مِيزابُ الكعبة: تاريخ وتطورات
مِيزابُ الكعبة هو قناة لتصريف المياه المتجمعة على سطح الكعبة المشرفة، حيث يقع في الجهة الشمالية ويصب تحديدًا في حِجْرِ إسماعيل. يبرز الميزاب بامتداده فوق حجر إسماعيل، وصناعته الذهبية، بالإضافة إلى حلته التي تتكامل مع ثوب الكعبة. يُعد الميزاب إضافة معمارية أوجدتها قريش بعد إعادة بناء الكعبة وإضافة سقف لها.
تاريخ ترميم ميزاب الكعبة
الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك كان أول من استخدم الذهب في صناعة الميزاب، لتتوالى بعدها إضافات لميازيب أخرى خلال فترات مختلفة، منها تلك التي أمر بها المقتفي العباسي والناصر العباسي في العصر العباسي. أما أول ترميم سعودي للميزاب، فقد تم في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، مما يعكس الاهتمام المتواصل بصيانة هذا الجزء الهام من الكعبة.
ترميم ميزاب الكعبة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز
شهدت الكعبة المشرفة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ترميمًا شاملاً من الداخل والخارج، عُرف بالترميم الكبير. بدأ هذا الترميم في 10 محرم 1417هـ الموافق 27 مايو 1996م، وتم خلاله استحداث ميزاب جديد لسطح الكعبة، يتميز بقوته ومتانته مقارنة بالميازيب السابقة، مما يضمن كفاءة تصريف المياه بشكل أفضل وحماية أطول أمدًا.
بناء قريش لميزاب الكعبة
يورد الأزرقي في كتابه “أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار” تفاصيل بناء قريش للكعبة في الجاهلية، حيث رفعوا ارتفاعها الخارجي إلى ثمانية عشر ذراعًا بعد أن كان تسعة أذرع فقط. وقد استخدموا في البناء مزيجًا من الحجارة والخشب، بواقع ستة عشر مدماكًا من الحجارة وخمسة عشر مدماكًا من الخشب. وعند إتمام البناء، جعلوا الميزاب يصب في حِجْرِ إسماعيل، مُضيفين بذلك عنصرًا هامًا لتصميم الكعبة ووظيفتها.
وفي النهايه :
ميزاب الكعبة ليس مجرد قناة لتصريف المياه، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ وعمارة الكعبة المشرفة. من إدخال الذهب في صناعته في العصر الأموي، إلى الترميمات الشاملة في العصر الحديث، يعكس الميزاب الاهتمام المستمر بصيانة وتطوير هذا المعلم الإسلامي البارز. فهل سيستمر هذا الاهتمام على مر العصور، وهل ستشهد الكعبة المزيد من التطورات في المستقبل؟











