محمية عروق بني معارض: جوهرة التراث الطبيعي في السعودية
تعتبر محمية عروق بني معارض ملاذًا طبيعيًا فريدًا في المملكة العربية السعودية، حيث تقع على الطرف الجنوبي الغربي من صحراء الربع الخالي، شمال منطقة نجران. تحتضن المحمية تضاريس متنوعة وموائل فطرية ذات أهمية بالغة، بما في ذلك الكثبان الرملية الشاهقة والهضاب الجيرية المتقطعة. تُعد هذه المحمية أول محمية وطنية نموذجية في المملكة.
تأسيس وأهداف المحمية
تأسست محمية عروق بني معارض بموجب مرسوم ملكي في عام 1413هـ (1992م)، بهدف الحفاظ على جمال صحراء الربع الخالي، وتوفير بيئة مناسبة لإعادة توطين الحيوانات البرية الأصلية في شبه الجزيرة العربية، مثل المها العربي، وظباء الريم، والغزال الجبلي. يشرف على إدارة المحمية المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وتمتد على مساحة تقدر بحوالي 12,787 كيلومتر مربع، حيث تُقسم الحماية إلى مستويين: حماية الحيوانات البرية وحماية البيئة والأشجار.
مميزات المحمية
تتميز محمية عروق بني معارض بأنها أول محمية نموذجية في المملكة تستخدم التقنيات الحديثة، مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) في المراقبة وإجراء المسوحات والدراسات البيئية. كما تعتمد المحمية على الطاقة المتجددة وتطبق ضوابط الإصحاح البيئي، بالإضافة إلى تطوير برنامج السياحة البيئية وإشراك المجتمع المحلي، مع اعتماد خطة إدارة متطورة للمحمية.
الحياة الفطرية المتنوعة
تضم محمية عروق بني معارض تنوعًا حيويًا من النباتات والحيوانات الفطرية، وتُصنف حالتها البيئية بالجيدة بشكل عام. تمثل الحياة الفطرية النباتية والحيوانية في المحمية البيئات القاحلة، حيث يمكن العثور على حيوانات مثل الذئب، والقط الرملي، والثعلب الرملي، والضبع المخطط، والوبر، والأرنب البري. أما الطيور فتشمل الحبارى، والقطا، والحجل، والصرد الرمادي، والرخمة المصرية، وأنواع مختلفة من القنابر، بالإضافة إلى أنواع متعددة من الزواحف مثل الضب والورل. ومن بين النباتات المنتشرة في المحمية: الغضا، والأثموم، وأشجار الطلح والبان، والحرمل، والطرف، والعشر.
جهود إعادة التوطين
كانت المحمية آخر موطن في الجزيرة العربية شوهد فيه المها العربي عام 1399هـ (1979م). كما كانت النعام العربي، وظبي الريم، وظبي العفري، والوعل تعيش فيها سابقًا. وفي عامي 1416هـ و1417هـ (1995م و1996م) نُفذ برنامج ناجح لإعادة توطين المها وظباء الريم والأدمي في المحمية، حيث تأقلمت هذه الحيوانات وتكاثرت بشكل طبيعي في بيئة المحمية، وتتنامى أعدادها باستمرار.
السياحة الصحراوية
شهد عام 1440هـ (2018م) إطلاق أول مشروع للسياحة الصحراوية في المملكة في محمية عروق بني معارض. يشمل المشروع خدمات فندقية صحراوية تقدم عبر بيوت ريفية موزعة على مساحة تزيد عن ستة آلاف متر مربع، بالإضافة إلى إحياء الأنشطة الرياضية والترفيهية مثل التزلج على الرمال، وتسلق الجبال، ورحلات السفاري في أرجاء المحمية.
تعزيز الحياة الفطرية
في عام 1443هـ (2022م)، أُطلق 40 من المها الوضيحي و10 ظباء إدمي في محمية عروق بني معارض، ضمن البرنامج الوطني لإكثار وإعادة توطين الأنواع المحلية المهددة بالانقراض في المحميات والمتنزهات الوطنية في جميع مناطق المملكة.
الاعتراف العالمي
في 5 ربيع الأول 1445هـ (20 سبتمبر 2023م)، أُعلن تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، لتصبح أول موقع للتراث العالمي الطبيعي في السعودية. تنضم بذلك إلى المواقع السعودية الأخرى المسجلة، مثل الحجر (مدائن صالح)، وحي الطريف، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية في منطقة حائل، وواحة الأحساء، ومنطقة حمى الثقافية، والمنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية.











