السد الأثري الذي أمر ببنائه الخليفة معاوية بن أبي سفيان في عام 50 هجريًا، يتربع في الجانب الشرقي من المدينة المنورة، تحديدًا في وادي الخنق، بمنطقة عبور ضيقة بين جبلين شامخين. على الرغم من تعاقب العصور وتقلبات الظروف البيئية التي أثرت عليه، فضلاً عن الانهيارات التي شهدها، لا تزال آثار السد ماثلة للعيان في الوادي حتى يومنا هذا. وبسبب أهميته الاستراتيجية وموقعه المتميز، فقد خضع لعمليات ترميم على مراحل متتالية.
يصل طول السد عند إنشائه إلى 30 مترًا، في حين يبلغ ارتفاعه 20 مترًا فوق مستوى المناطق المحيطة به من جهة عمق الوادي. أما سمك جداره، فيقدر بعشرة أمتار. يعمل وادي الخنق على إمداد شبكة من الأودية والشعاب المجاورة بالمياه، فهو يغذي المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة المنورة، والتي تتمثل في وادي العاقول، بالإضافة إلى شعيب صماخ الذي يقع أسفل الجهة الشمالية الشرقية، وشعيب وادي قاع، وأخيرًا وادي حضوضاء.
















