مهرجان درب زبيدة الشتوي: نافذة على شمال المملكة
في قلب شمال المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في منطقة لينة التاريخية، يتربع مهرجان درب زبيدة الشتوي كوجهة سياحية ترفيهية فريدة. هذا المهرجان، الذي تنظمه هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، انطلق في نسخته الأولى عام 1443هـ/2022م، ليجسد مزيجًا من التراث والثقافة والترفيه، ويستقطب الزوار من مختلف أنحاء البلاد.
مناطق فعاليات المهرجان
في نسخته الأولى، احتضن مهرجان درب زبيدة الشتوي أكثر من 20 فعالية متنوعة، موزعة على ثلاثة مواقع رئيسية. منطقة السوق القديم كانت مركزًا حيويًا، حيث استضافت عشر فعاليات جذابة، بما في ذلك العروض العالمية، والفنون الشعبية الأصيلة، وعروض الفرق الترفيهية المبهجة، بالإضافة إلى الأمسيات الغنائية التي أطربت الحضور.
متحف قصر الملك عبدالعزيز الأثري
أما منطقة متحف قصر الملك عبدالعزيز الأثري، فقد شهدت إقامة أربع فعاليات مميزة، شملت مشاهدة السيارات الكلاسيكية التي تعود إلى حقب زمنية مختلفة، والمقتنيات الأثرية التي تحكي قصص الماضي، والصور المتنوعة التي تعكس تاريخ المنطقة. كما استمتع الزوار بألحان الربابة وشجن الهجيني، وانطلقوا في جولة تراثية وتاريخية داخل أروقة المتحف.
منطقة الألعاب
لم يغفل المهرجان عن توفير الترفيه والتسلية لجميع الفئات العمرية، حيث قدمت منطقة الألعاب ستة برامج متنوعة، بما في ذلك بطولة البلوت التي جذبت عشاق هذه اللعبة الشعبية، والألعاب الإلكترونية والحركية التي أضفت جوًا من المرح والإثارة.
فعاليات متنوعة وأنشطة ثرية
تميز مهرجان درب زبيدة الشتوي بتقديم عروض فنية وثقافية ورياضية متنوعة، عكست غنى التراث السعودي الأصيل. شملت هذه العروض الدحة والعرضة والسامري والخبيتي والربابة، التي تجسد ألوان الفنون الشعبية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، عرضت أجنحة السوق التاريخي في أركان الأسر المنتجة أدوات تراثية وحرفية ومنتجات غذائية متنوعة، مما أتاح للزوار فرصة التعرف على الصناعات اليدوية والمأكولات الشعبية. كما شاركت الجهات الحكومية والأهلية بأركان تعريفية، قدمت من خلالها منتجاتها وخدماتها للزوار.
عروض عالمية وترفيه متنوع
لم يقتصر المهرجان على الفعاليات المحلية، بل قدم أيضًا عروضًا عالمية وفرقًا فنية وترفيهية وغنائية، وأمسيات شعرية، ودوري إتبا لكرة القدم، والألعاب الكرنفالية والترفيهية المتعددة، مما جعله وجهة سياحية متكاملة تلبي جميع الأذواق.
نسخ متتالية من النجاح
بعد النجاح الكبير الذي حققه في نسخته الأولى، استمر مهرجان درب زبيدة الشتوي في التطور والازدهار. في نسخته الثانية عام 1444هـ/2022م، توسعت فعالياته لتشمل سوق لينة التاريخي، وحديقة لينة العامة، ومنطقة حارة لينة، وقدم المهرجان أكثر من 30 فعالية ترفيهية وثقافية وسياحية ورياضية وغيرها.
النسخة الثالثة والرابعة
وفي عام 1444هـ/2023م، أقيمت النسخة الثالثة من المهرجان في قرية لينة التاريخية، وقدمت فعاليات تاريخية وثقافية وترفيهية على مدار خمسة أيام، في خمس مناطق، هي: حديقة لينة والمسرح، وسوق لينة التاريخي، ومنطقة الطفل، وحارة لينة، ومنطقة المغامرات. أما النسخة الرابعة، فقد انتقلت إلى مدينة تربة في منطقة حائل خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني عام 1445هـ/2025م، وقدمت فعاليات ثقافية وفنية ورياضية وتراثية وتاريخية ومسابقات، إضافة إلى أركان الأسر المنتجة والأدوات التراثية والحرفية.
وفي النهايه:
مهرجان درب زبيدة الشتوي يمثل إضافة قيمة للمشهد السياحي في المملكة العربية السعودية، حيث يجمع بين الترفيه والتثقيف والتراث، ويساهم في تعزيز الهوية الوطنية ودعم الاقتصاد المحلي. فهل سيستمر المهرجان في التطور والابتكار، ويصبح علامة فارقة في خريطة الفعاليات السياحية في المنطقة؟











