مسجد الظهيرة: معلم تاريخي في قلب الرياض
في قلب مدينة الرياض القديمة، بالمملكة العربية السعودية، يتربع مسجد الظهيرة كشاهد على تاريخ عريق. يقع المسجد في حي الظهيرة أو حلة الظهيرة، شمال شرق جامع الرياض الكبير، وبالقرب من الموقع الذي كانت تشغله بوابة الظهيرة، البوابة الشمالية للمدينة. تشير الوثائق إلى أنه في عام 1375هـ/1956م، تم نقل المسجد من موقعه الأصلي ليصبح على جانب شارع الإمام تركي بن عبدالله، مقابل حصن المصمك.
أئمة مسجد الظهيرة وتاريخه العريق
توالى على إمامة مسجد الظهيرة العديد من الشيوخ الأجلاء، منهم الشيخ عبدالله بن علي بن جريس، والشيخ عبدالله بن حسن بن حسين آل الشيخ. وكان الشيخ غصن بن غصن، صاحب الصوت الجهوري المميز، أحد المؤذنين البارزين في الرياض آنذاك. وفي عام 1389هـ/1969م، شهد المسجد توسعة كبيرة أعيد بناؤه خلالها بالحجر، ليُعرف بعدها باسم مسجد الشويعر، نسبة إلى أشهر الأئمة الذين تولوا الإمامة فيه.
لم يقتصر دور المسجد على كونه مكانًا للعبادة، بل كان منارة للعلم والمعرفة، حيث احتضن حلقات التعليم التي ازدهرت بفضل كثرة الطلاب. وفي ثلاثينات القرن الهجري الماضي، الموافق العقد الأول من القرن العشرين الميلادي، تولى الشيخ محمد بن عبدالرحمن الشويعر إمامة المسجد، ليشتهر المسجد باسمه. ثم خلفه في الإمامة المعلم عبدالله بن علي بن مديميغ.
أوقاف مسجد الظهيرة
يتميز محيط مسجد الظهيرة بوجود عدد من الآبار القديمة. ومن بين أوقاف المسجد “وقف ثليم”، الذي كانت تملكه أسرة آل دهيمش في القرن الثالث عشر الهجري، ثم انتقلت ملكيته لاحقًا إلى أسرة العتيق في القرن الرابع عشر الهجري.
وفي النهايه :
مسجد الظهيرة ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الرياض وهويتها. فمن خلال موقعه الاستراتيجي وأئمته الأجلاء ودوره التعليمي، يظل المسجد رمزًا للعراقة والأصالة، وشاهدًا على التطورات التي شهدتها المدينة على مر العصور. فهل سيستمر المسجد في أداء دوره التاريخي والثقافي في خدمة المجتمع، والمحافظة على إرثه العريق للأجيال القادمة؟











