حاله  الطقس  اليةم 17.2
موميل,الولايات المتحدة الأمريكية

معركة السبلة

بوابة السعودية
بوابة السعودية
أعجبني
(0)
مشاهدة لاحقا
شارك
معركة السبلة

معركة السبلة: توحيد المملكة وتجاوز الفتنة

تُعد معركة السبلة نقطة تحول فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود قواته ضد جماعة الإخوان المتمردين. هؤلاء الإخوان، الذين اعتقدوا أنهم الأوصياء على الدين والجهاد، تحدوا سلطة الملك، مما اضطره إلى مواجهتهم عسكريًا بعد استنفاد كافة الحلول السلمية. وقعت المعركة في عام 1347هـ/1929م، بالقرب من بلدة الزلفي شمال الرياض، وانتهت بانتصار حاسم للملك عبدالعزيز وتشتت فلول المتمردين.

أسباب معركة السبلة

تعود جذور الصراع إلى تفسيرات خاطئة للدين من قبل بعض أفراد الإخوان، وغلوهم في رؤيتهم للآخرين. بعد أن وحّد الملك عبدالعزيز الحجاز مع المناطق الأخرى في السعودية، ظهرت خلافات بينه وبين بعض قادة الإخوان، مثل فيصل الدويش، وضيدان بن حثلين، وسلطان بن بجاد.

دوافع الخلاف

  • كان من بين أسباب الخلاف اعتراضهم على استخدام وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف والبرقيات.
  • انتقادهم لسياسة الملك عبدالعزيز المنفتحة على الأجانب، حيث اعتبروا هذا التعامل مخالفًا للدين.
  • بالإضافة إلى ذلك، لعبت حادثة المحمل المصري في موسم حج عام 1344هـ/1925م دورًا في تأزيم الموقف، حيث تدخل الملك عبدالعزيز لتهدئة الأوضاع وأمر بحماية الحجاج المصريين.

مؤتمر العلماء والزعماء

في عام 1345هـ/1926م، دعا الملك عبدالعزيز إلى مؤتمر جمع زعماء القبائل، وشخصيات بارزة، وعلماء الدين، حيث أكد تمسكه بالشريعة الإسلامية. كما طلب من العلماء إصدار فتوى بشأن اعتراضات الإخوان، فأقروا بصحة استخدام البرق والهاتف، وشددوا على أن الجهاد لا يجوز إلا بأمر الإمام، وأن تصرفات الإخوان لا تبرر تمردهم على ولي الأمر.

تصاعد التوتر والاعتداءات الحدودية

لم يلتزم معارضو الملك عبدالعزيز بفتوى العلماء، واستغلوا تجاوزات الحكومة العراقية لاتفاقية العقير، وهاجموا حامية عراقية حدودية عام 1346هـ/1927م، ثم استمروا في شن هجمات على الأراضي العراقية والكويتية.

مؤتمر الجمعية العمومية

لم يدخر الملك عبدالعزيز جهدًا في محاولة حل الخلاف مع المتمردين، فدعا إلى مؤتمر آخر عُرف بـ”الجمعية العمومية”، حضره العلماء والأمراء وعدد من الإخوان.

تفاصيل المؤتمر

  • شهد المؤتمر حضورًا واسعًا من أفراد العائلة المالكة، والعلماء، وزعماء القبائل، باستثناء كبار قادة المعارضة من الإخوان.
  • افتتح الملك عبدالعزيز أعمال المؤتمر، وشرح أسباب انعقاده، وعرض التنازل عن الحكم ليتم اختيار حاكم آخر من آل سعود.
  • رفض الحاضرون بالإجماع هذا العرض، وجدد العلماء تأكيدهم على آرائهم بشأن إشكالات الإخوان، وجدد الحاضرون البيعة للملك عبدالعزيز.

تصاعد المواجهات

عقب المؤتمر، تجمع قادة الإخوان في منطقة الأرطاوية، وبدأوا بشن غارات على القبائل الموالية للملك عبدالعزيز، وصادروا إبلًا من تجار بريدة بعد قتلهم، مما دفع الملك عبدالعزيز إلى الاستعداد للمواجهة. أمر أتباعه بالاستعداد للقتال، والتقى بآلاف من رجاله بقيادة ابنه الأمير سعود بن عبدالعزيز (الملك سعود لاحقًا) بعد مروره ببريدة، وسار بهم إلى الزلفي.

أحداث معركة السبلة

بالقرب من ميدان المعركة، حاول الملك عبدالعزيز استنفاد جميع الوسائل السلمية، لكن المتمردين أصروا على تمردهم.

