استكشاف واحة الأحساء: رحلة في قلب التراث السعودي
في قلب المملكة العربية السعودية، تجسد واحة الأحساء كنزًا تاريخيًا وثقافيًا. ومن هذا المنطلق، قامت هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة بتنظيم مهرجان واحة الأحساء بالتعاون مع محافظة وأمانة الأحساء. امتدت فعاليات المهرجان من 20 نوفمبر إلى 20 ديسمبر 2022، الموافق 28 ربيع الآخر إلى 26 جمادى الأولى 1444هـ، ليصبح فرصة استثنائية لاستكشاف المواقع التراثية العريقة والتعرف على تراث المنطقة الأصيل.
فعاليات متنوعة تثري تجربة الزائر
تميز مهرجان واحة الأحساء بتقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية والترفيهية التي جذبت الزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات. وشملت هذه الفعاليات تجارب تفاعلية للتعرف على المهن التقليدية التي اشتهرت بها الأحساء، مثل صناعة البيت الأحسائي، وفنون النقوش الجصية. كما أتاح المهرجان فرصة التسوق في سوق الحرفيين، وتذوق الأكلات الشعبية في المطاعم والمقاهي المتنوعة، والاستمتاع بالموسيقى الحية.
عروض الأضواء ثلاثية الأبعاد
إضافة إلى ذلك، استمتع الزوار بعروض الأضواء ثلاثية الأبعاد التي أقيمت على السور الغربي لقصر إبراهيم التاريخي في وسط مدينة الهفوف، مما أضفى جوًا من السحر والجمال على المكان.
المواقع الأثرية: نافذة على الماضي العريق
تميز المهرجان بضم العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخ المنطقة وعراقتها.
عين النجم: جمال الخيل العربية وأصالة الحرف اليدوية
في موقع عين النجم، استمتع الزائرون بمشاهدة عروض الخيل العربية الأصيلة، والتجول بين أركان الحرفيين الذين يشتهرون بصناعة البشت الحساوي، وحياكة الخوص، وفنون النجارة الخشبية. كما تضمنت فعاليات الموقع عروضًا فلكلورية للرقصات الشعبية التي تعكس ثقافة الأحساء الممتدة عبر مئات السنين.
ندوة “رجالات الأحساء”: رحلة توثيقية
بالتعاون مع محافظة وأمانة الأحساء ونادي الأحساء الأدبي، نظمت هيئة التراث ندوة علمية بعنوان “رجالات الأحساء”، بحضور ومشاركة عدد من الأكاديميين والمثقفين، وذلك على مسرح الخيالة في المتنزه.
قصر محيرس: ذكريات كرة القدم وسوق الحرفيين
أما في قصر محيرس الأثري، فقد استرجع الزوار ذكريات كرة القدم من خلال معرض المنتخب السعودي، ومشاهدة مباريات كأس العالم 2022 على شاشات كبيرة. كما أقيم في أروقة القصر سوق للحرفيين، وعروض فنية موسيقية، ومجموعة متنوعة من المطاعم التي قدمت الأكلات الشعبية المحلية.
بيت البيعة: عبق القهوة العربية وتراث البيت السعودي
وفي بيت البيعة التاريخي، استمتع الزوار بمعرض القهوة العربية الذي عرض طرق تحضيرها وزراعتها، بالإضافة إلى معرض عن البيت السعودي الذي استعرض أسلوب الحياة فيه، وطرق بنائه، وتفاصيل أروقته وملحقاته.
المدرسة الأميرية: الفنون التراثية وورش العمل التعليمية
وفي المدرسة الأميرية، تعرف الزوار على طرق صناعة المنتجات التقليدية، مثل البشت الحساوي، وفنون النقوش على الجص، من خلال معرض فني وورش عمل تعليمية. كما أقيم معرض يحكي تاريخ التعليم في المملكة، بالإضافة إلى عروض موسيقية ومطاعم محلية.
سوق القيصرية: ملتقى الثقافة والفنون الشعبية
أما سوق القيصرية الأثري، فقد استضاف ملتقيات ثقافية وعروضًا للألعاب والرقصات الشعبية، كالعرضة والسامري والمجيلسي، بالإضافة إلى عروض موسيقية وعروض للطيران الشراعي.
وفي النهاية:
لقد كان مهرجان واحة الأحساء بمثابة نافذة مشرعة على تراث المملكة العربية السعودية، حيث جمع بين الماضي والحاضر في تجربة ثقافية ثرية ومتنوعة. فهل يمكن لمثل هذه المبادرات أن تساهم في تعزيز الوعي بالتراث الوطني وتشجيع السياحة الثقافية في المملكة؟











