مهرجان شتاء جازان 23: احتفالية تجمع التراث والثقافة في قلب السعودية
في قلب منطقة جازان، جنوب غربي المملكة العربية السعودية، انطلقت فعاليات مهرجان شتاء جازان 23، محولةً المدينة إلى بؤرة جذب ثقافي وترفيهي. بدأ المهرجان في 19 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق 12 يناير 2023م، حاملاً شعار “أجمل وأدفأ”، واستمر لمدة شهرين كاملين. بتعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة، قدم المهرجان تجربة غنية ومتنوعة للزوار.
فعاليات متنوعة تلبي كافة الأذواق
شمل مهرجان شتاء جازان 23 مجموعة واسعة من الفعاليات التي أثرت تجربة الزوار. تضمنت هذه الفعاليات جوانب ترفيهية وثقافية وشعبية متنوعة، بالإضافة إلى معرض للكتاب، ومعرض للفنون، وفعاليات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة. كما أقيمت “ليالي المحافظات” التي استعرضت تراث كل محافظة من محافظات منطقة جازان، وملتقى تاريخي، وملتقى منار الإعلامي، وليالي المهرجان في قرية جازان التراثية.
إضافة إلى ذلك، استمتع الزوار ببرامج ثقافية وشعبية وفنية أقيمت في القلعة الدوسرية والشارع الثقافي، فضلاً عن المسابقات الرياضية المتنوعة التي شملت الكرة الشاطئية، وكرة القدم النسائية، ودوري المحافظات لكرة القدم، ودوري الشطرنج، وبطولة الدومينو، ورياضة الهايكنج، إلى جانب الفعاليات المقامة في وسط البلد.
افتتاح مبهر وأنشطة إعلامية وثقافية
تميز حفل افتتاح المهرجان بتقديم أغنية “الشتاء للفرح نرسم دروب”، ومسرحية موسيقية غنائية بعنوان “أجمل وأدفأ”، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية التي أنارت سماء الاحتفال. كما استضاف المهرجان ملتقى إعلاميًا نظمته جمعية منار للإعلام، وتضمن جلسات عمل متخصصة لتطوير الممارسات الإعلامية في المنطقة، ولقاءات مع إعلاميين لتبادل الخبرات.
معارض تثري العقول والأذواق
شهد المهرجان إقامة معرض كتاب بمشاركة 44 دار نشر محلية وعربية، عرضت إصدارات أدبية ومعرفية وعلمية في 66 جناحًا. كما افتُتح معرض “فنن” الذي احتضن أعمالًا لموهوبين وموهوبات في مجالات الفن التشكيلي، والتصوير الفوتوغرافي، والخط العربي، والنحت، مما أتاح لهم فرصة عرض إبداعاتهم.
المواهب الشابة تتألق في سماء جازان
مهرجان شتاء جازان 23 كان منصة لإبراز مواهب الشبان والفتيات، حيث شاركوا في الوصلات الفنية، والفنون الشعبية، ومعرض الحرف والصناعات اليدوية، ومعرض الفنون التشكيلية، ومعرض القهوة، والخط العربي، والسباقات الرياضية.
استعراض الفنون الشعبية
عشر فرق شعبية قدمت عروضًا جسدت تاريخ الفن الشعبي الأصيل، من خلال مسيرة شعبية امتدت لكيلومتر واحد، بمشاركة 130 فنانًا شعبيًا. تضمنت المسيرة أهازيج شعبية، وترحيبًا بالزوار، وأداء فنون الدلع والعرضة، بهدف إبراز تراث المنطقة والتعريف بفنونها.
فرص استثمارية واعدة
مهرجان شتاء جازان 23 لم يقتصر على الترفيه والثقافة، بل شمل أيضًا تخصيص مواقع للتسوق، والأسر المنتجة، والحرف اليدوية، والفعاليات الثقافية والرياضية، والعروض المسرحية، والبرامج الموجهة للأسرة والطفل. أقيمت هذه الفعاليات في القرية التراثية، والكورنيش الشمالي، والكورنيش الجنوبي، والشاطئ الرملي لمدينة جازان، بالإضافة إلى مواقع أخرى في مدينة جازان ومحافظات ومراكز المنطقة.
دعم الاستثمار السياحي
طرحت أمانة منطقة جازان 50 فرصة استثمارية للوجهات والمواقع السياحية البارزة في محافظات المنطقة، بهدف دعم مهرجان شتاء جازان 23 وتعزيز السياحة في المنطقة.
قرية جازان التراثية: نافذة على الماضي
استقبلت قرية جازان التراثية بالكورنيش الجنوبي لمدينة جازان زوار مهرجان شتاء جازان 23 بفعاليات فنية وثقافية وترفيهية، وعروض وألعاب شعبية، ورقصات فلكلورية. أبرزت القرية النماذج الحية والواقعية للبيئة الجازانية، وحققت إقبالًا كبيرًا من الزوار للاستمتاع بالتراث والتعايش مع طقوسها، حيث تضم البيت الجبلي والبيت التهامي والبيت الفرساني، والسوق الشعبي الذي عرض المنتجات الحرفية والصناعات اليدوية التي تشتهر بها المنطقة.
وفي النهاية:
مهرجان شتاء جازان 23، بما قدمه من فعاليات متنوعة وفرص استثمارية، لم يكن مجرد احتفال عابر، بل محطة بارزة في تعزيز الهوية الثقافية والاقتصادية لمنطقة جازان. فهل سيستمر هذا المهرجان في التطور والازدهار، ليصبح علامة فارقة على خريطة الفعاليات الثقافية في المملكة؟
