محميات السعودية: محمية نفود العريق
تُعتبر محمية نفود العريق إحدى المحميات الطبيعية الهامة في المملكة العربية السعودية. تقع في محافظة ضرية بقلب المملكة، وتحديدًا في الجنوب الغربي لمدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم، على بعد حوالي 272 كيلومترًا. وتُعد هذه المحمية الفريدة من نوعها في المنطقة.
تأسيس محمية نفود العريق
تأسست هذه المحمية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، وذلك في عام 1415هـ الموافق 1994م، وهو نفس العام الذي شهد الإعلان عن تأسيس محميتي التيسية وسجا وأم الرمث. يشرف على إدارة المحمية المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية. تمتد المحمية على مساحة تقدر بحوالي 2,036.1 كيلومتر مربع، وتنقسم الحماية فيها إلى مستويين رئيسيين: الأول مخصص لحماية الحيوانات البرية، بينما يُعنى المستوى الثاني بحماية البيئة والأشجار المتنوعة.
أهمية محمية نفود العريق
تتميز محمية نفود العريق بغطاء نباتي كثيف يشجع على إعادة توطين أنواع مختلفة من الطيور. تتنوع البيئات داخل المحمية، حيث تشمل سهولًا رملية حصوية، بالإضافة إلى بعض الجبال الجرانيتية والبازلتية. تاريخيًا، كانت المنطقة تُستخدم كحِمى لإبل الصدقة، وذلك بفضل عوامل متعددة مثل الغطاء النباتي الغني الذي يشمل نباتات العوسج والإرطي والحوليات، بالإضافة إلى وعورة المنطقة التي تجعلها موقعًا مثاليًا لإعادة توطين طيور الحبارى.
إضافةً إلى دورها الحيوي في حماية الحيوانات من الصيد الجائر، تضطلع محمية نفود العريق بعدة مهام أخرى، منها: الحفاظ على الغطاء النباتي وتنميته، والحد من الاحتطاب غير القانوني، وتنشيط السياحة البيئية، وتوفير بيئة ترفيهية مناسبة للمواطنين والمقيمين في المملكة. خلال المئة عام التي سبقت إنشاء أول محمية في المملكة عام 1407هـ الموافق 1987م، شهدت البيئة السعودية انقراض بعض الكائنات الفطرية، بينما تم إنقاذ أنواع أخرى من خلال برامج الإكثار في الأسر.
من بين الحيوانات التي انقرضت: النعام العربي الذي كان ينتشر حول منطقة الربع الخالي حتى عام 1328هـ الموافق 1910م، والحمار الوحشي الذي كان منتشرًا في شبه الجزيرة العربية وانقرض في بدايات القرن العشرين الميلادي، بالإضافة إلى ظبي العفري الذي كان يعيش في المناطق الحصوية وسط شبه الجزيرة العربية، ثم انقرض في ثمانينات القرن العشرين.
وفي محرم 1446هـ الموافق يوليو 2025م، أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن ولادة أربعة أشبال للفهد الصياد من سلالات تعتبر الأقرب جينيًا للفهود التي انقرضت في شبه الجزيرة العربية. الجدير بالذكر أن آخر ظهور مصور لهذه الفهود كان في ستينات القرن العشرين الميلادي بالقرب من خط التابلاين لضخ النفط، وقد تمت الولادات في مرافق المركز من الفهود التي تم إكثارها في الأسر.
