مسجد السقيا في المدينة المنورة: معلم تاريخي وديني
مسجد السقيا يعتبر من أبرز المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية، ويحظى بمكانة خاصة في الذاكرة الإسلامية لارتباطه الوثيق بالسيرة النبوية. شُيّد هذا المسجد في أواخر القرن الأول الهجري بأمر من عمر بن عبدالعزيز بجوار المسجد النبوي في المدينة المنورة. وقد أقيم المسجد في الموقع الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء توجهه إلى غزوة بدر، حيث دعا بالبركة لأهل المدينة. يُعرف المسجد بهذا الاسم نسبة إلى بئر السقيا المجاورة له. وفي عام 1436هـ، أُدرج المسجد ضمن المواقع المحمية من قبل هيئة التراث، بموجب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني.
موقع مسجد السقيا
يتميز المسجد بموقعه الاستراتيجي عند المخرج الغربي من المسجد النبوي، مقابل مبنى أمانة منطقة المدينة المنورة. يقع المسجد في جزء من حرة الوبرة الغربية المعروفة بحرة الظاهرة، والتي تُعرف أيضًا بحرة السقيا لوجود بئر السقيا التاريخية.
تصميم وتطوير مسجد السقيا
التأسيس والتجديد
شُيّد مسجد السقيا في نهاية القرن الأول الهجري بأمر من عمر بن عبدالعزيز، عندما كان واليًا على المدينة المنورة. بُني المسجد على مساحة صغيرة دون مئذنة، وتعلوه ثلاث قباب. أُقيم المسجد في نفس المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أثناء توجهه إلى غزوة بدر. على مر العصور، خضع المسجد لعدة تجديدات في العهد السعودي، حيث جُدّد في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، ثم أُعيد ترميمه في عهد الملك سلمان، وذلك ضمن حملة تطويرية شاملة استهدفت العديد من المواقع التاريخية الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
بئر مسجد السقيا
أهمية البئر
تُعتبر أرض بئر السقيا ملكًا للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وتقع في الجهة الجنوبية من مسجد السقيا. كانت البئر من بين الآبار التي فضّل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ماءها، حيث توضأ منها أثناء توجهه إلى غزوة بدر وصلى بجوارها ركعتين.
وفي النهايه :
مسجد السقيا يمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المدينة المنورة والسيرة النبوية، ويجسد اهتمام الدولة بالحفاظ على المواقع التاريخية. فمن خلال موقعه المرتبط بغزوة بدر، وتجديداته المتلاحقة، يبقى المسجد شاهدًا على عظمة التاريخ الإسلامي، فهل سيظل هذا المعلم التاريخي محتفظًا بمكانته وأهميته في قلوب المسلمين؟








