الخبراء في القصيم: مركز تاريخي يربط الماضي بالحاضر
مركز الخبراء، التابع إداريًا لمدينة بريدة في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، يُعد مركزًا من الفئة (أ) وفقًا للتصنيف الإداري للمناطق والمحافظات والمراكز في المملكة. يقع المركز في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة بريدة، على بعد حوالي 60 كيلومترًا عبر طريق الملك فهد، ويحمل في طياته تاريخًا عريقًا ومعالم بارزة.
الموقع الجغرافي المتميز لمركز الخبراء
يستقر مركز الخبراء على الضفة الغربية لوادي الرُّمة، في الجزء الشمالي من هضبة نجد. تحدّه من الشمال محافظة البكيرية، ومن الجنوب محافظة البدائع، ومن الشرق محافظة عنيزة، بينما تقع محافظة رياض الخبراء إلى الغرب منه. كما يعبر الطريق السريع القصيم – المدينة المنورة الجزء الشمالي من المركز، مما يجعله نقطة وصل مهمة.
تاريخ الخبراء: من الماضي إلى الحاضر
يعتبر مركز الخبراء من المراكز ذات التاريخ العريق في المملكة. وقد حملت الخبراء أسماء مختلفة عبر العصور، بدءًا من خبراء الجال، مرورًا بخبراء السدر، وصولًا إلى خبراء المجادير. وتشير الروايات التاريخية إلى أنه في عام 1009هـ/1600م، أطلق عليها اسم خبراء العفالق. ومع النمو والازدهار، استقر اسمها على الخبراء. وبعد التوسع العمراني شمالًا، احتفظت البلدة القديمة باسم الخبراء القديمة.
معالم مركز الخبراء: قرية الخبراء التراثية
تُعتبر قرية الخبراء التراثية نموذجًا متكاملًا للبلدة التقليدية في المملكة. يحيط بها سوران، الأول يسمى العقدة، الذي يضم منطقة السكن والمزارع، ويتخلله أبراج مراقبة دائرية الشكل كل 200 متر، تتكون من ثلاثة أدوار وبها ثقوب للرمي. لسور العقدة أربعة أبواب، ويحتوي على حوالي 210 بئرًا تستخدم لاستخراج المياه.
سور المباني
داخل سور العقدة، يوجد سور المباني الدائري الشكل، بقطر يقارب الكيلومتر الواحد، وله أربعة أبواب و12 برجًا. بُني أساسه من الحجر والطين لزيادة صلابته.
الخبراء القديمة
تمتد الخبراء القديمة على مساحة 120 ألف متر مربع، وتتألف من مبان طينية تتكون من طابق واحد أو طابقين. تتوسطها ساحة كبيرة تحيط بها الأحياء المنظمة بنسق عمراني دائري، وتربط المنازل ممرات ضيقة. تحيط بها مزارع النخيل التقليدية من جميع الجهات. يوجد داخل القرية القديمة أربعة شوارع رئيسة بعرض 6 أمتار، تصل جميعها إلى المجلس في وسط البلدة القديمة، وهو مخصص للبيع والشراء ويضم 52 دكانًا.
وفي النهايه :
مركز الخبراء ليس مجرد موقع جغرافي، بل هو شهادة حية على تاريخ المملكة وتراثها. من خلال قريتها التراثية ومعالمها التاريخية، تقدم الخبراء نافذة فريدة على الماضي، وتدعونا للتأمل في جذورنا الثقافية. فهل ستظل الخبراء قادرة على الحفاظ على هذا الإرث الثمين ونقله للأجيال القادمة؟











