محمية جرف ريدة: كنز طبيعي في قلب عسير
محمية جرف ريدة، تحت إشراف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، تعتبر درة المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية. تتربع هذه المحمية الفريدة في منطقة عسير جنوب غرب المملكة، تحديدًا ضمن سلسلة جبال السروات، وتبعد حوالي 20 كلم شمال غرب مدينة أبها. تمتد المحمية على مساحة تقدر بحوالي 9.33 كيلومتر مربع، ما يجعلها جوهرة طبيعية فريدة في المنطقة.
الخصائص البيئية لمحمية جرف ريدة
تتميز محمية جرف ريدة بتنوع نباتي كثيف، حيث تتصدر غابات العرعر قمة الجرف، وتنحدر منها أشجار العتم والطلح بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الصبار. تتخلل المحمية شعاب تتميز بتنوع وكثافة الغطاء النباتي، مما يجعلها موطنًا مثاليًا للحياة البرية.
تعتبر محمية جرف ريدة جزءًا من الدرع العربي، الذي يتكون أساسًا من الصخور النارية المتحولة. تتألف المحمية من منحدرات شديدة مغطاة بالنباتات الكثيفة وأشجار العرعر، وتضم عددًا من الروافد المائية التي تنحدر من الأعلى لتصب في شعيب ريدة، مما يزيد من أهميتها البيئية.
الحياة الحيوانية والطيور في جرف ريدة
تعتبر محمية جرف ريدة مأوى للعديد من الحيوانات البرية الهامة، بما في ذلك قرد السعدان (البابون)، والذئب العربي، والثعلب، والضبع المخطط، والنمس أبيض الذنب، والوشق، والوبر. هذه الحيوانات تجد في المحمية بيئة آمنة وموارد غذائية كافية لبقائها.
بالإضافة إلى ذلك، تعد المحمية موطنًا لتسعة أنواع من الطيور المستوطنة في الجزيرة العربية، مثل الدراج العربي أحمر الساق، ونقار الخشب العربي، والعقعق العسيري. كما تستضيف المحمية أنواعًا أخرى ذات أصول شرق أفريقية، مثل أبو معول الرمادي، والسد الأفريقي، وأبو مطرقة، والشقراق الإثيوبي، وآكل النحل الأخضر الصغير، مما يجعلها نقطة جذب للباحثين وهواة الطيور.
الأهمية التعليمية والثقافية للمحمية
منذ عام 2011، أُدرجت محمية جرف ريدة ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي التوعوي للمحافظة على الحياة الفطرية بإدارة تعليم منطقة عسير. يشارك الطلاب في برنامج الدراسات العلمية الحقلية في المحمية، حيث يتم تفعيل برنامج جلوب البيئي من خلال قياسات عالمية تشمل بروتوكولات التربة والماء والمناخ، مما يعزز الوعي البيئي لديهم.
جرف ريدة ضمن شبكة المناطق المحمية في المملكة
تعد محمية جرف ريدة جزءًا من شبكة تضم 15 منطقة محمية في المملكة العربية السعودية (12 محمية برية وثلاث محميات بحرية). تهدف هذه الشبكة إلى حماية النظم البيئية الطبيعية المتكاملة، وتشمل مناطق مثل حرة الحرة، والخنفة، والطبيق، والوعول، ومحازة الصيد، وجزر فرسان، وعروق بني معارض، وجبل شدا الأعلى، وجزيرة أم القماري، ومجامع الهضب والجبيل للأحياء البحرية، بالإضافة إلى ثلاث مناطق لإعادة تأهيل الحبارى.
تُدار هذه المناطق المحمية بواسطة جهاز إداري وفني، يضم مديرًا علميًا لكل محمية ورئيسًا لفريق الجوالين. يقوم الجوالون بمراقبة الحياة الفطرية ومنع المخالفات، مدعومين بفريق للمراقبة الجوية، مما يضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي في هذه المناطق الهامة.








