محمية الغراميل: جوهرة العلا الطبيعية
تعتبر محمية الغراميل ملاذًا طبيعيًا مفتوحًا يقع في محافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، في شمال غرب المملكة العربية السعودية. تبعد هذه المحمية حوالي 60 كيلومترًا شمال مدينة العلا، وتتميز بتنوعها البيولوجي الفريد، حيث تحتضن كثبانًا رملية ساحرة، وهضابًا شامخة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات الصحراوية الأصيلة. تشرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا على إدارة هذه المحمية الثرية.
التكوينات الصخرية الفريدة
تستمد محمية الغراميل اسمها من التكوينات الصخرية المميزة التي تنتشر على نطاق واسع في المنطقة، والتي تُعرف باسم “الغراميل”. تتفاوت هذه التكوينات في أحجامها وأشكالها، وقد تشكلت عبر آلاف السنين بفعل عوامل التعرية الطبيعية، مثل الفروقات الحرارية الشديدة، والرياح القوية، والأمطار الغزيرة، التي نحتت الصخور لتكوين هذه المناظر الطبيعية الخلابة.
وقد ورد ذكر اسم “الغراميل” في الكتب العربية القديمة، حيث أشار ابن منظور في معجم لسان العرب إلى أن “الغُرْمولُ” هو الذكر الضخم. كما ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن “الغَرَامِيل” هي هضاب حمر اللون.
تضفي الغراميل لمسة جمالية استثنائية على المحمية، حيث تبدو بأشكالها العمودية الشامخة وكأنها قصور وتحف فنية فريدة من نوعها. يقصد السياح هذه المحمية للاستمتاع بالتجول داخل هذا المتحف الصخري المفتوح، واستكشاف كنوزه الطبيعية.
إعادة توطين الحيوانات المهددة بالانقراض
في عام 1443هـ/2022م، شهدت محمية الغراميل حدثًا هامًا، حيث تم إطلاق 14 رأسًا من المها الوضيحي و40 رأسًا من ظباء الريم، وذلك ضمن برنامج المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا. يهدف هذا البرنامج إلى إعادة توطين الأنواع المحلية المهددة بالانقراض، واستعادة التنوع الأحيائي الغني للمنطقة، وتعزيز التوازن البيئي الدقيق، بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم الاستدامة البيئية، الذي يساهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة.
تهدف هذه الخطوة إلى دمج هذه الكائنات الحية في النظام البيئي للمحمية، وتشجيعها على التواصل والتكاثر بشكل طبيعي. تحمل الحيوانات التي تم إطلاقها أطواقًا خاصة لمتابعتها ورصد مواقعها واتجاهاتها. إن إكثار وإعادة توطين الأنواع المحلية المهددة بالانقراض يساهم في استعادة التنوع الأحيائي في البيئات الطبيعية، وتعزيز التوازن البيئي، وترسيخ مفهوم الاستدامة البيئية للأجيال القادمة.











