مسجد الظويهرة: معلم تاريخي في قلب الدرعية
في قلب منطقة الدرعية التاريخية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدًا في الجهة الشمالية الشرقية من حي البجيري، يتربع مسجد الظويهرة شامخًا، يُعرف أيضًا بمسجد الحوطة. هذا المسجد ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ المنطقة وتراثها العريق.
مسجد الظويهرة يعتبر من المساجد الطينية القديمة التي شُيدت منذ القدم. قبل عام 1400هـ (1980م)، كان المسجد يشكل جزءًا متصلًا من النسيج العمراني للحي، محاطًا بالمساكن من الجهتين الشمالية والغربية. ما يميز هذا المسجد عن غيره من المساجد الطينية هو مساحته الواسعة وتصميمه المعماري الفريد، بالإضافة إلى موقعه المركزي في المنطقة.
العمارة الفريدة لمسجد الظويهرة
يتميز مسجد الظويهرة بتصميمه المعماري الذي يعكس فن العمارة الطينية التقليدية. يحده من الشرق ممر ضيق للمشاة، بينما يحده من الجنوب شارع الملك فيصل. من الداخل، يتألف المسجد من عدة أروقة فسيحة، بالإضافة إلى مساحة دائرية متوسطة الحجم. كما يحتوي المسجد على منطقة خلوة تقع في الجهة الشرقية، وقد تم إنشاؤها بطريقة الحفر في الأرض مع بناء نصفها العلوي. للوصول إلى سطح المسجد ومنارته المتصلة بجداره الشمالي، يوجد سُلَّمان يقعان في الناحيتين الجنوبية والشمالية.
ترميم مسجد الظويهرة: الحفاظ على الأصالة
خضع مسجد الظويهرة لعملية ترميم شاملة كجزء من أعمال تطوير حي البجيري بأكمله. وقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود المسجد ضمن افتتاح حي البجيري في الدرعية التاريخية عام 1436هـ (2015م). والجدير بالذكر أن المسجد هو الوحيد الذي حافظ على حالته الأصلية، على الرغم من أعمال التطوير والترميم التي شهدها.
وفي النهايه :
مسجد الظويهرة يمثل تحفة معمارية وتاريخية في قلب الدرعية، شاهدًا على عراقة الماضي وتطور الحاضر. ترميمه وافتتاحه يعكسان الاهتمام الكبير بالحفاظ على التراث الإسلامي والمعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية. فهل سيظل هذا المسجد رمزًا للصمود والأصالة في وجه التحديات المعاصرة؟











