معرض عمارة الحرمين الشريفين: تحفة معمارية وتاريخية في مكة المكرمة
معرض عمارة الحرمين الشريفين يمثل متحفًا فريدًا من نوعه، يعرض مقتنيات أثرية نادرة وصورًا فوتوغرافية قديمة وحديثة تسلط الضوء على المسجد الحرام والمسجد النبوي. يقع هذا المعرض في رحاب مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، ويضم بين جنباته مخطوطات ومصاحف نفيسة جُمعت من مكتبتي المسجد الحرام والمسجد النبوي. افتُتح المعرض في الخامس والعشرين من شوال عام 1420هـ، الموافق للأول من فبراير عام 2000م، وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
تأسيس المعرض
تأسس معرض عمارة الحرمين الشريفين على مساحة تقدر بـ 1200 متر مربع، ويتألف من سبع قاعات، خُصصت كل منها لعرض نوع معين من المقتنيات والتحف. يتميز التصميم الخارجي للمعرض بتناسقه مع النمط الإسلامي العريق والطراز المعماري الفريد المستخدم في بناء المسجد الحرام. تشرف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على إدارة المعرض والإشراف عليه.
أقسام المعرض
يحتوي المعرض على سبع قاعات، لكل منها طابعها الخاص ومقتنياتها الفريدة، بدءًا من قاعة الاستقبال التي تستقبل الزوار وتقدم لهم لمحة عن عمارة الحرمين الشريفين وتوسعاتهما عبر مجسم حديث للمسجد الحرام وصور تاريخية للحرمين الشريفين. وإضافة إلى ذلك، يضم المعرض القاعات التالية:
قاعة المسجد الحرام
تُعد القاعة الثانية، وهي مخصصة لعرض المقتنيات المتعلقة بالحرم المكي، وتضم: سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج والذي يعود تاريخه إلى عام 1240هـ/1825م، بالإضافة إلى المقصورة التي كانت تحيط بمقام إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وعدد من أهلة المنائر التي يرجع تاريخها إلى عام 1299هـ/1882م.
قاعة الكعبة المشرفة
تُعتبر القاعة الثالثة، وتضم مقتنيات فريدة خاصة بالكعبة المشرفة، بما في ذلك ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب المصفح بالذهب من الخارج والمبطن بالرصاص من الداخل، والذي يعود تاريخه إلى عام 1273هـ/1857م، وأحد أعمدة الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج والذي يرجع إلى عمارة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة في عام 65هـ/685م، وباب الكعبة المشرفة الذي أمر بصنعه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في عام 1363هـ/1944م.
قاعة الصور الفوتوغرافية
تضم القاعة الرابعة، وهي مخصصة لعرض الصور الفوتوغرافية، مجموعة من الصور النادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة التي يعود تاريخها إلى عام 1298هـ/1881م، والتي أهداها للمعرض الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله.
قاعة المخطوطات
بينما تحوي القاعة الخامسة، وهي قاعة المخطوطات، مصاحف ومخطوطات مصورة نادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى نسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كُتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قاعة المسجد النبوي
تُعتبر القاعة السادسة، وتختص بالمقتنيات والآثار الخاصة بالمدينة المنورة والمسجد النبوي، وتحتوي على أحد الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي الذي يعود تاريخه إلى التوسعة السعودية الأولى عام 1373هـ/1954م، بالإضافة إلى هلال المئذنة الرئيسة في المسجد النبوي الذي يعود تاريخه إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري.
قاعة زمزم
تزخر القاعة السابعة، وهي قاعة زمزم، بعدد من الأدوات المستخدمة في بئر زمزم قديمًا، بما في ذلك رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها، وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها إلى أواخر القرن الرابع عشر الهجري، بالإضافة إلى سطل من النحاس مؤرخ في عام 1299هـ كان موجودًا في بئر زمزم، ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل طباعة ونشر التقويم الهجري كانت على سطح زمزم مؤرخة في 1023هـ/1614م، وساعة أمر بشرائها الملك عبدالعزيز ووضعت فوق دار الحكومة في عام 1352هـ/1933م.
وفي النهايه :
معرض عمارة الحرمين الشريفين ليس مجرد متحف يعرض تحفًا أثرية، بل هو نافذة تطل على تاريخ عريق وعمارة إسلامية فريدة، تجمع بين الماضي والحاضر، وتعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين. فهل يمكن لهذه المعروضات أن تلهمنا للحفاظ على تراثنا الإسلامي العظيم ونقله للأجيال القادمة؟
