معاهدة دارين: تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة
معاهدة دارين، أو ما يعرف بـ معاهدة القطيف، تمثل علامة فارقة في تاريخ المملكة العربية السعودية. هذه المعاهدة، التي وقعها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مع بريطانيا في 26 ديسمبر 1915م (20 صفر 1334هـ)، كانت بمثابة اعتراف رسمي من بريطانيا بالملك عبدالعزيز كحاكم مستقل على منطقتي نجد والأحساء والمناطق التابعة لهما.
دوافع توقيع معاهدة دارين
بعد أن وحّد الملك عبدالعزيز الرياض والقصيم والأحساء تحت حكمه، وأرسى دعائم دولته، أصبح قوة لا يستهان بها في منطقة الخليج العربي. في ظل هذه الظروف، رأت بريطانيا ضرورة الاعتراف به والتعاون معه، خاصة مع احتدام الحرب العالمية الأولى. وهكذا، تم عقد معاهدة دارين في عام 1915م، والتي بموجبها اعترفت بريطانيا رسميًا بالملك عبدالعزيز حاكمًا مستقلاً على نجد والأحساء والقطيف والجبيل، بالإضافة إلى جميع المدن والموانئ التابعة لهذه المناطق. كما تعهدت بريطانيا بتقديم المساعدة للملك عبدالعزيز ضد أي اعتداء خارجي على أراضي حكمه. وقد مثّل الحكومة البريطانية في توقيع هذه المعاهدة السير برسي كوكس، المعتمد البريطاني في الخليج العربي.
نهاية معاهدة دارين
بعد أن ضمّ الملك عبدالعزيز منطقة الحجاز إلى حكمه ووسع رقعة دولته، تم إلغاء معاهدة دارين بموجب اتفاقية جدة في عام 1927م. وفي هذه الاتفاقية، اعترفت بريطانيا رسميًا بسيادة الملك عبدالعزيز على الحجاز ونجد، مما عزز مكانته كحاكم لدولة موحدة ومستقلة.
وفي النهايه :
معاهدة دارين تمثل نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث أسهمت في تثبيت أركان الدولة السعودية الحديثة، ومنحتها اعترافًا دوليًا كان له بالغ الأثر في مسيرة تطورها ونموها. هذه المعاهدة، التي بدأت كاعتراف بحاكم مستقل، انتهت بتأسيس مملكة موحدة ذات سيادة، فهل كانت هذه المعاهدة مجرد اعتراف مؤقت أم أنها كانت بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية في المنطقة؟