأمنية والعسكرية، من خلال توفير بيانات عالية الدقة في الوقت الفعلي.
- إدارة الحشود وتأمين الفعاليات، عبر تتبع الحركة في المساحات المفتوحة وتحديد المخاطر المحتملة.
أبرز مميزات نظام زالي: التقنية الوطنية لحفظ الأمن على الحدود
يُعتبر نظام زالي تقنية وطنية متقدمة لحفظ الأمن على الحدود وتعزيز القدرات الدفاعية في المملكة العربية السعودية. يتمتع النظام بالعديد من المزايا التقنية والتشغيلية التي تجعله مناسبًا لمهام المراقبة والرصد والتتبع في مختلف الظروف. فيما يلي أبرز مميزاته:
- تعدد الاستخدامات: يعمل النظام في المراقبة البرية والبحرية، مما يجعله مناسبًا لحماية الحدود والمنشآت الحيوية.
- مرونة التشغيل: يمكن التحكم في النظام من خلال أنظمة مختلفة، مما يجعله متكيفًا مع مختلف المهام العسكرية.
- الرصد المبكر: تم تزويد النظام بكاميرات حرارية ونهارية، لرصد الأهداف والخطر في جميع ظروف الإضاءة والبيئة.
- التصنيع المحلي: تم تطويره وتصنيعه بالكامل داخل المملكة، مما يدعم الصناعات العسكرية وتوطينها.
- التدريب والصيانة المحلية: يتم تدريب فرق التشغيل والصيانة داخل المملكة، بما يضمن استمرارية وكفاءة النظام.
وفي النهاية:
يمثل نظام زالي نموذجًا وطنيًا ناجحًا يجسد تكامل التقنية الحديثة مع الرؤية الوطنية الطموحة. فهو لا يساهم فقط في تعزيز أمن الحدود وحماية المنشآت، بل يبرز قدرة المملكة العربية السعودية على تطوير أنظمة متقدمة بجهود وطنية. ومع استمرار توجه المملكة نحو توطين الصناعات الدفاعية، يمثل هذا النظام خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقلالية تقنية في مجال الصناعات العسكرية الوطنية.











