نبات السرح: شجرة الصحراء المتألقة
نبات السرح (Maerua crassifolia)، المعروف أيضًا باسم المرو، هو شجيرة كبيرة أو شجرة صغيرة دائمة الخضرة وكثيفة الأغصان، تنتمي إلى الفصيلة الكبارية (Capparaceae). يُزرع على نطاق واسع في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، نظرًا لكونه نباتًا محليًا أصيلًا في شبه الجزيرة العربية. يعود أصله إلى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للبيئات المشابهة.
الخصائص المميزة لنبات السرح
يتميز نبات السرح بنموه البطيء، حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي 5 أمتار. أوراقه إهليلجية وصغيرة الحجم، مغطاة بطبقة خفيفة من الزغب، ويبلغ طولها حوالي 1 سم. أغصانه شوكية وشاحبة الخضرة، ويتميز بتاج مستدير ذي قمة مستوية. أزهاره صفراء اللون وتتجمع في مجموعات خضراء، وتتميز بكثرة أسديتها، حيث يبلغ طول الزهرة الواحدة 2 سم. يبدأ الإزهار في شهر مارس ويستمر حتى نهاية أبريل. أما ثماره، فهي عنبية حمراء تشبه الفول، ويبلغ طولها 6 سم، وتعتبر صالحة للأكل.
زراعة نبات السرح والعناية به
ينمو نبات السرح بكفاءة في المناطق الجافة ذات التربة الرملية والحصوية والسلتية، مما يجعله مناسبًا للظروف الصحراوية القاسية. يتميز بمقاومته للبيئة الحضرية والجفاف والرياح، ولكنه حساس للبيئة الغدقة. يتحمل الصقيع حتى درجة صفر مئوية، ويتميز بقدرته على تحمل الملوحة العالية التي تصل إلى 5000 جزء في المليون. لا يحتاج إلى الكثير من الري والرعاية، ويعتبر غذاءً مفضلًا لمعظم الحيوانات باستثناء الخيل والحمير.
استخدامات نبات السرح المتنوعة
يُزرع نبات السرح في الحدائق الصخرية والمناطق الحضرية، ويُستخدم لتشجير الشوارع والتلال وتغطية التربة وإقامة الأحزمة الشجرية الوقائية. كما يُستخدم في تربية النحل، ويعتبر غذاءً مهمًا للإبل. في إفريقيا، يُستخدم كمصدر للغذاء، حيث يُضاف إلى الشوربة وغيرها من الأطباق المتنوعة. كانت بذور هذا النبات تعتبر مقدسة عند المصريين القدماء، وكان له استخدامات في تاريخ الطب القديم.
وفي النهايه :
إن نبات السرح ليس مجرد شجرة صحراوية، بل هو رمز للتكيف والاستدامة في البيئات القاسية. بخصائصه الفريدة واستخداماته المتعددة، يظل هذا النبات كنزًا طبيعيًا يستحق الاهتمام والرعاية. فهل يمكن أن يصبح نبات السرح جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التشجير المستدامة في المناطق الجافة وشبه الجافة؟