سير المعركة

  • أعد الملك عبدالعزيز قواته للهجوم، وكان هو في قلب الجيش، وابنه سعود على رأس الخيالة في الميمنة، وأخوه محمد بن عبدالرحمن في الميسرة.
  • بدأ تبادل النيران بين الطرفين، واعتقد بعض الإخوان أنهم سينتصرون، فتركوا مواقعهم واندفعوا نحو الهجوم، لكنهم خسروا أمام جيش الملك عبدالعزيز.
  • تكبدوا خسائر فادحة، ثم شنّت خيالة الملك هجومًا مضادًا أجبرتهم على الفرار.
  • أمر الملك عبدالعزيز بالتوقف عن ملاحقتهم، لأنه لم يرغب في الاعتداء عليهم وهم منهزمون، لتنتهي معركة السبلة في 19 شوال 1347هـ/30 مارس 1929م.

نهاية المتمردين

أصيب بعض قادة المتمردين، بمن فيهم فيصل الدويش، وتدخلت نساء أسرته للشفاعة له عند الملك عبدالعزيز. وعندما وصل الدويش محمولًا على نعش إلى الملك في الأرطاوية، أمر الملك طبيبه الخاص بعلاجه، ثم عفا عنه. بعد انتهاء معركة السبلة، ألقى الملك عبدالعزيز خطابًا أمام العلماء والرجال المشاركين في المعركة، أكد فيه على أهمية تقوى الله، وأن هذه الواقعة، على الرغم من مرارتها، تحمل في طياتها الخير للبلاد.

وفي النهايه :

تُظهر معركة السبلة حكمة الملك عبدالعزيز في التعامل مع الفتن والتحديات، وقدرته على توحيد البلاد وتثبيت أركانها. فهل يمكن اعتبار هذه المعركة نموذجًا لكيفية إدارة الخلافات الداخلية في المجتمعات الحديثة، أم أن لكل مرحلة تاريخية تحدياتها الخاصة التي تتطلب حلولًا مبتكرة؟

الاسئلة الشائعة

01

ما هي الأسباب الرئيسية لمعركة السبلة؟

بدأت الأسباب بخلافات حول تفسيرات دينية خاطئة وغلو في نظرة بعض الإخوان للأمور، بالإضافة إلى اعتراضهم على استخدام التقنيات الحديثة مثل الهاتف والبرقيات، وتسامح الملك عبدالعزيز مع الأجانب.
02

متى وقعت معركة السبلة وأين؟

وقعت معركة السبلة في عام 1347هـ/1929م، في موقع السبلة بالقرب من بلدة الزلفي شمالي الرياض.
03

من هم أبرز قادة الإخوان الذين عارضوا الملك عبدالعزيز؟

من أبرز قادة الإخوان المعارضين للملك عبدالعزيز: فيصل الدويش، وضيدان بن حثلين، وسلطان بن بجاد.
04

ما هي حادثة المحمل المصري وكيف تعامل معها الملك عبدالعزيز؟

حادثة المحمل المصري وقعت في حج عام 1344هـ/1925م، حيث هدّأ الملك عبدالعزيز الموقف وأمر بحراسة الحجاج المصريين حتى انتهوا من مناسكهم.
05

ما هو مؤتمر الجمعية العمومية وماذا نتج عنه؟

مؤتمر دعا إليه الملك عبدالعزيز لحل الخلاف مع المتمردين، وحضره العلماء والأمراء وعدد من الإخوان، وجدد الحاضرون البيعة للملك عبدالعزيز بعد أن عرض عليهم التنازل عن الحكم.
06

ما هي الأحداث التي سبقت معركة السبلة مباشرة؟

بعد مؤتمر الجمعية العمومية، تجمع بعض قيادات الإخوان في منطقة الأرطاوية وبدؤوا بالإغارة على القبائل الموالية للملك عبدالعزيز، مما دفعه للتهيؤ لمواجهتهم.
07

كيف انتهت معركة السبلة؟

انتهت المعركة بانتصار الملك عبدالعزيز وهزيمة المتمردين، الذين فروا من ميدان المعركة، وأمر الملك بالتوقف عن ملاحقتهم.
08

ما هو موقف الملك عبدالعزيز من فيصل الدويش بعد إصابته في المعركة؟

بعد إصابة فيصل الدويش، توسطت نساء أسرته لدى الملك عبدالعزيز، فأمر الملك بعلاجه والعفو عنه.
09

ما هي أبرز النقاط التي وردت في خطاب الملك عبدالعزيز بعد معركة السبلة؟

أوصى الملك عبدالعزيز بتقوى الله وأشار إلى أن الواقعة وإن كانت محزنة إلا أنه يرجو منها الصلاح لبلاده.
10

ما هو موقف العلماء من أفعال الإخوان؟

أفتى العلماء بتوقف الإخوان في موضوع البرق والهاتف، وربطوا قضية الجهاد بالإمام، مؤكدين أن أفعالهم لا تجيز لهم الخروج على ولي الأمر.