مهرجان ولي العهد للهجن: قصة أرقام قياسية تتجدد في قلب المملكة
في قلب صحراء المملكة العربية السعودية، انطلق مهرجان ولي العهد للهجن ليحكي قصة عشق متجذرة في التراث، قصة تتجاوز مجرد سباق للإبل، بل هي احتفاء بالهوية والثقافة العربية الأصيلة. منذ انطلاقته الأولى في عام 1439هـ (2018م)، لم يكن المهرجان مجرد حدث رياضي عادي، بل ظاهرة فريدة استطاعت أن تسجل اسمها بأحرف من ذهب في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، ليصبح رمزًا للتراث السعودي العريق.
انطلاقة تاريخية: رقم قياسي من النسخة الأولى
لم ينتظر المهرجان طويلًا ليثبت جدارته، ففي أول نسخة له، التي أقيمت في 11 محرم 1440هـ الموافق 21 سبتمبر 2018م، حصد المهرجان لقب أكبر مهرجان لرياضة الهجن على مستوى العالم، وذلك بفضل العدد الهائل من المطايا (الإبل) التي شاركت في السباق، حيث بلغ عددها 11,178 مطية. هذه المشاركة القياسية لم تكن مجرد رقم، بل كانت تعبيرًا عن الشغف الكبير بهذه الرياضة الأصيلة، وتأكيدًا على مكانتها في قلوب أبناء المملكة.
النسخة الثانية: تحطيم الأرقام وتجسيد الإبداع
لم يكتفِ المهرجان بالنجاح الذي حققه في نسخته الأولى، بل سعى إلى تجاوز التوقعات وتحطيم الأرقام القياسية التي سجلها بنفسه. ففي النسخة الثانية عام 1440هـ (2019م)، تم تسجيل رقم جديد كأكبر مهرجان لرياضة الهجن في العالم، وذلك بمشاركة نحو 13,377 مطية في السباقات. ولم يقتصر الإبداع على ذلك، بل شهدت هذه النسخة أيضًا تقديم أكبر مجسم للهجن في العالم، ليضاف إلى قائمة إنجازات المهرجان في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
النسخة الثالثة: نحو آفاق جديدة من التميز
في عام 1442هـ (2021م)، واصل المهرجان مسيرته نحو التميز، محطمًا الأرقام القياسية التي سجلت في النسختين السابقتين. فقد بلغ عدد المشاركات في هذه النسخة نحو 14,843 مطية، منها 7870 مطية في المرحلة التمهيدية، و6973 في المرحلة النهائية. هذا الإقبال الكبير يعكس النمو المتزايد لشعبية المهرجان، والمكانة الرفيعة التي يحظى بها في الأوساط الرياضية والثقافية.
النسخة الرابعة: قمة جديدة من الإبهار
في عام 1443هـ (2022م)، سجلت النسخة الرابعة من المهرجان مشاركة أعداد هائلة من المطايا، إذ بلغت 17,669 مطية، لتكسر بذلك حاجز الرقم القياسي للعام الذي يسبقه. هذا الرقم يؤكد أن المهرجان لم يصل إلى ذروة نجاحه بعد، وأن هناك المزيد من الإنجازات التي يمكن تحقيقها في المستقبل.
وفي النهاية:
إن مهرجان ولي العهد للهجن ليس مجرد حدث رياضي، بل هو قصة نجاح سعودية ملهمة، قصة تتجسد فيها قيم الأصالة والعراقة، والطموح والإبداع. فمن خلال تحقيقه للأرقام القياسية في موسوعة جينيس، استطاع المهرجان أن يسلط الضوء على رياضة الهجن، وأن يعزز مكانتها كجزء لا يتجزأ من التراث السعودي. فهل سيستمر المهرجان في تحطيم الأرقام القياسية في السنوات القادمة؟ وهل سيظل رمزًا للتراث السعودي العريق؟







