نظرة على ميزانية السعودية 2018: تحليل شامل
تعتبر ميزانية السعودية 2018 وثيقة مالية سنوية تصدرها وزارة المالية السعودية، تتضمن تفصيلاً للإيرادات والمصروفات الحكومية، مع تحديد الفائض أو العجز المالي المتوقع. تم الإعلان عنها في 1 ربيع الآخر 1439هـ الموافق 19 ديسمبر 2017م. تميزت هذه الميزانية بأن نصف مصادر تمويلها جاء من إيرادات غير نفطية وإصدارات أدوات الدين، مما جعلها الأكبر من حيث الإنفاق التوسعي في تاريخ المملكة حتى ذلك العام، على الرغم من انخفاض أسعار النفط إلى النصف مقارنة بالسنوات السابقة.
أهداف ميزانية 2018
تميزت الميزانية بإطلاق اثني عشر برنامجًا لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، والتي تركز على تنويع القاعدة الاقتصادية، وتمكين القطاع الخاص ليقوم بدور أكبر، مع الحفاظ على كفاءة الإنفاق الحكومي.
كما شهدت الميزانية للمرة الأولى مشاركة فاعلة من الصناديق التنموية وصندوق الاستثمارات العامة في الإنفاق الرأسمالي والاستثماري، متجاوزة بذلك حجم الإنفاق الرأسمالي من الميزانية في السنوات السابقة، مع استمرار الحكومة في زيادة الإنفاق الرأسمالي بنسبة 13%.
توزيع بنود الإنفاق في ميزانية السعودية 2018
توزعت بنود الإنفاق في ميزانية السعودية 2018 على مختلف القطاعات الحيوية في الدولة. فتم تخصيص 54 مليار ريال لقطاع التجهيزات الأساسية والنقل، و192 مليار ريال لقطاع التعليم، و53 مليار ريال لقطاع البلديات، و147 مليار ريال لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية، و105 مليارات ريال لقطاع الموارد الاقتصادية، و26 مليار ريال لقطاع الإدارة العامة، و210 مليارات ريال للقطاع العسكري، و101 مليار ريال لقطاع الأمن والمناطق الإدارية، بالإضافة إلى 89 مليار ريال للبنود العامة.
تقديرات المؤشرات الاقتصادية لعام 2018
أظهرت التقديرات الأولية لـ ميزانية السعودية 2018 نموًا في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.7%، وبلغ معدل التضخم 2.9%. كما وصل رصيد الدين العام إلى 555 مليار ريال، أي ما يعادل 21% من الناتج المحلي الإجمالي.
أداء الميزانية والإيرادات والمصروفات
بلغ حجم الإيرادات 783 مليار ريال، بزيادة قدرها 12.6% عن عام 2017، في حين بلغ إجمالي المصروفات نحو 978 مليار ريال، بزيادة قدرها 5.6% عن عام 2017. نتيجة لذلك، انخفض العجز في ميزانية السعودية 2018 ليصل إلى 195 مليار ريال، أي ما يعادل 7.3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يمثل انخفاضًا بنحو 1.6% عن الناتج المحلي الإجمالي لعام 2017.
واستنادًا إلى البيانات الرسمية، حافظ رصيد الاحتياطيات الحكومية على مستواه عند 456 مليار ريال، وفقًا لما أُعلن في ميزانية 2018.
التوجهات الاستراتيجية لميزانية 2018
ارتكزت ميزانية السعودية 2018 على عدد من التوجهات الاستراتيجية المالية العامة، بما في ذلك دعم النمو الاقتصادي، وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، والإنفاق الذي يحقق جودة الحياة وتحسين مستوى المعيشة، والمساهمة في خلق فرص العمل.
مراحل إعداد ميزانية السعودية 2018
مرت ميزانية السعودية 2018 بثلاث مراحل رئيسية قبل اعتمادها، بدأت بمرحلة التحليل الأولي في الأشهر من يوليو إلى سبتمبر، تلتها مرحلة الاعتماد النهائي بين أكتوبر ونوفمبر، ثم مرحلة إطلاق الميزانية في شهر ديسمبر.
وفي النهايه :
تجسد ميزانية السعودية 2018 تحولاً هاماً نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز على تحقيق أهداف رؤية 2030. وبينما تمثل هذه الميزانية خطوة كبيرة نحو التنمية المستدامة، يبقى السؤال مفتوحاً حول التحديات المستقبلية وكيفية مواجهتها لضمان استمرار النمو والازدهار.