مركز التاريخ الشفوي: توثيق ذاكرة المملكة العربية السعودية
مركز التاريخ الشفوي يمثل صرحًا هامًا في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث يعنى بحفظ تراثها العمراني والفكري والجغرافي. هذا المشروع الوطني، الذي يهدف إلى توثيق المصادر التاريخية الشفوية، تأسس برعاية دارة الملك عبدالعزيز في عام 1416هـ الموافق 1995م.
مراحل تطور مشروع مركز التاريخ الشفوي
مر المشروع بمرحلتين أساسيتين. المرحلة الأولى بدأت مع تأسيس المركز في عام 1416هـ/1995م. أما المرحلة الثانية، فقد انطلقت في عام 1426هـ/2005م، بعد مرور عشر سنوات على المرحلة الأولى، وتميزت بتطورات مهمة. من بين هذه التطورات، تكليف فرق ميدانية من باحثي دارة الملك عبدالعزيز ومتعاونين متخصصين لزيارة مناطق المملكة. كان الهدف من هذه الزيارات تسجيل لقاءات مع كبار السن والمعاصرين للأحداث التاريخية الهامة التي شهدتها البلاد.
جهود دارة الملك عبدالعزيز لضمان الجودة
لضمان سير العمل بكفاءة وجودة عالية، قامت دارة الملك عبدالعزيز بتدريب الباحثين والمتعاونين على أساليب التوثيق الشفوي ومنهجيته المثلى. كما عملت الدارة على توعية كبار السن بأهمية التاريخ الشفوي، مؤكدةً أنه من أفضل الوسائل للحفاظ على تاريخ المنطقة وتراثها.
اهتمامات مركز التاريخ الشفوي ومجالات عمله
تولي الفرق الميدانية التابعة لمركز التاريخ الشفوي اهتمامًا خاصًا بمقابلة المسؤولين والمهتمين بتاريخ المملكة. كما تقوم بتنظيم زيارات للإدارات الحكومية والمتاحف والمكتبات لتصوير المخطوطات والوثائق والمواقع الأثرية والتاريخية.
توثيق شامل للروايات الشفوية
يعمل المركز على إجراء مسح شامل للمصادر الشفوية، وتوثيق روايات المعاصرين وشهود العيان الذين عاصروا الأحداث الهامة التي شهدتها المنطقة في العقود الماضية. بالإضافة إلى ذلك، يقوم المركز بتوثيق الروايات الشفوية للمعمرين، وحفظ المواد المسجلة وفهرستها ورقمنتها، بهدف إتاحتها للباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ.
آليات عمل مركز التاريخ الشفوي في حفظ تاريخ السعودية
يعمل مركز التاريخ الشفوي على نشر الأعمال المتعلقة بتاريخ المملكة من خلال الروايات الشفوية. وقد نجح المركز في توثيق 1700 مقابلة شفهية داخل المملكة وخارجها في مرحلته الأولى، بالإضافة إلى 5252 مقابلة شفهية في مرحلته الثانية.
تسجيل وتصنيف المقابلات
يسجل المركز الروايات الشفوية بالصوت والصورة لضمان حفظ الذكريات والروايات. تصنف المقابلات بأرقام خاصة ضمن قائمة التصنيف والفهرسة، وتفرغ المقابلات من مسموعة إلى مقروءة. كما يزود المركز أرشيف الصور والأفلام بنسخ من المقابلات المسجلة للحفظ الاحتياطي، ويعمل على طباعة المقابلات وإدراجها في قواعد بيانات خاصة به. بالإضافة إلى ذلك، يستقبل المركز الباحثين ويقدم لهم محتوى المقابلات بالصوت والصورة والنصوص المكتوبة.
وفي النهايه :
يمثل مركز التاريخ الشفوي صرحًا هامًا في حفظ تاريخ المملكة العربية السعودية، ويسهم في إثراء المصادر التاريخية وإتاحتها للباحثين والمهتمين. فهل سيستمر المركز في تطوير آلياته وأساليبه لمواكبة التطورات الحديثة في مجال التوثيق الرقمي، وهل سيتمكن من الوصول إلى المزيد من الروايات الشفوية التي لم يتم توثيقها بعد؟