محمية الجبيل البحرية: ملاذ طبيعي في المنطقة الشرقية
تُعد محمية الجبيل للأحياء البحرية جوهرة طبيعية في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في المنطقة الشرقية. تمتد هذه المحمية شمال مدينة الجبيل الصناعية على طول الشاطئ الغربي للخليج العربي، بدءًا من جزيرة أبو علي جنوبًا وصولًا إلى رأس الخير شمالًا. تحتضن المحمية خمس جزر مرجانية خلابة، بما في ذلك دوحة الدفي ودوحة المسلمية والجزر المحيطة بها. وتعتبر المحمية الوحيدة المتخصصة في حماية الأحياء البحرية في المنطقة الشرقية.
الإشراف على المحمية وأهميتها
تأتي محمية الجبيل البحرية في المرتبة الرابعة من حيث المساحة بين المحميات التي يشرف عليها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية. تغطي المحمية مساحة تقدر بحوالي 2410.69 كيلومتر مربع، بعد محميات عروق بني معارض، وسجا وأم الرمث، وجزر فرسان. تنقسم الحماية في المحمية إلى مستويين: الأول مخصص لحماية الحيوانات البرية والبحرية، والآخر مخصص للحفاظ على البيئة والأشجار.
أسباب تأسيس المحمية
تأسست المحمية استجابةً للتلوث النفطي الذي أضر بالمناطق الساحلية على شواطئ الخليج العربي بعد حرب تحرير الكويت في عام 1410هـ/1990م. أظهرت الدراسات والأبحاث البيئية الحاجة الملحة لإنشاء محمية الجبيل للأحياء البحرية بهدف مراقبة التلوث وآثاره السلبية، والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري الفريد الذي تتميز به المنطقة.
تنوع الحياة الفطرية في المحمية
تزخر محمية الجبيل البحرية ببيئات متنوعة وأنواع مختلفة من الأحياء الفطرية. ففي بيئتها البرية، يمكن العثور على الثعلب الأحمر وابن آوى وأنواع متعددة من القوارض، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الطيور، بما في ذلك نوعان من القنابر. كما تضم المحمية أنواعًا من العظايا والثعابين.
أما في البيئة الشاطئية، فتعيش طيور النحام وأنواع من الدريجة والنوارس وطيور الخرشنة والبط والبلشونات والغاق السوقطري. وفي البيئة المائية القريبة من الشاطئ، تتواجد أنواع عديدة من الحيوانات اللافقارية مثل القواقع والسَّرطانات.
أدوار المحمية المتعددة
بالإضافة إلى دورها الأساسي في حماية الحيوانات البحرية، وعلى رأسها الأسماك من الصيد الجائر، تضطلع محمية الجبيل البحرية بأدوار حيوية أخرى. تشمل هذه الأدوار حماية الشعب المرجانية والحياة البحرية من الأضرار والتلوث، وتنشيط السياحة البيئية، وتوفير بيئة ترفيهية مناسبة للزوار.











