موسم الصيد البري في السعودية: تنظيم واستدامة
في قلب اهتمام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي، يأتي موسم الصيد البري كأداة تنظيمية هامة. هذا الموسم، الذي يحدده المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، يهدف إلى إدارة عمليات الصيد بشكل مستدام، مع التركيز على حماية الأنواع الفطرية. يُسمح بالصيد فقط للأنواع المعلن عنها عبر منصة “فطري”، مما يضمن ممارسة صيد بري مستدامة ومسؤولة.
اللائحة التنفيذية للصيد البري
أصدر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لائحة تنفيذية للصيد البري، تسهل على هواة الصيد الحصول على التصاريح اللازمة. يمكن لحاملي بنادق الصيد المرخصة والصقارين المسجلين في نادي الصقور السعودي التقديم عبر منصة “فطري”. هذا الإجراء يهدف إلى تنظيم عملية الصيد والتأكد من التزام الصيادين بالقوانين واللوائح البيئية.
مهام المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية
تحديد الأنواع والمناطق المسموح بها
يضطلع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بدور حيوي في تحديد أنواع الكائنات المسموح بصيدها والمحظورة، بالإضافة إلى تحديد الكميات المسموح بصيدها من كل نوع. كما يحدد المركز المواقع المخصصة للصيد في المملكة، مع تحديد الأدوات والمعدات المسموح باستخدامها.
اقتراح الغرامات وتطبيق الاتفاقيات الدولية
يعمل المركز على اقتراح قائمة مفصلة بأنواع المخالفات والغرامات المرصودة لكل مخالفة، ورفعها للوزارة المختصة. كما يلتزم المركز بتطبيق الاتفاقيات الدولية والإقليمية المتعلقة بالكائنات الفطرية والصيد، والتي صدقت عليها المملكة، مما يعكس التزام المملكة بالمعايير الدولية في هذا المجال.
إصدار التراخيص والمتابعة
يتولى المركز إعداد واعتماد الشروط والضوابط المتعلقة بآليات منح تراخيص الصيد وتجديدها، بالإضافة إلى إصدار التقارير الوطنية ونشرها. كما يقوم بتحديد آليات وإجراءات التفتيش والمراقبة لضمان الامتثال للقوانين واللوائح.
التنسيق مع الجهات الحكومية
يحرص المركز على التنسيق مع وزارة الداخلية لإنفاذ اللائحة وضبط المخالفات، ومع وزارة الصحة لضمان شروط السلامة العامة أثناء ممارسة الصيد. كما يتعاون مع وكالة الثروة الحيوانية لتنظيم الصيد في حالات تفشي الأمراض الوبائية، ومع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر لتنظيم الصيد داخل أراضي الغطاء النباتي.
الأنشطة التوعوية والإرشادية
يقدم المركز أنشطة الإرشاد البيئي الخاصة بالصيد، بما في ذلك الدورات، والندوات، وجلسات العمل المتخصصة، والحملات الإعلامية، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتشجيع الممارسات المستدامة.
أماكن الصيد البري المسموح بها والمحظورة
المناطق المسموح بها
يُسمح بالصيد البري في الأماكن التي يحددها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ويُعلن عنها بشكل دوري، مما يتيح لهواة الصيد الاستمتاع بممارسة هوايتهم في إطار قانوني ومنظم.
المناطق المحظورة
يحظر الصيد في عدة مناطق لحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة، وتشمل:
- داخل حدود الحرمين الشريفين والمدن والقرى.
- داخل حدود الأماكن المصنفة تراثًا والمناطق الرطبة (وإلى مسافة كيلو مترين منها).
- داخل المناطق المحمية (إلا بترخيص خاص).
- داخل أراضي الغطاء النباتي (إلا بترخيص خاص).
- منطقة الحدود البرية والطرقات العامة (وإلى مسافة كيلو مترين منها).
- حرم الشاطئ والشريط الساحلي (وبعرض 20 كم من حرم الشاطئ).
- أي مواقع أخرى يحددها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.
كما يحظر استخدام المزارع والاستراحات الخاصة للصيد، ويجب أن تكون الأماكن المسموح بها بعيدة عن المواقع السكنية والمنشآت بمسافة لا تقل عن كيلو مترين.
أحكام وسائل وأدوات الصيد
المحظورات
يحظر استخدام الوسائل التي تؤدي إلى اصطياد أكثر من كائن دفعة واحدة، مثل الشِباك، والأسلحة النارية غير المرخصة، ووسائل جذب الكائنات الفطرية مثل آلات النداء، والمواد الكيميائية، والعقاقير المخدرة، والسموم، والغاز، والدخان، والآلات الكهربائية. كما يحظر الصيد من المركبات المتحركة ومطاردة الكائنات الفطرية بواسطة أية مركبة.
المسموحات
يُسمح بالصيد بالأسلحة المرخصة التي يحددها المركز، ويصدر المركز قوائم محدثة بوسائل ومعدات الصيد المسموح بها والمحظورة.
تنظيم بيع وتداول الأسلحة
للمركز، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجهات ذات العلاقة، حظر بيع أو تداول الأسلحة النارية والهوائية المحظورة داخل المملكة.
محظورات اللائحة التنفيذية
تحظر اللائحة التنفيذية صيد الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض والطيور الجارحة بشكل دائم. يجب أن يتم الصيد فقط بالأسلحة الهوائية المرخصة باسم المستخدم، ويمنع استخدام أي وسائل تؤدي إلى اصطياد أكثر من حيوان أو طائر، مثل بنادق الشوزن، وشباك الصيد، أو استخدام الغازات، أو عوادم السيارات، أو الإغراق بالماء، أو وسائل الجذب والنداء غير المصرح بها.
وفي النهايه :
في الختام، يمثل موسم الصيد البري في السعودية مبادرة شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين ممارسة هواية الصيد والحفاظ على البيئة. من خلال تنظيم الصيد، وتحديد المناطق المسموح بها والمحظورة، وفرض عقوبات على المخالفين، تسعى المملكة إلى ضمان استدامة الموارد الطبيعية وحماية التنوع البيولوجي للأجيال القادمة. يبقى السؤال: كيف يمكننا تعزيز الوعي بأهمية هذه اللوائح والمساهمة في تحقيق أهدافها؟











