توحيد عسير: معركة حجلة ودور الملك المؤسس
في سياق جهود الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، لتوحيد أرجاء البلاد، تبرز معركة حجلة كإحدى المحطات الهامة لضم منطقة عسير إلى الدولة السعودية. جاءت هذه المعركة استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها بعض قبائل عسير، متضررة من ممارسات أمير المنطقة آنذاك، حسن بن عائض.
دوافع معركة حجلة
بعد أن ذاع صيت انتصارات الملك عبدالعزيز في المناطق المجاورة لعسير، وتأكدت قوته بعد معركة تربة، توجهت أنظار قبائل عسير إليه، حاملةً شكواها من تصرفات حسن بن عائض. تجاوبًا مع هذه الشكاوى، أرسل الملك عبدالعزيز وفدًا بهدف الوساطة وتسوية الخلافات، إلا أن ابن عائض رفض هذا المسعى السلمي.
وقائع معركة حجلة
في شهر شعبان من عام 1338هـ الموافق 1920م، أمر الملك عبدالعزيز بتجهيز جيش بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، متوجهًا نحو منطقة عسير لإتمام وحدتها مع باقي مناطق البلاد. انطلق الجيش من رنية، مرورًا ببيشة، وصولًا إلى القاعة، حيث انضمت إليه جموع من القبائل المؤيدة للملك عبدالعزيز.
نتائج معركة حجلة
على الرغم من محاولات التفاوض التي قامت بها قوات الملك عبدالعزيز مع ابن عائض، إلا أنها باءت بالفشل. ونتيجة لذلك، تقدمت القوات السعودية نحو الرهوة، حيث اشتبكت مع قوات ابن عائض، وتمكن الجيش السعودي من تحقيق النصر. هذا الانتصار أجبر ابن عائض على التراجع إلى أبها، ثم إلى حرملة. على إثر ذلك، تقدم ابن مساعد ودخل أبها منتصرًا.
لم يجد ابن عائض مفرًا من الاستسلام مع أفراد أسرته للقائد السعودي، وقد استقبلهم الملك عبدالعزيز في الرياض بكل تقدير واحترام. أقاموا في الرياض لعدة أشهر قبل أن يعودوا إلى عسير.
وفي النهايه :
تبرز معركة حجلة كنموذج لكيفية تعامل الملك المؤسس مع التحديات التي واجهته في سبيل توحيد البلاد، وكيف استطاع بحنكته أن يجمع بين القوة العسكرية والسياسة الرشيدة لتحقيق الاستقرار والوحدة. فهل كانت هذه المعركة نقطة تحول حقيقية في تاريخ عسير؟ وهل تمكنت المنطقة، بعد ضمها، من تحقيق الازدهار والتقدم الذي كانت تطمح إليه؟