مسجد الخيف: معلم تاريخي في قلب المشاعر المقدسة
مسجد الخيف، جوهرة معمارية وروحانية، يتربع ضمن خمسة مساجد ذات مكانة خاصة في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة، المملكة العربية السعودية. تشمل هذه المساجد أيضًا: المشعر الحرام، مسجد نمرة، مسجد البيعة، ومسجد الصخرات. يقع تحديدًا على سفح جبل منى الجنوبي، بالقرب من الجمرتين الصغرى والوسطى، ويتسع لرحابة تصل إلى 25 ألف مصلٍ. يعود اسم المسجد، “الخيف”، إلى موقعه المتميز، حيث يمثل المنطقة المنحدرة من الجبل والمرتفعة عن مجرى السيل.
الصلوات في رحاب مسجد الخيف
يفتح مسجد الخيف أبوابه للمصلين خلال أيام معدودة من موسم الحج كل عام هجري، وتحديدًا في يوم التروية، يوم عيد الأضحى، وأيام التشريق. يشهد المسجد توافد الآلاف من المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام. يقع المسجد على بعد 4 كيلومترات تقريبًا من محطة قطار المشاعر التي تسهل الوصول إلى منطقة الجمرات.
الأهمية التاريخية لمسجد الخيف
يُعتبر مسجد الخيف من المساجد ذات الأهمية التاريخية البارزة، حيث صلى فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والأنبياء من قبله، ولهذا يُعرف أيضًا بـ”مسجد الأنبياء”. وقد ورد في السنة النبوية الشريفة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “قَدْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا فِيهِمْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ مَخْطُومٍ”. كما حدد النبي محمد صلى الله عليه وسلم موضع صلاته تحديدًا عند الأحجار الواقعة بين يدي المنارة.
جهود العناية بمسجد الخيف
يحظى المسجد بعناية فائقة واهتمام كبير من حكومة المملكة العربية السعودية. وقد أُعيد بناؤه وتوسعته في عام 1407هـ/1987م. تبلغ مساحة المسجد 23.500 متر مربع من أصل مساحة الأرض الإجمالية التي تبلغ 38 ألف متر مربع، بما في ذلك المرافق التابعة له. يتسع المسجد لـ25 ألف مصلٍ، ويضم أربع منارات. وهو مجهز بأكثر من 410 أجهزة تكييف، و14 جهازًا لتبريد وتنقية الهواء، و20 مروحة لطرد الهواء غير النقي. بالإضافة إلى ذلك، يحيط بالمسجد 2065 دورة مياه مخصصة للرجال والنساء.
إمكانات متطورة في مسجد الخيف
يحتوي مسجد الخيف على إمكانات كهربائية متطورة تهدف إلى تسهيل نقل الشعائر والصلوات عبر الأقمار الصناعية، لتمكين المسلمين في مختلف أنحاء العالم من متابعتها. كما يضم ملحقًا لمبرة الملك عبدالعزيز، بهدف توزيع الطعام مجانًا على الحجاج في يوم العيد وأيام التشريق.
وفي النهايه :
مسجد الخيف ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو معلم تاريخي يجسد عراقة الماضي وأصالة الحاضر. فهل سيظل هذا المسجد محط أنظار المسلمين وموضع اهتمامهم على مر العصور؟











