معركة هدية: صفحة من تاريخ المملكة العربية السعودية
تُعد معركة هدية فصلاً هامًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث قاد فيها الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، قواته لتقديم العون لشيخ الكويت، جابر بن مبارك، في مواجهة تحالف بين زعيمي المنتفق والظفير، وهي مناطق تقع في جنوب شرق العراق حاليًا. وقعت هذه المعركة في الخامس من ربيع الأول عام 1328هـ، الموافق السابع عشر من مارس عام 1910م، بالقرب من منطقة تُعرف بـ “جريبيعات الطوال”.
أسباب اندلاع معركة هدية
جاءت استجابة الملك عبدالعزيز لطلب النجدة من الشيخ جابر بن مبارك، أمير الكويت، في مواجهة سعدون المنصور، زعيم المنتفق. وعلى الرغم من تدخل قوات الملك عبدالعزيز، انتهت المعركة بانتصار المنصور على أمير الكويت. يُعزى هذا الفشل إلى عدم موافقة الشيخ جابر على الخطة التي وضعها الملك عبدالعزيز لإدارة المعركة.
وقائع معركة هدية
بعد انتصاره، استولى سعدون المنصور على غنائم من جيش أمير الكويت. في المقابل، توجه الملك عبدالعزيز إلى منطقتي المكحول والعظيم، الواقعتين شمالي القصيم، للتصدي لبعض القبائل التي أبدت تمرداً في تلك الأنحاء. وفي العام التالي، عاد الملك عبدالعزيز لتقديم الدعم مجددًا لشيخ الكويت، قبل أن يتجه إلى مناطق مثل الزبير وصفوان والجهراء ثم المجصة، حيث اشتبك في معارك مع قبائل متمردة أخرى.
بعد انتهاء معركة هدية وإتمام مهامه في شمال القصيم، عاد الملك عبدالعزيز إلى الرياض في جمادى الآخرة من عام 1328هـ، الموافق 1910م، ثم توجه مرة أخرى إلى الكويت في شهر صفر من العام الذي يليه، 1329هـ، الموافق 1911م.
وفي النهايه :
تبرز معركة هدية كحدث تاريخي يعكس التحديات التي واجهها الملك عبدالعزيز في بداية مسيرته لتوحيد البلاد، وكيف كان يسعى لتقديم الدعم والاستقرار لجيرانه. هل كانت هذه المعركة نقطة تحول في استراتيجية الملك عبدالعزيز في التعامل مع التحديات القبلية والإقليمية؟ وهل أثرت نتائجها على مسار العلاقات بين المملكة العربية السعودية والكويت في المستقبل؟