تروجينا: وجهة سياحية جبلية عالمية مستدامة في نيوم
مشروع تروجينا يمثل رؤية مبتكرة لإعادة صياغة مفهوم السياحة الجبلية على مستوى العالم. تم الإعلان عن هذا المشروع الطموح في نيوم بالمملكة العربية السعودية في 3 مارس 2022، من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة نيوم، بهدف إنشاء منظومة سياحية متكاملة وصديقة للبيئة.
تجربة تزلج فريدة على مدار العام
سيقدم مشروع تروجينا تجربة فريدة من نوعها في المملكة، وهي التزلج على مدار العام في الهواء الطلق. تقع هذه التجربة على قمم جبلية شاهقة، تتراوح ارتفاعاتها بين 1500 و2600 متر. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات المثيرة لهواة المغامرات، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية بحلول عام 2026.
موقع استراتيجي في قلب نيوم
يتميز مشروع تروجينا بموقعه الاستراتيجي في قلب نيوم، حيث يمتد على مساحة 60 كيلومتر مربع. يقع المشروع على بعد 50 كيلومترًا فقط من ساحل خليج العقبة على البحر الأحمر. تبلغ المساحة المخصصة للمتاجر والمطاعم حوالي 42 ألف متر مربع. يتميز المشروع بقربه من ثلاثة مطارات دولية رئيسية: مطار خليج نيوم، ومطار تبوك الدولي، ومطار العقبة، مما يجعله وجهة يسهل الوصول إليها من جميع أنحاء العالم، حيث يمكن لـ 40% من سكان العالم الوصول إلى تروجينا في غضون ست ساعات طيران.
مناخ معتدل والتزام بالاستدامة
تتمتع منطقة مشروع تروجينا بمناخ بارد، حيث تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى ما دون الصفر. أما في بقية أيام السنة، فتكون درجة الحرارة أقل بعشر درجات مئوية مقارنة ببقية مناطق المملكة. لذلك، يلتزم المشروع بمبادئ السياحة البيئية، وتقليل الأنشطة التي تضر بالمنظومة البيئية، وتحقيق الاستدامة في جميع جوانب الإنشاء والتشييد.
أهداف مشروع تروجينا
يهدف مشروع تروجينا إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة، بما في ذلك:
- تحفيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل للمملكة.
- تحويل المنطقة الجبلية إلى وجهة سياحية عالمية صديقة للبيئة.
- المحافظة على عناصر الطبيعة والاستفادة منها وتنميتها.
- تعزيز الرخاء الاقتصادي للمملكة.
مساهمة اقتصادية واجتماعية كبيرة
بحلول عام 2030، من المتوقع أن يوفر مشروع تروجينا أكثر من 10 آلاف فرصة عمل، وأن يضيف 3 مليارات ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، سيتم بناء 2,200 وحدة سكنية، و3,600 غرفة فندقية من فئة الخمسة والأربعة نجوم، وشقق وغرف علاجية. يهدف المشروع أيضًا إلى جذب أكثر من 700 ألف سائح، ونحو 7,000 نسمة من السكان الموجودين في تروجينا والمناطق السكنية المجاورة.
أقسام مشروع تروجينا الترفيهية
يضم مشروع تروجينا ستة خيارات ترفيهية متنوعة، وهي:
- البوابة (ذا فولت): المدخل الرئيسي للمشروع، وهي قرية عمودية داخل الجبال، تضم مركزًا رقميًا، ومساحة تقنية وإعلامية، وقاعة مؤتمرات، وواقعًا إدراكيًا.
- الاكتشاف: مرصد متطور يتيح للزوار مشاهدة النجوم والمجرات.
- الوادي: بحيرة مياه عذبة على قمة الجبل، مخصصة للرياضات المائية والأنشطة الخارجية.
- الاستكشاف: محمية للحياة البرية، تضم كائنات برية نادرة وتكوينات جيولوجية فريدة.
- الاسترخاء: برنامج يركز على الصحة والنشاط والعناية والعلاج.
- المرح: قرية تزلج على الجليد بارتفاع 2,400 متر، تتضمن منحدرات ومسارات مخصصة.
أنشطة وفعاليات متنوعة على مدار العام
سينظم مشروع تروجينا فعاليات ومهرجانات على مدار العام، تتناسب مع الأحوال الجوية المختلفة، وتشمل:
- موسم المغامرات: ركوب الدراجات الجبلية، التسلق، الطيران الشراعي، وسباق الترايثلون.
- موسم البحيرة: مهرجان الطعام، الأسبوع الثقافي، المعارض الفنية، وعروض الإضاءة الفنية.
- موسم الرفاهية: منتجع لليوغا وتجديد الصحة.
- موسم الشتاء: التزلج على الجليد، الأنشطة الرياضية، الفنية، الموسيقية، والثقافية.
معالم معمارية فريدة
يضم مشروع تروجينا معالم معمارية فريدة، مثل:
- ذا بو: مبنى تحت البحيرة، مخصص لحفلات الزفاف، الحفلات الموسيقية، والمؤتمرات، ويضم فندقًا خمس نجوم ومساكن فاخرة ومطاعم.
- القصور فائقة الفخامة: مجموعة من القصور بتصاميم مختلفة في مواقع مميزة.
- سلوب ريزيدنسز: مجمع سكني بالقرب من قرية التزلج المطلة على البحيرة.
شراكات استراتيجية لتعزيز الضيافة
في 17 أكتوبر 2022، أعلنت نيوم عن توقيع أولى اتفاقيات الشراكة في مجال الضيافة الفندقية مع شركة إنسيمور، بهدف افتتاح مجموعة من المرافق الفندقية التي تقدم تجارب ضيافة استثنائية في تروجينا.
استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029
في 4 أكتوبر 2022، فازت تروجينا باستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، لتكون أول مدينة في غرب آسيا تستضيف هذا الحدث الرياضي الهام.
وفي النهايه :
مشروع تروجينا ليس مجرد منتجع سياحي، بل هو رؤية طموحة لتحويل المنطقة الجبلية في نيوم إلى وجهة عالمية مستدامة، تجمع بين السياحة والرياضة والترفيه والثقافة، وتساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة. هل سيتمكن تروجينا من تحقيق هذه الرؤية الطموحة، وتغيير مفهوم السياحة الجبلية على مستوى العالم؟
