مشروع قمم السودة: وجهة سياحية جبلية فريدة في عسير
مشروع قمم السودة، الذي يمثل إحدى الوجهات السياحية الطموحة لشركة السودة للتطوير، يتألق كوجهة جبلية استثنائية في منطقة عسير، جنوب غربي المملكة العربية السعودية. يتميز المشروع بموقعه الفريد على أعلى قمة في المنطقة، بارتفاع يبلغ 3,015 مترًا فوق سطح البحر الأحمر. يجسد هذا المشروع جهود صندوق الاستثمارات العامة في دعم القطاعات الحيوية الواعدة، كما يعزز استراتيجية تطوير منطقة عسير “قمم وشيم”، ويهدف إلى إنشاء وجهة سياحية جبلية متميزة تحافظ على البيئة الطبيعية الغنية والموروث الثقافي والإنساني للمنطقة.
في 10 ربيع الأول 1445هـ الموافق 25 سبتمبر 2023م، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة شركة السودة للتطوير، مشروع قمم السودة، مؤكدًا أن المخطط العام يعكس التزام المملكة بتفعيل الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية والتراثية للأجيال القادمة. ويهدف المشروع إلى تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد جاذب للاستثمارات الدولية والمحلية.
إضافة نوعية للقطاع السياحي
أكد سمو ولي العهد أن مشروع قمم السودة سيشكل إضافة نوعية للقطاع السياحي وإبرازًا للجانب الثقافي في المملكة العربية السعودية، مما يسهم في تحويل المملكة إلى وجهة سياحية عالمية رائدة. كما سيتيح المشروع للعالم فرصة استكشاف جمال قمم السودة والتعرف على تراثها الفريد وثقافتها الأصيلة ومجتمعها المضياف، بالإضافة إلى خوض تجارب لا تُنسى في أحضان الطبيعة وعلى متن السحاب.
المساحة الشاسعة للمشروع
يمتد مشروع قمم السودة على مساحة ضخمة تبلغ 627 كيلومترًا مربعًا، تغطيها غابات العرعر وأشجار الشث وأشجار الزيتون البري (العتم). كما يضم المشروع أكثر من 200 موقع تراثي موثق، من بينها قرى صغيرة وأبراج مراقبة وحصون جبلية ومساجد وقصاب، مما يجعله كنزًا ثقافيًا وبيئيًا فريدًا.
المناطق الرئيسية للمشروع
يمتد المشروع على ست مناطق رئيسة، تتميز بأجوائها المعتدلة والممطرة طيلة العام، وهي: تَهْلَل، وسَحَاب، وسَبْرَة، وجَرين، ورجال، والصخرة الحمراء. وقد اعتمدت تصاميم المخطط العام على الهوية العمرانية المحلية، مما يعكس الانسجام بين الحداثة والأصالة.
التزام بالاستدامة البيئية
تجسيدًا لالتزام مشروع قمم السودة بالاستدامة البيئية، فقد حدد المشروع مساحة بناء لا تتجاوز 1%، وذلك دعمًا لجهود مبادرة السعودية الخضراء، والتزامًا من شركة السودة للتطوير بحماية البيئة وتطبيق معايير الاستدامة، والمحافظة على الموارد الطبيعية وتنميتها في منطقة المشروع.
مرافق مشروع قمم السودة المتنوعة
تتنوع مرافق مشروع قمم السودة ما بين القصور والفنادق والمنتجعات الجبلية ووحدات سكنية ذات إطلالات خلابة. يتكون المخطط العام من ثلاث مراحل رئيسة، تتضمن المرحلة الأولى تطوير 940 غرفة فندقية و391 وحدة سكنية، و 32 ألف متر مربع من المساحات التجارية، ومن المتوقع أن تكتمل هذه المرحلة في عام 2027م. وبحلول عام 2030م، سيتم تطوير 2,700 غرفة فندقية، و1,336 وحدة سكنية، و80 ألف متر مربع من المساحات التجارية.
تجارب سياحية فريدة
في بيئة غنية بالتراث والثقافة، سيقدم مشروع قمم السودة خدمات الضيافة لمليوني زائر سنويًا بحلول عام 2033م، بالإضافة إلى منتجعات صحية تتسم بالهدوء ومراكز للتأمل واليوغا، ومتاجر، ومجموعة من المغامرات والرياضات الجبلية كمسارات المشي والممرات الجبلية، والجولف وركوب الخيل والطيران الشراعي، فضلًا عن توفير فرص لاستكشاف طبيعة المنطقة والتنوع البيولوجي فيها، من مناحل العسل المحلي ومزارع البن والمتنزهات الوطنية.
وفي النهايه :
مشروع قمم السودة لا يمثل فقط وجهة سياحية جبلية، بل هو رؤية متكاملة للتنمية المستدامة التي تحافظ على البيئة وتعزز الثقافة المحلية، وتفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد الوطني. فهل سينجح المشروع في تحقيق التوازن بين التنمية السياحية والحفاظ على الهوية البيئية والثقافية للمنطقة؟ وهل سيصبح قمة جذب سياحي عالمي كما هو مخطط له؟
