سدير للطاقة الشمسية: رؤية السعودية نحو مستقبل مستدام
يمثل مشروع سدير للطاقة الشمسية الكهروضوئية خطوة بارزة في جهود المملكة العربية السعودية لتنويع مصادر الطاقة وتوفير بدائل نظيفة. يندرج هذا المشروع الطموح تحت مظلة البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ويعد جزءًا من رؤية المملكة 2030. أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق هذا المشروع في عام 2021 في مدينة سدير الصناعية بمنطقة الرياض، بقدرة إجمالية تبلغ 1,500 ميجاواط.
الإعلان عن المشروع: نقطة تحول في مسيرة الطاقة المتجددة
تم الكشف عن تفاصيل مشروع سدير للطاقة الشمسية في أبريل 2021، خلال حفل تدشين محطة سكاكا للطاقة الشمسية. هذا الإعلان، الذي حظي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، أكد على أهمية المشروع كواحد من أكبر محطات الطاقة الشمسية على مستوى العالم، والأكبر في المملكة، باستثمارات تقدر بنحو 3.4 مليارات ريال.
إسهامات محطة سدير: أثر يتجاوز توليد الكهرباء
تتجاوز فوائد محطة سدير للطاقة الشمسية مجرد توفير الطاقة؛ فهي تلبي احتياجات الطاقة لـ 185 ألف وحدة سكنية، وتساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 2.9 مليون طن سنويًا. اللافت أن هذا المشروع سجل ثاني أقل تكلفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، بتكلفة تقدر بحوالي 1.239 سنت أمريكي للكيلوواط في الساعة.
مشروع سدير ومبادرة السعودية الخضراء: تكامل من أجل الاستدامة
يعكس مشروع سدير للطاقة الشمسية التزام المملكة بتوفير مصادر طاقة نظيفة، ويعزز استثماراتها في هذا المجال من خلال بنية تحتية تقنية ورقمية متطورة. يتماشى المشروع مع أهداف رؤية السعودية 2030، حيث يسهم في تطوير 70% من قدرة توليد الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2030.
دعم المبادرات البيئية وتقليل الانبعاثات
يقدم المشروع إضافة بيئية قيمة من خلال تقليل الانبعاثات وتوفير طاقة بأسعار معقولة، مما يدعم مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى حماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي.
مشروع رائد في مجال الطاقة المتجددة
يُعدُّ مشروع محطة سدير للطاقة الشمسية، عند الإعلان عنه، الأكبر من نوعه في المملكة، ويعكس الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتعزيز نمو الطاقة المتجددة وتوطين التقنيات المرتبطة بها.
موقع وإنشاءات المشروع: تخطيط دقيق لتحقيق الأهداف
خضع مشروع سدير للطاقة الشمسية لدراسات تفصيلية لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة. قام فريق فني سعودي متخصص بوزارة الطاقة باختيار الموقع والإشراف على الأعمال الهندسية والدراسات التمهيدية لضمان أعلى مستويات الجودة في إنتاج الطاقة الكهربائية، والإسهام في تحقيق الاقتصاد الدائري للكربون الذي تبنَّته المملكة.
شراكات عالمية لتنفيذ المشروع
أُسندت أعمال الإنشاءات إلى شركة عالمية متخصصة في البنية التحتية لنظم الطاقة، حيث أُبرمت اتفاقية أعمال الهندسة والمشتريات والبناء مع شركة لارسن آند توبرو في أبريل 2021.
اتفاقيات بيع الطاقة وفوائد تشغيلية
تتميز الجوانب التشغيلية للمحطة بمنافع كبيرة للمستهلكين والناتج المحلي الإجمالي، حيث وُقعت اتفاقية لبيع الطاقة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة لمدة 25 عامًا. كما سجل المشروع سعر تعرفة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية يُعدُّ من بين الأقل عالميًّا.
حصص الاستثمار: تعاون لتحقيق النجاح
شاركت عدة جهات في استثمارات مشروع محطة سدير للطاقة الشمسية، حيث تمتلك شركة أكوا باور حصة 35%، وشركة بديل 35%، وأرامكو السعودية 30% في شركة سدير الأولى للطاقة المتجددة.
الإغلاق المالي للمشروع
اكتملت الإجراءات الإدارية والمالية الخاصة بتشغيل المشروع في عام 2021، بإعلان شركة أكوا باور عن نجاحها في تحقيق الإغلاق المالي للمشروع.
تمويل المشروع: دعم من المؤسسات المالية
تشارك مؤسسات مالية في تمويل المشروع، بما في ذلك بنك ميزوهو المحدود، وبنك الرياض، وبنك التنمية الكوري، والشركة العربية للاستثمارات البترولية أبيكورب، وشركة الراجحي المصرفية للاستثمار، وبنك ستاندرد تشارترد.
تنويع مزيج الطاقة: رؤية مستقبلية
يمثل المشروع إضافة نوعية في مسيرة تنويع مزيج الطاقة والإسراع بخطوات التحوّل في قطاع الطاقة بالمملكة، بالإضافة إلى نقل المعرفة والخبرة والإمكانات في قطاع الطاقة المتجددة عالميًّا إلى المملكة.
تحفيز الشركات المحلية وتمكين الكفاءات السعودية
يحفّز المشروع الشركات السعودية المحلية للمشاركة في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، وكذلك تمكين المواهب والكفاءات السعودية الشابة.
استثمارات أرامكو: خطوة نحو الاستدامة
يُعدُّ استثمار أرامكو السعودية في مشروع محطة سدير للطاقة الشمسية أول مشاركة من جانبها مع صندوق الاستثمارات العامة في تحقيق برنامج الطاقة المتجددة للصندوق.
محطة رائدة بتقنيات متطورة
يُتوقع أن تصبح المحطة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم التي يجري تنفيذها من خلال متعاقد واحد، وعن طريق أعمالها الإنتاجية باستخدام ألواح شمسية مزدوجة بنظام أحادي لتتبُّع الشمس.
وفي النهايه:
يمثل مشروع سدير للطاقة الشمسية علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. هل سيكون هذا المشروع نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم، وهل ستتمكن المملكة من تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030؟