محمية الأمير محمد بن سلمان: جوهرة المحميات الملكية في السعودية
محمية الأمير محمد بن سلمان تعد إحدى المحميات الملكية المتميزة في المملكة العربية السعودية. تأسست بأمر ملكي في عام 2018م (1439هـ)، وتقع في موقع استراتيجي بين مشروع نيوم، مشروع البحر الأحمر، ومنطقة العلا.
مساحة المحمية وأهميتها
تمتد المحمية على مساحة تقدر بنحو 16,000 كيلومتر مربع، وتوصف بأنها “جنة الجيولوجيين” لما تحتويه من ثروات طبيعية فريدة. تخضع المحمية لإشراف مجلس المحميات الملكية، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء.
دور مجلس المحميات الملكية
يسعى المجلس إلى تطوير المناطق المحمية التابعة له من خلال تنفيذ مهام متعددة، تشمل:
- حماية الحياة الفطرية والمحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية.
- تنشيط السياحة البيئية المستدامة.
- تنظيم الحركة داخل المحميات بشكل يحافظ على مصالح القرى، الهُجر، وأملاك المواطنين.
- توفير بيئة مناسبة للمواطنين والمقيمين للاستمتاع بالتنزه في المحميات الطبيعية.
كنوز طبيعية فريدة
تتميز محمية الأمير محمد بن سلمان بغناها بصخور الدرع العربي والرف العربي، التي يعود عمرها إلى أكثر من 542 مليون سنة. تحتوي على تشكيلة واسعة من الصخور، المعادن، التراكيب البنائية، الطيات والصدوع، بالإضافة إلى بيئات ترسيب حديثة وقديمة. هذا التنوع الجيولوجي يجعلها وجهة مثالية للباحثين والمهتمين بعلوم الأرض.
وادي الديسة: قلب المحمية النابض بالحياة
تضم المحمية وادي الديسة، الذي يقع جنوب غرب منطقة تبوك وشمال غرب المحمية. يرتفع الوادي 400 متر فوق سطح البحر، ويتميز بتنوع فريد في أشكال الجبال والحواف الصخرية التي تشكل أعمدة شاهقة. كما يتميز الوادي بتوافر عيون الماء العذبة والمواقع الأثرية المتنوعة، مثل واجهات المقابر النبطية المنحوتة في الصخر وبقايا جدران تحمل كتابات نبطية وعربية بالخط الكوفي.
الوادي غني بأشجار النخيل، وتتراوح درجات الحرارة فيه بين 12 درجة مئوية في الشتاء و31 درجة مئوية في الصيف، مع هطول متفرق للأمطار يستمر لمدة ثمانية أشهر في السنة، مما يجعله واحة طبيعية فريدة.
جهود التثقيف البيئي
في إطار جهود التثقيف البيئي، نفذت هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان بالتعاون مع وزارة التعليم في عام 2021م أول ورشة عمل للتثقيف البيئي. هدفت الورشة إلى تعليم طلاب المدارس حول تأثير النفايات على الحياة البحرية، وتضمنت برنامجًا توعويًا حول كيفية الحفاظ على الشواطئ وشرحًا لمواقع المحمية. تهدف هذه المبادرة إلى غرس مفهوم نظافة الشواطئ البحرية والمحافظة على البيئة وتعزيز هذا السلوك بين أفراد المجتمع.











