مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية: رؤية لإحياء تراث المملكة
في قلب رؤية المملكة 2030، يبرز مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية كمبادرة رائدة تهدف إلى ترميم وإحياء 130 مسجدًا تاريخيًا في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية. هذه المساجد، التي هجرها المصلون لعقود بسبب قدمها وتدهور حالتها، تشهد اليوم بعثًا جديدًا بفضل هذا المشروع الطموح. يشرف على هذا المشروع كل من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ووزارة السياحة، وهيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث.
انطلاقة مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية
انطلق المشروع في عام 1440هـ (2018م) بهدف تطوير وترميم 130 مسجدًا تاريخيًا موزعة على 10 مناطق في المملكة. في المرحلة الأولى، تم إنجاز 30 مسجدًا خلال عام 1441هـ (2020م)، بتكلفة إجمالية بلغت 50 مليون ريال واستغرقت 423 يومًا.
المساجد التاريخية في المملكة: كنوز معمارية وتاريخية
تتراوح أعمار المساجد التي يتم ترميمها بين 60 و 1,432 عامًا، حيث يعود بعضها إلى عهد الصحابة، رضوان الله عليهم، بينما كانت أخرى منارات للعلم والمعرفة في فترات تاريخية مختلفة.
دراسات معمارية وتاريخية شاملة
سبقت أعمال الترميم دراسات شاملة لتوثيق الأبعاد المعمارية والتاريخية لكل مسجد. تم أيضًا تحديد التحديات والعوامل التي أدت إلى تدهور حالة المساجد، وذلك لتحديد الأساليب المناسبة للتعامل مع كل مسجد على حدة في عمليات التطوير والترميم.
أسباب الهجر وإعادة الإحياء
يعود السبب الرئيسي لاحتياج هذه المساجد إلى الترميم إلى الهجر الذي عانت منه على مر السنين، خاصة بعد بناء المساجد الحديثة التي واكبت النهضة العمرانية في المملكة.
الاعتماد على الخبرات السعودية المتخصصة
يتم تنفيذ المشروع بواسطة شركات سعودية متخصصة في ترميم المباني التراثية، وذلك لضمان الحفاظ على الهوية المعمارية لكل مسجد ومراعاة التفاصيل الدقيقة المتوافقة مع روح المكان وأصالته.
جهود مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية
يقدم المشروع خدمات عصرية للمساجد التي تقع ضمن نطاقه، مثل خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، ومصليات للنساء، ومرافق خدمية متطورة كالصوتيات والتكييف والإنارة، مع دمج هذه الخدمات بأساليب معمارية تحافظ على الطابع الأثري للمباني.
أهمية المساجد التاريخية في المجتمع
تكتسب المساجد التاريخية أهميتها من دورها القديم كمواقع لاحتواء عابري السبيل، وملتقى لأهالي القرى في المناسبات، ومكان للتشاور وحل النزاعات.
المساجد المطورة في المرحلة الأولى
شملت المساجد التي تم تطويرها في المرحلة الأولى بمنطقة الرياض: مسجد الداخلة بسدير، ومسجد الزرقاء بثرمداء، وجامع التويم بقرية التويم، ومسجد قصر الشريعة بالهياثم، وجامع المنسف بالزلفي، ومسجد سديرة بشقراء. وفي منطقة مكة المكرمة، تم إعادة بناء مسجد سليمان عليه السلام ومسجد البجلي بمحافظة الطائف.
أما في المنطقة الشرقية، فقد أعيد تأهيل مسجد الحبيش ومسجد أبي بكر. وفي عسير، شمل التطوير مسجد قرية السرو، ومسجد النصب في أبها، ومسجدي صدر أيد وآل عكاسة بالنماص، ومسجد المضفاة ببلسمر. وفي منطقة القصيم، تم ترميم مسجدي العجلان والمقبل ببريدة، بالإضافة إلى مسجد البرقاء بالأسياح والجامع القديم بعقلة الصقور. وفي منطقة الباحة، تم ترميم مسجد الأطاولة التراثي، ومسجد الظفير التراثي، ومسجد قرية الملد التراثية، وفي منطقة جازان مسجد التابوت بجزيرة فرسان.
كما شملت منطقة حائل: مسجد المغيضة، ومسجد قفار، ومسجد الجلعود بسميراء، وفي منطقة الجوف مسجد الرحيبين بسكاكا، ومسجد الحديثة، ومسجد العيساوية، وفي منطقة نجران مسجد أبي بكر.
مساجد المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية
تواصلت أعمال المرحلة الثانية لتشمل 30 مسجدًا في مختلف مناطق المملكة، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجد واحد في كل من الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم.
مسجد الجامع في ضباء: معلم تاريخي في تبوك
في عام 1444هـ (2023م)، انضمت المرحلة الثانية للمشروع مسجد الجامع في مدينة ضباء بمنطقة تبوك، الذي يُعتبر من أقدم المساجد التاريخية ورمزًا تراثيًا هامًا في المنطقة.
وفي النهايه :
مشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية لا يقتصر على ترميم المباني، بل يهدف إلى إحياء الروحانية والتراث الإسلامي العريق في المملكة. هل يمكن لهذه المبادرة أن تعيد المساجد التاريخية إلى مكانتها كمنارات للعلم والثقافة ومراكز للتواصل الاجتماعي؟ وهل ستساهم في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء للتاريخ الإسلامي الغني للمملكة؟










