ميقات يلملم: بوابة الإحرام لأهل اليمن والجنوب
ميقات يلملم، أحد المواقيت المكانية الأساسية، يمثل نقطة عبور لا غنى عنها لكل من ينوي أداء فريضة الحج أو العمرة قاصدًا مكة المكرمة. يقع هذا الميقات في محافظة الليث، على بعد 85 كيلومترًا جنوب غرب مكة، محاذيًا الطريق الساحلي، ويُعد الميقات المحدد لأهل اليمن والمناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى كل من يمر به.
الموقع الجغرافي لميقات يلملم
يُعتبر ميقات يلملم الميقات الذي خصصه النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن القادمين إلى مكة، سواء عبر الطريق الداخلي أو الساحلي، اللذين يقعان بين البحر وجبال السراة.
في الوقت الحالي، يُحرم الحجاج والمعتمرون من مسجد السعدية الجديد، الواقع على بعد 130 كيلومترًا جنوب مكة المكرمة، وعلى بعد 21 كيلومترًا من موقع الميقات الأصلي. يقع المسجد على الضفة الشمالية لوادي “يلملم”، بالقرب من بئر السعدية.
أصل تسمية ميقات يلملم
استمد ميقات يلملم اسمه من وادٍ عظيم تنحدر مياهه من جبال الشفا، جنوب غرب الطائف، متجهًا غربًا نحو جنوب مكة، ليصب في البحر الأحمر. يحمل الموقع آثارًا تاريخية تتركز في الجزء الجنوبي من الوادي، حيث اكتُشفت منشآت مائية قديمة، بما في ذلك بئر السعدية، ونقش على لوح رخامي يعود إلى عام 1211 هـ، يسجل تجديد عمارة البئر.
تطويرات ميقات يلملم
شهد ميقات يلملم العديد من المشاريع التطويرية التي تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وتطوير الخدمات المقدمة لزوار المسجد الحرام. تشمل هذه التطويرات تجديد سجاد جامع الميقات، الذي يمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع ويتسع لأكثر من 4 آلاف مصلٍّ، ويعمل به حوالي 105 موظفين وعاملين. كما يضم الميقات محطة لتحلية المياه تنتج حوالي 1500 طن من المياه المحلاة، وصالة استقبال لضيوف الرحمن على مساحة 6 آلاف متر مربع.
المواقيت المكانية الأخرى ومواقعها
حدد النبي محمد صلى الله عليه وسلم خمسة مواقيت مكانية لا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوزها دون إحرام: ذو الحليفة لأهل المدينة، الجحفة لأهل الشام، قرن المنازل لأهل نجد، يلملم لأهل اليمن، وذات عرق لأهل العراق.
وفي النهايه :
ميقات يلملم ليس مجرد نقطة جغرافية على خارطة الحج والعمرة، بل هو جزء من هوية دينية وتاريخية عريقة، حيث يلتقي فيه الزمان والمكان، وتتجسد فيه معاني الوحدة والتآخي بين المسلمين القادمين من مختلف الأصقاع. فهل ستبقى هذه المواقيت، بما فيها ميقات يلملم، شاهدة على عظمة هذه الشعيرة ومحافظة على روحانيتها في وجه التحديات المعاصرة؟










