مهرجان الورد الطائفي: احتفاءٌ بجمال الطبيعة والإرث الثقافي في السعودية
في قلب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة، ينطلق كل عام موسم الورد، وهو مهرجان سنوي بهيج يحتفي بموسم حصاد الورد العطري. ومع بداية فصل الربيع، عندما تبدأ عملية قطف الورد، تنطلق فعاليات هذا الموسم المفعم بالجمال والبهجة.
إقبال جماهيري واسع
موسم الورد في الطائف يستقطب سنويًا ما يقارب المليون زائر، سواء من داخل المملكة أو من خارجها، ليشهدوا بأنفسهم روعة هذه المناسبة. يتم خلال الموسم جمع ما يزيد عن 120 مليون وردة طائفية من مزارع منتشرة في مناطق الهدا والشفا والضواحي والقرى الزراعية المحيطة، حيث تحتضن هذه المناطق ما يقارب 850 مزرعة ورد.
تاريخ وأهداف موسم الورد
بدايات واعدة
انطلقت الدورة الأولى من موسم الورد في عام 1426هـ الموافق 2005م، وذلك بدعم من الهيئة العليا للسياحة، والتي تُعرف الآن بوزارة السياحة. ومنذ عام 2021م، تولت وزارة الثقافة، بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف، تنظيم فعاليات طائف الورد. وقد أُطلق عليه لاحقًا اسم مهرجان طائف الورد. يهدف هذا الموسم إلى تشجيع المزارعين والمنتجين والحرفيين والأسر المنتجة، ويعتبر دعمًا قويًا للاقتصاد الزراعي في المملكة العربية السعودية.
فعاليات متنوعة
يمتد الموسم لمدة تتراوح بين 10 و 14 يومًا، ويتضمن فعاليات متنوعة تتعلق بإنتاج الورد، والفن التشكيلي، والمسرح، والثقافة. عادةً ما يضم المهرجان سجادة زهور ضخمة في متنزه الردف بالطائف، مما يضفي جوًا من البهجة والجمال على المكان.
فعاليات متنوعة تثري التجربة
أنشطة ثقافية وفنية
من بين الفعاليات المصاحبة لـ موسم الورد إقامة معرض للفنون التشكيلية يشارك فيه فنانو وفنانات الطائف، بالإضافة إلى ملتقى نسائي، ومسابقات ثقافية متنوعة، ومسرح مفتوح، ومرسم حر، ومسيرة للخّيالة والسيارات القديمة. كما تشارك فرق متخصصة في تقديم ألوان من الفنون الشعبية التي تشتهر بها محافظة الطائف.
عروض حية ومنتجات محلية
تشمل الفعاليات مسيرات وعروضًا حية للفنون التراثية التي تتميز بها محافظة الطائف، بالإضافة إلى أماكن مخصصة لبيع الورد الطائفي بأنواعه المختلفة، وسجاد الورد الجاذب، ومعارض مصاحبة للمهرجان يشارك فيها عارضون وحرفيون لعرض منتجاتهم المتعلقة بالورد الطائفي. كما يتم تقديم أنواع مختلفة من المنتجات العطرية المستخرجة من الورد.
محتويات المهرجان
تركز فعاليات المهرجان على تقديم عروض استعراضية للورد، ومركبات مزينة بالورود، ومجسمات كبيرة، بالإضافة إلى جبل الورد، ومعرض ترانيم الورد، وسوق الورد، وقرية ورد، ومعرض عبق الملوك، ومنطقة السوق، ومنطقة المسرح، ومنطقة الطفل. يتيح معرض عبق الملوك للزوار فرصة التعرف على تاريخ الورد الطائفي وعلاقته بالملوك من خلال رحلة العطر الملكي منذ لحظة إعداده وحتى اكتماله.
منطقة سوق الورد والمسرح
تستعرض منطقة سوق الورد منتجات البائعين والأسر المنتجة والعلامات التجارية المصنوعة من الورد الطائفي، فيما يستضيف مسرح المنتزه فنانين سعوديين لتقديم عروض فنية وموسيقية ومسرحية متنوعة. كما يحتفل المهرجان بفنون الطهي من خلال فعالية الطعام والورد.
منصات ثقافية وفنية
قدمت فعالية “أرضنا” عملاً فنيًّا يسلط الضوء على العمق الثقافي لمحافظة الطائف، كما قدم منتدى العطور منصة جمعت المزارعين برواد العلامات التجارية العالمية، بهدف إيجاد فرص استثمارية تقوم على التعاون بين رواد الأعمال والعلامات التجارية العالمية، لضمان وجود الورد الطائفي ضمن أشهر الأسماء العالمية في صناعة العطور.
فعاليات خارجية تعزز الانتشار
تزيين مطار الطائف الدولي
لا تقتصر فعاليات موسم الورد على مقر المهرجان فقط، بل تمتد لتشمل فعاليات خارجية، مثل تزيين صالات مطار الطائف الدولي بالورد واستقبال الزوار بأطواق الورد الطائفي. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر تشكيلات بصرية لمجسمات الورد على الطرقات من المطار حتى مقر الفعاليات في متنزه الردف، وتنطلق مسيرة الورد الاستعراضية في شوارع الطائف بمركبات مزينة بالورود تحمل هوية المهرجان.
أرقام قياسية وإنجازات
نجاح مبهر في عام 2022
سجل مهرجان طائف الورد في موسم 1443هـ الموافق 2022م أرقامًا قياسية في أعداد الزوار، حيث وصل عددهم إلى نحو المليون زائر. وشهد المهرجان برامج وفعاليات شملت أركانًا وأجنحة ومعارض تهتم بالورد الطائفي ومشتقاته، وأقيم على مساحة 560 ألف متر مربع. كما اشتمل على سجادة احتضنت 800 ألف وردة وزهرة متنوعة، وسلة احتوت 190 ألف وردة.
تحطيم الأرقام القياسية العالمية
تمكنت سلة طائف الورد من تحطيم الرقم القياسي العالمي المسجل في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، والذي كان مسجلًا باسم سلة الورد السنغافورية منذ عام 2018م. بلغت أبعاد سلة طائف الورد 12.129 مترًا طوليًّا، و7.98 مترًا عرضًا، وارتفاع 1.297 مترًا، في حين كانت أبعاد السلة السنغافورية 9.47 مترًا طولية، و6 أمتار عرضًا، وارتفاع 1.2 مترًا.
وفي النهايه :
موسم الورد في الطائف ليس مجرد مهرجان للاحتفاء بالورد، بل هو تجسيد للإرث الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية، ومحفز للاقتصاد المحلي، ومنصة للتعبير الفني والإبداعي. فهل سيستمر هذا المهرجان في التطور والازدهار ليصبح علامة فارقة على مستوى العالم؟








