محمية تناقيب: جهود أرامكو السعودية لحماية التنوع البيولوجي
تُعد محمية تناقيب، التي أنشأتها أرامكو السعودية، ملاذًا آمنًا لحيوان الضب وأنواع أخرى من الكائنات الحية. تقع هذه المحمية في شمال الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، وتمثل بيئة مثالية بفضل الظروف المناخية الصحراوية والتنوع النباتي والحيواني الثري الذي تحتضنه منطقة تناقيب. هذه العوامل تجعلها حاضنة طبيعية للعديد من الكائنات، وعلى رأسها السحالي ذات الذيل الشوكي المعروفة باسم الضب.
أرامكو السعودية وحماية البيئة: رؤية استباقية
منذ بداياتها، أولت أرامكو السعودية اهتمامًا بالغًا بحماية البيئة، تجسد ذلك في تأسيس إدارة متخصصة للحفاظ على التنوع البيولوجي. المملكة العربية السعودية غنية بالنباتات والحيوانات المتنوعة، بما في ذلك الضب الذي يُعتبر، وفقًا لتقييم الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة ومواردها، حيوانًا معرضًا للانقراض. وقد أُدرج في الملحق الثاني لاتفاقية التجارة الدولية الخاصة بحماية الأنواع المهددة بالانقراض. تتناقص أعداد الضب نتيجة فقدان مواطنه الطبيعية بسبب التطور الصناعي، بالإضافة إلى حوادث الطرق والصيد الجائر.
التعاون لحماية الضب: مبادرة رائدة
في إطار جهود الشركة البيئية، تعاون كل من برنامج زيادة الإنتاج في حقل المرجان وإدارة الإنتاج على اليابسة في السفانية بأرامكو السعودية لحماية السحالي ذات الذيل الشوكي المهددة بالانقراض. تزامن هذا التعاون مع إدخال معدات ثقيلة إلى المنطقة لبدء مشاريع ضخمة. أثناء نقل هذه المعدات، تلجأ السحالي إلى جحورها للاختباء، مما قد يعرضها للخطر والقتل داخل هذه الجحور. هدفت المبادرة إلى اصطياد مجموعة من الضب وإطلاقها داخل المحمية، ومتابعتها على مدار السنوات، مع تطوير البرنامج باستمرار.
منطقة تناقيب: بيئة مثالية للمحمية
تم اختيار منطقة تناقيب المتنوعة بيئيًا لتكون موقعًا مثاليًا للبرنامج، فهي منطقة مسيجة ومحجوزة مسبقًا، تقع بجوار مجمع تناقيب السكني. نُقل إليها 23 ضبًا لتكون موطنًا جديدًا لهم. تحظى هذه المنطقة بحماية من آثار التوسع العمراني، كما أنها خالية من الجمال والأغنام، وذلك للحفاظ على الغطاء النباتي الكثيف داخل حدودها. وقبل وصول الضب، تم حفر جحور مؤقتة لهم، ووضعت علامات تتبع إلكترونية على جميع الحيوانات لرصدها في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المحمية على كاميرات تساعد في مراقبة الضب عن بعد.
الإشراف البيئي: التزام أرامكو السعودية
تلتزم إدارة الإنتاج على اليابسة في السفانية بتحقيق أهدافها البيئية، وتقديم نموذج يحتذى به في إنتاج الهيدروكربونات بطريقة صديقة للبيئة، والعمل كجار مسؤول في المناطق السكنية المجاورة. يعكس التعاون بين إدارة الإنتاج على اليابسة في السفانية وبرنامج زيادة الإنتاج في حقل المرجان (MIPD) الإشراف البيئي على الأنواع الطبيعية المهددة بالانقراض. كما أتاحت جهود الإشراف البيئي الفرصة للتعرف على خمسة أنواع أخرى من الثدييات وستة أنواع من السحالي في المنطقة، وقدمت نظرة أعمق على الضب الذي يعيش في منطقة تناقيب، حيث يستمر العمل على نقل هذه الحيوانات ومراقبتها ودراسة خصائصها لحمايتها من الانقراض.
وفي النهايه :
تجسد محمية تناقيب التزام أرامكو السعودية بحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الحياة البرية في المملكة. من خلال مبادرات مبتكرة وجهود مستمرة، تساهم الشركة في حماية الأنواع المهددة بالانقراض، مثل الضب، وضمان استدامة البيئة للأجيال القادمة. هل يمكن لمثل هذه المبادرات أن تكون نموذجًا يحتذى به في مناطق أخرى حول العالم تواجه تحديات مماثلة؟
