إحياء جدة التاريخية: مشروع رؤية 2030 الطموح
مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية يمثل مبادرة طموحة لتأهيل وتطوير هذه المنطقة العريقة. أُطلق هذا المشروع في عام 2021م برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. يهدف المشروع إلى تحويل جدة التاريخية إلى مركز حيوي للمشاريع الثقافية والتجارية، ووجهة جاذبة لرواد الأعمال من جميع أنحاء العالم، ومنطقة متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني وتسهم في زيادة الناتج المحلي.
يأتي هذا المشروع ضمن برنامج أوسع لتطوير جدة التاريخية، يركز على تحسين البيئة المعيشية في المنطقة، والحفاظ على معالمها التراثية الأصيلة. كما يسعى لاستثمار المواقع والعناصر الثقافية والعمرانية المميزة، بهدف تحسين جودة الحياة، وحماية هذا الإرث الثقافي الذي يعكس هوية المنطقة. يهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز الجوانب الحضرية، لتحويل جدة التاريخية إلى واجهة عالمية للمملكة، ومن المخطط أن يستمر العمل فيه على مدار 15 عامًا، وفقًا لخطط ومسارات متعددة.
مسارات العمل في مشروع الإحياء
يسير العمل في مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية وفق مسارات متوازية، تشمل تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتعزيز الجوانب الحضرية، وتحسين جودة الحياة وزيادة كفاءتها، بالإضافة إلى تطوير البيئة الطبيعية.
يمثل هذا المشروع جزءًا أساسيًا من برنامج تطوير جدة التاريخية، الذي يهدف إلى استثمار التاريخ والعناصر الثقافية والعمرانية والاقتصادية للمنطقة، بما يسهم في نمو الناتج المحلي وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
أهداف مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية
يهدف المشروع إلى استثمار وتعزيز مقومات الثقافة والتاريخ التي تزخر بها المنطقة، لجعلها رافدًا قويًّا للاقتصاد المحلي. كما يهدف إلى إبراز المواقع التاريخية والمعالم التراثية في جدة التاريخية، واستثمار هذه المواقع وعناصرها العمرانية والثقافية لإنشاء بيئة معيشية نابضة بالحياة، وتوفير أفضل الإمكانات لسكانها وزوارها.
تطوير المساحات الخضراء والواجهات البحرية
يتضمن المشروع إنشاء بيئة متكاملة تشمل المساحات الطبيعية، كالحدائق المفتوحة والمساحات الخضراء التي تغطي 15% من إجمالي مساحة جدة التاريخية، بالإضافة إلى تطوير الواجهات البحرية بطول يصل إلى نحو 15 كيلومترًا.
المعالم التراثية في مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية
يولي المشروع اهتمامًا خاصًّا بإبراز معالم جدة التاريخية، التي تمثل جزءًا أصيلًا من التراث السعودي العريق. ويستهدف المشروع المواقع التاريخية الهامة، بما في ذلك 36 مسجدًا تاريخيًّا، وأكثر من 600 مبنى تراثي، وخمسة أسواق تاريخية رئيسية. تتراوح أعمار هذه المباني بين 100 و400 عام، وتُعدُّ منارة مسجد الشافعي أقدم بناء في المنطقة، حيث يبلغ عمرها 780 عامًا. كما يشمل المشروع تطوير الساحات والممرات والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة، مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقًا رئيسًا للحجاج.
وفي النهايه :
مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية هو أكثر من مجرد ترميم مبانٍ قديمة؛ إنه استثمار في الهوية، والثقافة، والاقتصاد. هل سينجح هذا المشروع الطموح في تحقيق أهدافه وتحويل جدة التاريخية إلى مركز جذب عالمي يضاهي أعرق المدن التاريخية في العالم؟ وهل ستتمكن الأجيال القادمة من الحفاظ على هذا الإرث الثقافي للأجيال القادمة؟
