مهرجان البحر الأحمر السينمائي: احتفاء بالإبداع السينمائي في قلب جدة التاريخية
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يمثل نافذة سنوية تطل منها المملكة العربية السعودية على العالم، مقدمةً أحدث وأهم الإنتاجات السينمائية. يحتضن المهرجان فعالياته في رحاب المنطقة التاريخية بجدة، عارضًا أفلامًا تجريبية وروائية سعودية، سواء كانت طويلة أو قصيرة، جنبًا إلى جنب مع إبداعات سينمائيين من مختلف أنحاء العالم. وفي خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالفن السابع، أعلنت وزارة الثقافة في عام 2019 عن إطلاق هذا المهرجان، كجزء من سلسلة مبادرات تهدف إلى دعم المشهد الثقافي والفني في المملكة.
مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي: راعية الإبداع السينمائي
تولت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي مهمة الإشراف على هذا الحدث السينمائي البارز. تأسست المؤسسة بهدف دعم صناعة السينما السعودية في شتى مجالاتها، من الإنتاج والتوزيع إلى التعليم والتدريب. تقدم المؤسسة ثلاث مبادرات رئيسية، تشمل:
- مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
- معمل أفلام البحر الأحمر التطويري (متاح على مدار العام)
- مبادرات الصناعة
تهدف هذه المبادرات إلى توفير منصة متكاملة لدعم السينمائيين وتمكينهم من تطوير مهاراتهم وإنتاج أعمال سينمائية متميزة.
أقسام المهرجان: فسحة متنوعة لعشاق السينما
يضم المهرجان 11 قسمًا متنوعًا، تسعى جميعها لتقديم تجربة سينمائية شاملة، تشمل الأفلام السينمائية والتلفزيونية والتفاعلية، سواء كانت عربية أو عالمية. تشمل هذه الأقسام:
- مسابقة البحر الأحمر: تعرض الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام التحريك.
- مسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير: مخصصة للأفلام التي لا تزيد مدتها عن 60 دقيقة.
- سينما السعودية الجديدة: تحتفي بالأفلام الروائية والوثائقية السعودية التي يقدمها رواد الموجة السينمائية الجديدة.
- روائع العالم: تعرض أعمالًا لأهم المخرجين في العالم، تُعرض للمرة الأولى في العالم العربي.
- روائع عربية: تسلط الضوء على أحدث الأفلام العربية التجارية والمستقلة.
- مسلسلات البحر الأحمر
- رؤى البحر الأحمر
- السينما العائلية
- كنوز البحر الأحمر
- السينما التفاعلية
- اختيارات عالمية: تعرض أهم الأفلام التي قدمتها المهرجانات السينمائية الأخرى.
دورات المهرجان: محطات في طريق التميز السينمائي
شهد عام 2020 انطلاق الدورة الأولى للمهرجان، حيث تم عرض 138 فيلمًا طويلًا وقصيرًا من 67 دولة، وبـ 34 لغة مختلفة. تميزت هذه الدورة بمشاركة واسعة من المواهب النسائية، حيث أخرجت النساء 38 فيلمًا من الأفلام المعروضة. كما شهدت الدورة عرض 27 فيلمًا سعوديًا جديدًا، واستقطبت 30 ألف مشاهد، وشارك فيها 3,115 شخصًا من محترفي صناعة السينما والإعلاميين.
أما الدورة الثانية، التي أقيمت في عام 2022، فقد عرضت 143 فيلمًا من 66 دولة، وشهدت حضور 39,410 زائر من مشاهدي الأفلام، بالإضافة إلى 4,345 متخصصًا في صناعة السينما.
وفي عام 2023، أقيمت الدورة الثالثة تحت شعار “قصتك بمهرجانك”، وعرضت 125 فيلمًا من 75 دولة مختلفة، بمشاركة 17 فيلمًا طويلًا و25 فيلمًا قصيرًا.
وفي عام 2025، أقيمت الدورة الرابعة من المهرجان في مقره الجديد بجدة التاريخية، تحت شعار “للسينما بيت جديد”، مستلهمةً المعنى من موقعها الجديد في قلب البلد بجدة التاريخية، المنطقة المُدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.
وفي النهايه:
مهرجان البحر الأحمر السينمائي يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، ومنصة مهمة لدعم صناعة السينما المحلية والعربية. فهل سيتمكن المهرجان من تحقيق طموحات السينمائيين والمساهمة في تطوير صناعة سينمائية سعودية قادرة على المنافسة عالميًا؟
