معركة الدلم: نقطة تحول في مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية
في سياق معارك توحيد المملكة العربية السعودية، تبرز معركة الدلم كواحدة من أهم المواجهات التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وقعت هذه المعركة في ربيع الأول 1320هـ الموافق يونيو 1902م، وكانت ضد عبدالعزيز بن رشيد، أمير حائل، الذي تحرك بجيشه نحو الرياض. انتهت المعركة بانتصار حاسم للملك عبدالعزيز وانسحاب قوات ابن رشيد في جنح الظلام.
الأحداث التي سبقت المعركة
في ربيع الأول من عام 1320هـ، الموافق يونيو 1902م، تحرك ابن رشيد بقواته من حائل قاصدًا الرياض. استقر أولًا في بلدة رغبة، شمال غرب الرياض، لمدة شهرين. ثم انتقل إلى بلدة الحسي المجاورة، حيث تفشى وباء بين جنوده، مما أدى إلى وفاة العديد منهم. سعى ابن رشيد إلى حشد القبائل الموالية له، بهدف محاصرة الرياض من الجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية، لكن جهوده باءت بالفشل. نتيجة لذلك، انتقل إلى حفر الباطن شمالًا، في محاولة للتضليل والاستعداد للهجوم.
تفاصيل معركة الدلم
وضع الملك عبدالعزيز خطة لمواجهة ابن رشيد في معركة مباشرة، على أرض يختارها هو ورجاله. غادر الرياض، وترك فيها قوة دفاعية بقيادة والده، الإمام عبدالرحمن. توجه إلى حوطة بني تميم، وأرسل أخاه سعد إلى الحريق لحشد أهلها. كما أمر عبدالله بن جلوي بالمرابطة بقواته بين هاتين البلدتين، وكانت له سرية متمركزة بالفعل في الدّلم.
عندما علم ابن رشيد بمغادرة الملك عبدالعزيز الرياض، سارع بقواته نحوها، معتقدًا أن الاستيلاء عليها سيكون سهلًا. لكنه سرعان ما أدرك خطأ هذا التقدير، حيث لم يتمكن من دخول المدينة بفضل مقاومة أهلها بقيادة الإمام عبدالرحمن. عندها، قرر التوجه بقوته، التي تقدر بأربعة آلاف مقاتل، إلى إقليم الخرج لمواجهة الملك عبدالعزيز.
وصل ابن رشيد إلى بلدة نعجان، جنوب الرياض، وبدأ في شن غارات على بلدة الدّلم بهدف الاستيلاء عليها. في هذه الأثناء، دخل الملك عبدالعزيز البلدة بألفي مقاتل، وفوجئت قوات ابن رشيد بوجودهم. دافع رجال الملك عبدالعزيز عن البلدة ببسالة، وألحقوا خسائر كبيرة بقوات ابن رشيد، مما اضطرها إلى الانسحاب إلى مركزها في نعجان.
انسحاب ابن رشيد من معركة الدلم
لاحق الملك عبدالعزيز قوات ابن رشيد، ووقعت بين الطرفين عدة مواجهات غير حاسمة. لكن هذه المواجهات كانت كافية ليُدرك ابن رشيد قوة خصمه وقدرته على إلحاق الضرر به وبقواته. ونتيجة لذلك، قرر الانسحاب ليلًا، تاركًا نيران معسكره مشتعلة للتغطية على انسحابه، وذلك في ربيع الأول 1320هـ الموافق يونيو 1902م.
وفي النهايه:
معركة الدلم تعتبر منعطفًا حاسمًا في تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية. كيف أثر هذا الانتصار على معنويات قوات الملك عبدالعزيز؟ وما هي الاستراتيجيات التي استخدمها الملك عبدالعزيز في هذه المعركة التي ساهمت في تحقيق النصر؟ وهل كان لهذا الانتصار دور في تغيير موازين القوى في المنطقة؟
