الملتزم في الكعبة المشرفة: معلم بارز وأهميته الدينية
الملتزم في الكعبة هو جزء له مكانة خاصة في المسجد الحرام بمكة المكرمة. يقع هذا المعلم تحديدًا في الجدار الشرقي للكعبة، ممتدًا بين الركن الذي يحوي الحجر الأسود وباب الكعبة. يعتبره البعض الجدار الشرقي للكعبة بكامل طوله. إنه مكان مقدّس يتوجه إليه المسلمون للدعاء والتضرع إلى الله.
أصل تسمية الملتزم
كلمة “الملتزم” مشتقة لغويًا من الفعل “التزم”، حيث يُعتبر المكان مُلتزَمًا نظرًا لالتزام الناس بالدعاء فيه. الالتزام يعني أن يأتي المسلم إلى هذا المكان ويلصق صدره، ذراعيه، وجهه وكفيه بهذه القطعة من الكعبة، مُظهرًا بذلك فقره وحاجته إلى الله. وقد ورد ذكر الملتزم في أقوال الصحابة، حيث قال ابن عباس: “هذا الملتزم بين الركن والباب”.
التعبد عند الملتزم في الكعبة
عند الملتزم، يبسط المسلمون أيديهم على الكعبة المشرفة، ويسندون خدودهم وصدورهم على جدارها. وقد رُوي عن عبدالرحمن بن صفوان رضي الله عنه أنه قال: “لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت: لألبَسَنَّ ثيابي، وكانت داري على الطريق، فلأنْظُرَنَّ كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه، وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم.”
تاريخ غسل الكعبة المشرفة
في الماضي، كانت الكعبة المشرفة تغسل عدة مرات في العام، ثم اقتصر الأمر على مرتين، وأخيرًا مرة واحدة سنويًا. كان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يولي اهتمامًا كبيرًا بالحرمين الشريفين، وكان يحرص على مشاركة أبنائه في هذا الشرف العظيم أثناء عملية الغسل، وهو النهج الذي استمر عليه أبناؤه ملوك المملكة العربية السعودية. في عملية الغسل، تُستخدم أجود أنواع المنظفات والمطهرات، بالإضافة إلى ماء زمزم وماء الورد الخالص، وتُستخدم أدوات وأوانٍ نحاسية مخصصة لهذه الغاية.
وفي النهايه :
الملتزم في الكعبة ليس مجرد مكان، بل هو رمز للتضرع والالتجاء إلى الله، حيث يجتمع المسلمون ليعبروا عن حاجاتهم وضعفهم أمام عظمة الخالق. ومع استمرار الاهتمام والعناية بالكعبة المشرفة، يظل الملتزم شاهدًا على تاريخ طويل من الإيمان والتقوى. فهل سيستمر هذا التقليد العظيم في جذب قلوب المسلمين جيلاً بعد جيل؟











