محمية الإمام فيصل بن تركي: حماية للتنوع البيئي في المملكة
تُعد محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية واحدة من ثماني محميات ملكية في المملكة العربية السعودية، وتخضع لإشراف مجلس المحميات الملكية. تمتد هذه المحمية الشاسعة عبر ثلاث مناطق إدارية هي عسير وجازان ومكة المكرمة، وصولًا إلى المياه الإقليمية السعودية في البحر الأحمر، مما يجعلها ثالث أكبر محمية في المملكة. تتميز بتنوعها الطبوغرافي والجغرافي الفريد، وقد صدر أمر ملكي بإنشائها في عام 1445هـ (2023م) بهدف الحفاظ على التنوع البيئي والأحيائي الغني في السعودية.
رؤية ولي العهد
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس المحميات الملكية، أن إنشاء محمية الإمام فيصل بن تركي يأتي ضمن جهود المملكة لتطوير ودعم المحميات الملكية، لتكون رافدًا للتنمية الوطنية المستدامة. تهدف هذه المحميات إلى تقديم حلول للتحديات البيئية العالمية، وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها المملكة. كما تهدف إلى دعم البحوث العلمية، وتعزيز السياحة البيئية، وحماية الموارد الطبيعية لتحقيق التوازن البيئي. وأشار سموه إلى أن التنوع البيولوجي في المحمية سيسهم في دعم صحة الإنسان، وتحسين جودة الهواء، والتخفيف من آثار تغير المناخ، ومقاومة الأمراض، مما يعزز مجتمعات مستدامة تحافظ على الهوية البيئية والثقافية الأصيلة.
مساحة وتنوع المحمية
تمتد محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية على مساحة إجمالية قدرها 30,152.7 كيلومتر مربع، وتشمل مناطق إدارية متعددة بالإضافة إلى جزء من المياه الإقليمية السعودية في البحر الأحمر. هذا التنوع الجغرافي يمنحها طابعًا فريدًا، حيث تجمع بين البحر والساحل، والقمم والسهول، والصحراء والأودية. بالإضافة إلى ذلك، تزخر المحمية بثروات حيوانية وسمكية ونباتية، وتمتاز بتراث ثقافي غني يتجلى في الفنون والعمارة والفلكلور الشعبي الذي يعكس هوية السكان المحليين.
أهداف المحمية
الحفاظ على البيئة والتنوع الأحيائي
تهدف محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية بشكل أساسي إلى الحفاظ على التنوع البيئي والأحيائي في المملكة، وتحقيق استدامة النظم البيئية. يشمل ذلك تحسين إنتاجية النباتات، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
تحقيق رؤية السعودية 2030
تسعى المحمية إلى الإسهام في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى حماية وتعزيز البيئة الطبيعية في المملكة. يتم ذلك من خلال تبني رؤية شاملة للنظم البيئية، والحفاظ على المكونات البيئية والطبيعية، وإعادة توطين الحياة الفطرية، وضمان التوازن المائي والتنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، واستدامة الحياة البرية.
إسهامات المحمية
زيادة نسبة المحميات الملكية
تساهم محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية في رفع نسبة المحميات الملكية في المملكة من 13.5% إلى 14.9%. هذا يدعم تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى حماية 30% من المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030.
الحفاظ على التراث وتعزيز التنمية المستدامة
تعمل المحمية على الحفاظ على النظم البيئية الطبيعية، واستعادة التنوع الأحيائي، وتعزيز التراث وإحياء التاريخ العريق للمناطق التي تشملها. تضم المحمية حوالي 100 قرية تراثية تعكس الإرث الحضاري للمنطقة، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية الوطنية المستدامة، وإشراك المجتمعات المحلية، ودعمها من خلال توفير فرص عمل، وتعزيز العمل التطوعي، وتوفير تجارب سياحية بيئية استثنائية.
تحسين البيئة ومكافحة الممارسات الضارة
تساهم المحمية في استكمال جهود الحفاظ على الثروات الطبيعية في المملكة، وتحسين البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية، وتنشيط السياحة البيئية. كما تهدف إلى الحد من الصيد والرعي الجائر، ومنع الاحتطاب، والحفاظ على الغطاء النباتي وزيادته، وتنظيم الحركة داخل المحميات بما يحافظ على حقوق السكان المحليين.
مميزات المحمية
تتميز محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية بتنوعها الطبوغرافي والجغرافي، وتعتبر أكبر محمية تتميز بغطائها النباتي المتنوع. تضاف هذه المحمية إلى سلسلة المحميات الملكية الأخرى في المملكة، مثل محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، ومحمية الإمام سعود بن عبدالعزيز الملكية، ومحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، ومحمية الملك عبدالعزيز الملكية، ومحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية، ومحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، ومحمية الملك خالد الملكية، ليصل إجمالي مساحة المحميات الملكية في المملكة إلى نحو 300 ألف كيلومتر مربع.
